رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 31 مايو، 2018 0 تعليق

أفضلية ختم القرآن في رمضان

– يستفاد منها المدارسة، وأنه يستحب للمؤمن أن يدارس القرآن من يفيده وينفعه؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم دارس جبرائيل للاستفادة؛ ولأن جبرائيل هو الذي يأتي من عند الله -جل وعلا- وهو السفير بين الله والرسل؛ فجبرائيل لابد أن يفيد النبي صلى الله عليه وسلم أشياء من جهة الله، ومن جهة حروف القرآن، ومن جهة معانيه التي أرادها […]

- يستفاد منها المدارسة، وأنه يستحب للمؤمن أن يدارس القرآن من يفيده وينفعه؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم دارس جبرائيل للاستفادة؛ ولأن جبرائيل هو الذي يأتي من عند الله -جل وعلا- وهو السفير بين الله والرسل؛ فجبرائيل لابد أن يفيد النبي صلى الله عليه وسلم أشياء من جهة الله، ومن جهة حروف القرآن، ومن جهة معانيه التي أرادها الله.

     فإذا دارس الإنسان من يعينه على فهم القرآن، ومن يعينه على إقامة ألفاظه؛ فهذا مطلوب كما دارس النبي صلى الله عليه وسلم جبرائيل، وليس المقصود أن جبرائيل أفضل من النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن جبرائيل هو الرسول الذي أتى من عند الله؛ فيبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم ما أمره الله به من جهة القرآن، ومن جهة ألفاظه، ومن جهة معانيه؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم يستفيد من جبرائيل من هذه الحيثية، لا أن جبرائيل أفضل منه صلى الله عليه وسلم، بل هو أفضل البشر، وأفضل من الملائكة صلى الله عليه وسلم، لكن المدارسة فيها خير كثير للنبي صلى الله عليه وسلم وللأمة؛ لأنها مدارسة لما يأتي به من عند الله وليستفيد مما يأتي به من عند الله.

وفيه فائدة أخرى وهي: أن المدارسة في الليل أفضل من النهار؛ لأن هذه المدارسة كانت في الليل، ومعلوم أن الليل أقرب إلى اجتماع القلب وحضوره والفائدة منها أكثر من المدارسة نهارًا.

     وفيه أيضًا من الفوائد: شرعية المدارسة وأنها عمل صالح حتى ولو كان في غير رمضان؛ لأن فيه فائدة لكل منهما، ولو كانوا أكثر من اثنين فلا بأس أن يستفيد كل منهم من أخيه، ويشجعه على القراءة وينشطه؛ فقد لا ينشط إذا جلس وحده، لكن إذا كان معه زميل له يدارسه أو زملاء كان ذلك أشجع له وأنشط، مع عظم الفائدة فيما يحصل بينهم من المذاكرة والمطالعة فيما قد يشكل عليهم، كل ذلك فيه خير كثير.

     ويمكن أن يفهم من ذلك أن قراءة القرآن كاملة من الإمام على الجماعة في رمضان نوع من هذه المدارسة؛ لأن في هذا إفادة لهم عن جميع القرآن؛ ولهذا كان الإمام أحمد -رحمه الله- يحب ممن يؤمهم أن يختم بهم القرآن، وهذا من جنس عمل السلف في محبة سماع القرآن كله، ولكن ليس هذا موجبًا؛ لأن يعجل ولا يتأنى في قراءته، ولا يتحرى الخشوع والطمأنينة، بل تحري هذه الأمور أولى من مراعاة الختمة. 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك