رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 2 نوفمبر، 2015 0 تعليق

احتراز الإنسان بالمال الحلال والكسب الحلال

- نرجو منكم التوجيه في احتراز الإنسان من المال الحرام والاهتمام بالكسب الحلال؟

- الكسب الحلال والتوقِّي فيه من الشبهات فضلاً عن المحرمات، ينبغي أن يكون هَمّ المسلم وهاجسه؛ لأن له أثرا على نبات البدن, وكل جسد نبت من سُحت فالنار أولى به, وله أثر كبير في قبول الدعاء, وكل إنسان يرفع يديه إلى الله -جل وعلا- إنما يرجو قبول دعائه وإجابة مسألته, لا سيما أنه محتاج مفتقر إلى الله -جل وعلا-, فإذا وُجد المانع في قبول هذا الدعاء؛ لأكل الحرام، ولبس الحرام, وشرب الحرام، فإنه يكون متسببًّا لرد دعوته, وقد جاء في الحديث الموجه لسعد: «يا سعد، أَطِبْ مطعمك تكن مستجاب الدعوة»، وقد ذكر النبي -عليه الصلاة والسلام-: «الرجل يطيل السفر, أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب, يا رب, يا رب, ومطعمه حرام, ومشربه حرام, وملبسه حرام, وغُذِّي بالحرام, فأنى يستجاب له».

     أسباب القبول وأسباب الإجابة موجودة, أشعث, أغبر, يعني: منكسر بين يدي ربه، يطيل السفر، والسفر مظنةٌ للإجابة، والمسافر دعوته مستجابة, يمد يديه، الله يستحي من عبده الذي يمد يديه أن يردهما صفرًا، يقول: «يا رب، يا رب», وأهل العلم يقررون أنَّ مَن كَرَّر هذا الاسم يا رب يا رب أنه حري أن يُستجاب له، حتى قال بعض أهل العلم، قال: من كررها خمس مرات أجيب له, كما في أواخر سورة آل عمران.

     «يا رب، يا رب»، هذه الأسباب كلها مبذولة, لكن ما الذي منع من إجابة الدعوة؟ وجود المانع، فلا يكفي بذل السبب، بل لا بد من إزالة المانع من قبول الدعاء, يقول: «ومطعمه حرام, ومشربه حرام, وغُذِّي بالحرام, فأنى يستجاب له», استبعاد أن يُستجاب لمثل هذا, فعلى الإنسان أن يحرص على أن يكون حلال المأكل, والمشرب, والملبس, وألا يتناول ما فيه شُبهة, فضلاً عما كان فيه شيء من الحرام.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك