رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 25 يونيو، 2012 0 تعليق

التوبة تجبّ الذنوب

- أنا شاب قد عصيت الله جلّ وعلا، وشتمت والديّ، ولكني ندمت كثيراً، وحاولت معهما أن يسامحاني، ولكن للأسف الشديد ما استطعت إلى ذلك سبيلاً. فهل أدخل النار؟ وفقكم الله.

 

- ما دام أنك تبت إلى الله توبة صحيحة؛ فإن الله يتوب عليك، ولكن يجب عليك أن تستسمح والديك؛ لأن هذا حق لمخلوق، ومن شروط التوبة إذا كانت من حق المخلوق أن يسمح له ذلك المخلوق عن حقه؛ فعليك ببر والديك والإحسان إليهما حتى يرضيا عنك، عليك ببرهما والإحسان إليهما والعطف عليهما لعلهما يرضيان عنك إن شاء الله تعالى؛ فلا بد من هذا.

      أما لعن الوالدين؛ فإنه كبيرة عظيمة؛ قال صلى الله عليه وسلم : “لعن الله من لعن والديه”. قالوا: وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: “يلعن أبا الرجل فيلعن أباه، ويلعن أمه فيلعن أمه”؛ هذا إذا لعن أبوي الآخرين، فإن هذا سبب يجعل الآخرين يلعنون أبويه؛ فكيف إذا باشر اللعن على والديه؟! الأمر خطير.

       ولكن التوبة تجب كل الذنوب، التوبة لا يبقى معها ذنب؛ قال الله سبحانه وتعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى} (طه:82)، وقال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الزمر:53)، والله تعالى يغفر الشرك ويغفر الكفر إذا تاب منه؛ قال تعالى: {قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينِ} (الأنفال:38) وقال في النصارى الذين يقولون: إن الله ثالث ثلاثة، ويقولون: إن الله هو المسيح ابن مريم! قال تعالى: {أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} المائدة:74)، فلا تيأس، ولا تقنط، وتب إلى الله، وأحسن إلى والديك، وسيعطف الله قلبيهما عليك، ويعفوان عنك إن شاء الله.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك