إمامة الصغير.. جائزة
ما حكم إمامة الطفل الصغير الذي لم يبلغ الحلم في الصلوات المفروضة؟
إمامة الطفل الصغير الذي لم يبلغ الحلم للناس في الصلوات المفروضة إذا كان يجيد قراءة القرآن جائزة، والصلاة خلفه صحيحة، ومن يمنعون إمامة الصغير في المساجد إذا كان يجيد قراءة القرآن مخطئون، ويستحسن تدريب الصغار وتشجيعهم على الحضور للمساجد وإمامة المصلين.
الله تعالى يقول: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} (الحشر: 7)، وقد ثبت في الصحيح أن عمرو بن سلمة قال: أممت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا غلام ابن سبع سنين، وذلك أن عمرو كان في الطريق وكان الناس يروحون ويرجعون، فمن مرّ به سأله عن القرآن فحفظ من القرآن ما حفظ فقدموه للإمامة، فقال الناس غطوا عنا سوءة إمامكم، قال: فأعطوني بردة فما فرحت بشيء بعد الإسلام فرحي بها، فكان يؤمهم وعمره سبع سنين، فإذا كان الغلام مميزاً يُحسن الوضوء ويصلى بالناس بصوت جيد وقراءة طيبة، فلا مانع من ذلك، نحن نُشجع الصغار ونؤدبهم وننهاههم عن اللعب والعبث في المساجد، لكن نُرغبهم في المسجد ونرغبهم في صلاة الجماعة والمحافظة على الصفوف، ونؤدبهم بأن يقدموا الكبار قبلهم، ونعلمهم برفق حتى يرغبوا فى المساجد ويعتادوا عليها، وإن حصل شيء من تقصير من الأطفال الصغار صبرنا عليهم، أما أن نُنَفرهم ونُقصِيَهم فهذا خطأ، وإن كان الصبي موجوداً يقوم بواجبه في الإمامة والحمد لله فحسن؛ لأن الأصل أن نقدم الأسن لحديث: «يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السُّنة سواء فأكبرهم سناً»، لكن إذا قُدِم الصغير وصلى فلا شيء في صلاته إذا كان متقناً لها، وإن كان الكبير موجوداً ويحسن القراءة فهذا هو الأولى، لكن الصغار لا ينبغي أن نُنَفرهم من الصلوات؛ ولهذا فإن جمعيات تحفيظ القرآن الكريم تجعل الصبيان يصلون في المساجد تشجيعاً لهم وتدريباً لهم على هذه المهمة كما يكون في الحرم، وذلك تدريباً وتعويداً على الخير، ولا شك هذا عمل يشكرون عليه، فعلى الناس أن يشجعوا الصغار في الإمامة.
لاتوجد تعليقات