الفرق بين تارك الصلاة وتارك الصيام
– ينبغي أن يعلم أن الأحكام الشرعية إنما تؤخذ عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم، لا عن آراء الناس؛ فالأحكام التي يحكم بها على العباد في كفر، أو إيمان، أو طاعة، أو معصية، إنما تؤخذ عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم؛ فمن ترك الصلاة، فقد حكم عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه كافر، كما […]
- ينبغي أن يعلم أن الأحكام الشرعية إنما تؤخذ عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم، لا عن آراء الناس؛ فالأحكام التي يحكم بها على العباد في كفر، أو إيمان، أو طاعة، أو معصية، إنما تؤخذ عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم؛ فمن ترك الصلاة، فقد حكم عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه كافر، كما أن من أشرك بالله وعبد معه غيره، فقد حكم الله عليه ورسوله بأنه كافر، وهكذا من استهزأ بالله ودينه حكم الله عليه بأنه كافر، أما من ترك الصيام فيكون عاصيا؛ لأن الله لم يحكم عليه بالكفر ولا رسوله، فهو عاص يؤمر بالقضاء، أما من ترك الصلاة فإنه يكفر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة، رواه مسلم في صحيحه، وقوله صلى الله عليه وسلم: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر»، خرجه الإمام أحمد وأهل السنن الأربعة بإسناد صحيح عن بريدة، وهناك أحاديث أخرى كلها تدل على كفر تارك الصلاة؛ لأنها عمود الإسلام وأعظم الأركان بعد الشهادتين، فلهذا كفر تاركها، وإذا أسلم لا يؤمر بالقضاء؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأمر الذين ارتدوا ثم أسلموا أن يقضوا، بل قبل منهم إسلامهم ولم يأمرهم بالقضاء، وهكذا الصحابة لما قاتلوا أهل الردة لم يأمروهم بالقضاء بعدما أسلموا؛ لأن الإسلام يجب ما قبله، الإسلام توبة عظيمة تهدم ما قبلها؛ ولأن مطالبة الإنسان بقضاء ما فاته في حال الردة، قد ينفره من الإسلام، قد يحول بينه وبين الدخول في الإسلام؛ فكان من حكمة الله ومن إحسانه إلى عباده أن جعل الإسلام يهدم ما كان قبله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الإسلام يهدم ما كان قبله، فمن أسلم غفر الله له ما مضى من شرك وغيره».
أما من ترك الصيام فإنه مسلم لا يكون كافراً إذا كان لم يجحد الوجوب، إذا كان ما جحد وجوب صوم رمضان، بل يعلم أنه واجب عليه، ولكن تكاسل فأفطر في بعض الأحيان، هذا يكون عاصياً وعليه القضاء والتوبة إلى الله .
لاتوجد تعليقات