الإنترنت وسيلة من وسائل الدعوة إلى الله
– الدعوة إلى الله من فروض الكفاية وتشمل نشر العلم، وذكر محاسن الدين، وبيان الأحكام الشرعية، وذكر تفاصيل الحلال والحرام، والحث على العمل الصالح، وذكر أدلة الأحكام وبيان وجه دلالتها، وذكر الوعد والوعيد والثواب والعقاب ونحو ذلك؛ مما يكون سببًا لتفقه المسلمين ومعرفتهم بأحكام دينهم، وهكذا ينتج عن الدعوة إلى الله ونشر العلم، معرفة […]
- الدعوة إلى الله من فروض الكفاية وتشمل نشر العلم، وذكر محاسن الدين، وبيان الأحكام الشرعية، وذكر تفاصيل الحلال والحرام، والحث على العمل الصالح، وذكر أدلة الأحكام وبيان وجه دلالتها، وذكر الوعد والوعيد والثواب والعقاب ونحو ذلك؛ مما يكون سببًا لتفقه المسلمين ومعرفتهم بأحكام دينهم، وهكذا ينتج عن الدعوة إلى الله ونشر العلم، معرفة الجهال، ما يلزمهم من حق الله -تعالى- وحقوق بعض المسلمين على بعض؛ مما يسبب الرجوع إلى الله والتوبة إليه من المعاصي والمخالفات والبدع والمحدثات، وهكذا يعرف الإسلام من لم يسمع بمحاسنه، ويعرف حقيقته من بلغه هذا الدين بصورة مشوهة؛ فيدخل في الإسلام عن رغبة وقناعة، ولا شك أن كل وسيلة يمكن استعمالها للدعوة إلى الله؛ فإنه يلزم المسلمين سلوكها؛ ففي الزمن القديم كانت وسائل الدعوة مقتصرة على الخطابة، والمكاتبة والمناظرة، والمقابلة بين الداعي والمدعوين، والحلقات العلمية، امتثالا لقوله -تعالى-: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، ونحو ذلك من الوسائل، وأما في هذه الأزمنة فنرى سلوك كل وسيلة يمكن استغلالها في الدعوة إلى الإسلام، كالإذاعة المسموعة والمرئية، والنشرات العلمية، والمقالات الإسلامية في الصحف والمجلات السليمة، ومن ذلك وسيلة الإنترنت، الذي ظهر في هذه الأزمنة، وانتشر في العالم كله؛ فنرى على حملة العلم والدعاة إلى الله، استغلال هذه الوسيلة في نشر المقالات، والكلمات المفيدة، والنصائح الصحيحة؛ ليستفيد من ذلك من يريد الخير، ويقصد تحصيل العلم، والعمل به؛ فإن هذا الإنترنت قد تمكن وجوده وظهوره في البلاد جميعها؛ فلا يترك ليستغله النصارى، واليهود، والمشركون، والمبتدعة، والعصاة، والفسقة؛ فينشرون فيه أفكارهم، وشبهاتهم، ودعاياتهم، وضلالاتهم؛ فينخدع بها من يتلقاها ويحسن الظن بمن قالها، معتقدًا نصحه وسلامة وجهته؛ فيقع الذين يتلقون هذه النشرات والمقالات في الكفر، والبدع، والمعاصي، والفتن، ما ظهر منها وما بطن، أما إذا استغله أهل العلم الصحيح، وأهل التوحيد والإخلاص؛ فإنهم يضيقون المجال على دعاة الفساد، وينتفع بمقالاتهم من يريد الحق، ويقصد الانتفاع بالعمل الصالح، والعلم النافع.
لاتوجد تعليقات