رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 4 نوفمبر، 2010 0 تعليق

لا يجوز اتخاذ القرآن حروزًا وتعاويذ

- ما حكم تعليق اللوحات التجميلية في المنازل وقد كتب عليها آيات قرآنية؟

- الله سبحانه وتعالى أنزل القرآن هدى ونورا وشفاء لما في الصدور، وأنزله ليُتلى ويُتدبر ويُعمل به ويُستنار بهديه ويُتخذ إماما وقائدا إلى الله جل وعلا وإلى جنته؛ فهو حجة الله على خلقه كما قال النبي [: «والقرآن حجة لك أو عليك» انظر صحيح مسلم 1/203 من حديث أبي مالك الأشعري ]، فالقرآن إن تمسكت به وعملت به صار حجة لك، وهو دليل لك إلى الجنة، وإن أعرضت عنه صار حجة عليك، يدفعك إلى النار لمخالفته وعدم العمل به، فهذا هو الواجب نحو القرآن، الواجب نحو القرآن أن نتلوه حق تلاوته، وأن نهتدي بهديه، ونستنير بنوره، وأن نعظمه ونجله ونحترمه ونصونه عن العبث والامتهان؛ لأنه كتاب الله عز وجل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، وأن نعمل به وأن نحكّمه فيما اختلفنا فيه كما قال تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا} (النساء: 59). أما كتابته حجبا أو رقاعا أو على لوحات، ويعلق على الجدران، فهذا لا ينبغي ويحرم كتابته حجبا وحروزا نعلق على الصبيان أو على الرقاب أو على النساء أو الرجال، هذا لا يجوز على الصحيح من قولي العلماء؛ لأن فيه امتهانا للقرآن وتعريضا لإهانته، وربما يكون سببا للاعتقاد في الشفاء من غير الله عز وجل ويكون فتحا لباب تعليق ما لا يجوز تعلقه من العوذ الشيطانية والألفاظ الشركية، فالصحيح من قولي العلماء أنه لا يجوز؛ لأنه ربما يُهان القرآن، وربما يكون في المكان الذي علقت فيه هذه  اللوحة التي فيها آية من كتاب الله، شيء من المعاصي، ويكون فيه شيء من الفسوق، ويكون في هذا إهانة للقرآن العظيم، وربما تسقط هذه اللوحة وتداس وتمتهن أو تؤول هذه اللوحة إلى سكان لا يعبأون بالقرآن، وينزلون هذا المنزل فيهينون هذا القرآن المعلق؛ ففي تعليقه على الجدران تعريض له للامتهان، ولم يكن هذا من هدي السلف الصالح، لم يعلم أنهم كانوا يكتبون القرآن على لوحات أو براويز ويعلقونه على الجدران، وإنما كان القرآن يكتب في القلوب، ويعمل به ظاهرا وباطنا، ويحفظ ويتلى ويدرس، أما كتابته في لوحات وبراويز وما أشبه ذلك فهذا لم يكن معروفا عن السلف، ولا فائدة من وراء ذلك، وإنما يخشى من المضرة والإهانة للقران الكريم.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك