رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 28 يوليو، 2010 0 تعليق

هل توجد جاهلية ثانية؟

- يقول الله تعالى: {ولا تَبرَّجن تَبرُّج الجاهلية الأولى} (الأحزاب: 33).

 

-  الحمد لله، الذي يظهر لي - والله أعلم- أن المقصود بوصف الجاهلية الأولى هو زيادة التأكيد بما عليه الجاهلية من ضلال وفساد وفوضى؛ فكأن المعنى: الجاهلية الجهلاء. وقد ذكر ابن كثير - رحمه الله - في تفسيره عن قتادة قال: {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} (الأحزاب: 33) إذا خرجتن من بيوتكن، وكانت لهن مشية تكسّر وتغنج، فنهى الله عن ذلك، وقال ابن كثير: قال ابن جرير بإسناده إلى ابن عباس - رضي الله عنهما- إنه تلا هذه الآية: {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} (الأحزاب: 33)، ثم قال: كانت فيما بين نوح وإدريس، وكانت ألف سنة، وان بطنين من ولد آدم كان أحدهما يسكن السهل والآخر يسكن الجبل، وكان رجال الجبل صباحا وفي النساء  دمامة، وكان نساء السهل صباحا وفي الرجال دمامة، وإن إبليس لعنه الله أتى رجلاً من أهل السهل في صورة غلام فأجر نفسه منه، وكان يخدمه، فاتخذ إبليس شيئاً من مثل الذي يزمر فيه الرعاء، فجاء فيه بصوت لم يسمع الناس مثله، فبلغ ذلك من حوله فانتابوه وهم يستمعون إليه، واتخذوا عيداً يجتمعون إليه في السنة فيتبرج النساء للرجال ويتزين الرجال لهن، وإن رجلاً من أهل الجبل هجم عليهم في عيدهم، فرأى النساء وصباحتهن، فأتى أصحابه فأخبرهم بذلك فتحولوا إليهن فنزلوا معهن، وظهرت الفاحشة فيهن، فهو قول الله تعالى: {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} والله أعلم.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك