رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 27 أكتوبر، 2020 0 تعليق

التوسط في الدين

  – التوسط في الدين ألا يغلو الإنسان فيه، فيتجاوز ما حد الله -عز وجل-، ولا يقصر فيه فينقص عما حد الله -سبحانه وتعالى.‏ التوسط في الدين أن يتمسك بسيرة النبي – صلى الله عليه وسلم -، والغلو في الدين أن يتجاوزها، والتقصير ألا يبلغها.‏ – مثال ذلك‏:‏ رجل قال أنا أريد أن أقوم الليل […]

 

- التوسط في الدين ألا يغلو الإنسان فيه، فيتجاوز ما حد الله -عز وجل-، ولا يقصر فيه فينقص عما حد الله -سبحانه وتعالى.‏

التوسط في الدين أن يتمسك بسيرة النبي - صلى الله عليه وسلم -، والغلو في الدين أن يتجاوزها، والتقصير ألا يبلغها.‏

- مثال ذلك‏:‏ رجل قال أنا أريد أن أقوم الليل ولا أنام كل الدهر؛ لأن الصلاة من أفضل العبادات فأحب أن أحيي الليل كله صلاة، فنقول:‏ هذا غال في دين الله وليس على حق، وقد وقع في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل هذا، اجتمع نفر فقال بعضهم:‏ أنا أقوم ولا أنام، وقال الآخر:‏ أنا أصوم ولا أفطر، وقال الثالث:‏ أنا لا أتزوج النساء، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال:‏«ما بال أقوامٍ يقولون كذا وكذا‏؟‏ أنا أصوم وأفطر، وأقوم وأنام، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني‏»، فهؤلاء غلوا في الدين، وتبرأ منهم الرسول - صلى الله عليه وسلم-؛ لأنهم رغبوا عن سنته - صلى الله عليه وسلم- التي فيها صوم وإفطار، وقيام ونوم، وتزوج بالنساء.‏

- أما المقصر:‏ فهو الذي يقول:‏ لا حاجة لي بالتطوع، فأنا لا أتطوع، وآتي بالفريضة فقط، وربما أيضاً يقصر في الفرائض فهذا مقصر.‏

- والمعتدل‏:‏ هو الذي يتمشى على ما كان عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - وخلفاؤه الراشدون.‏

- مثال آخر:‏ ثلاثة رجال أمامهم رجل فاسق، أحدهم قال:‏ أنا لا أسلم على هذا الفاسق وأهجره وأبتعد عنه ولا أكلمه.‏

- والثاني يقول‏:‏ أنا أمشي مع هذا الفاسق وأسلم عليه وأبش في وجهه وأدعوه عندي وأجيب دعوته وليس عندي إلا كرجل صالح.‏

- والثالث يقول:‏ هذا الفاسق أكرهه لفسقه وأحبه لإيمانه ولا أهجره، إلا حيث يكون الهجر سبباً لإصلاحه، فإن لم يكن الهجر سبباً لإصلاحه بل كان سبباً لازدياده في فسقه فأنا لا أهجره.‏ فنقول:‏ الأول مفرط غالٍ - من الغلو- والثاني مفرط مقصر والثالث متوسط.‏

وهكذا نقول في سائر العبادات ومعاملات الخلق الناس فيها بين مقصر وغال ومتوسط.‏

- ومثال ثالث‏:‏ رجل كان أسيراً لامرأته توجهه حيث شاءت، لا يردها عن إثم ولا يحثها على فضيلة، قد ملكت عقله وصارت هي القوّامة عليه‏.‏

ورجل آخر عنده تعسف وتكبر وترفع على امرأته لا يبالي بها وكأنها عنده أقل من الخادم.‏

     ورجل ثالث وسط يعاملها كما أمر الله ورسوله:‏ {‏وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ‏}‏»لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر‏»‏،‏ فهذا الأخير متوسط، والأول غالٍ في معاملة زوجته، والثاني مقصر.‏ وقس على هذه بقية الأعمال والعبادات.

 ( سماحة الشيخ صالح العثيمين -رحمه الله).‏

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك