الجمع بين فعل الأسباب والتوكل على الله
- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير» الحديث، متى يكون السؤال نافعا للمتوكل؟ ومتى يتوكل المسلم حق التوكل؟
- التوكل على الله من أعظم أنواع العبادة؛ قال الله -تعالى-: {قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}، وقال -تعالى-: {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلاَ وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}، وقال -تعالى-: {وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ}؛ فالتوكل نوع من أنواع العبادة، ومعناه: الاعتماد على الله -عز وجل-، وتفويض الأمور إليه، مع اتخاذ الأسباب النافعة، فلا تتوكل على الله، وتعطل الأسباب النافعة، بل تجمع بين الأمرين، تجمع بين فِعْل الأسباب النافعة، وتتوكل على الله -سبحانه وتعالى-، وهذا يشير إليه الحديث الذي ذكرته: «لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا». انظر إلى قوله: (تغدو) فيه أن الطير تفعل الأسباب، لا تبقى في أوكارها ليأتيها رزقها في أوكارها، بل إنها تذهب وتطلب الرزق، فهي تفعل الأسباب التي ألهمها الله -سبحانه وتعالى.
لاتوجد تعليقات