اكتساب الأخلاق الفاضلة
– الأخلاق الفاضلة من الكرم والشجاعة وسعة البال وغيرها تنقسم إلى قسمين، أحدهما غريزي جبل الله العبد عليه، والثاني اكتسابي يكتسبه العبد بالتمرن؛ فأنت أيها الأخ السائل يبدو من كلامك أنك تحب الشجاعة والكرم، ولكنك لست متصفاً بهما الآن؛ فقد فاتتك الغريزة، ولكن القسم الثاني وهو الاكتساب لم يفتك؛ فإنه بإمكانك أن تمرن نفسك […]
- الأخلاق الفاضلة من الكرم والشجاعة وسعة البال وغيرها تنقسم إلى قسمين، أحدهما غريزي جبل الله العبد عليه، والثاني اكتسابي يكتسبه العبد بالتمرن؛ فأنت أيها الأخ السائل يبدو من كلامك أنك تحب الشجاعة والكرم، ولكنك لست متصفاً بهما الآن؛ فقد فاتتك الغريزة، ولكن القسم الثاني وهو الاكتساب لم يفتك؛ فإنه بإمكانك أن تمرن نفسك على الشجاعة والإقدام في الأمور النافعة شيئاً فشيئاً حتى ترتقي إلى الكمال، وكذلك بالنسبة للكرم تعوّد نفسك البذل فيما فيه خير ومنفعة حتى تصل بذلك إلى الكمال، وليس الكرم والشجاعة التهور في بذل المال، أو في بذل النفس وتعريضها للخطر، بل إن الكرم هو بذل المال في محله، والشجاعة أيضاً بذل النفس في محلها، وقد قال المتنبي:
الرأي قبل شجاعة الشجعان
هي أول وهي المحل الثاني
فعندما تريد أن تتعود الكرم لا تسرف في الإنفاق وتبذر، ولكن أنفق حين يكون الإنفاق خيراً من الإمساك، وأمسك حين يكون الإمساك خيراً من الإنفاق، كذلك أيضاً في الشجاعة عندما تريد أن تكون جريئاً لا تأخذك في الله لومة لائم ولا تبالِ أحداً. أقدم حين يكون الإقدام خيراً من الإحجام، وأحجم حين يكون الإحجام خيراً من الإقدام، وعلى كل حال لا بد من الاتزان في هذين الأمرين.
لاتوجد تعليقات