رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 3 أبريل، 2011 0 تعليق

طاعة ولي الأمر واجبة

- هناك من يسوّغُ للشّباب الخروج على الحكومات دون الضّوابط الشّرعيّة؛ فما منهجنا في التّعامل مع الحاكم المسلم وغير المسلم؟

- منهجنا في التّعامل مع الحاكم المسلم السَّمعُ والطّاعة؛ يقول الله سبحانه وتعالى: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} (النساء: 59)، والنبي [ كما مرَّ في الحديث يقول: “أوصيكم بتقوى الله والسّمع والطّاعة، وإن تأمّر عليكم عبدٌ؛ فإنّه مَن يَعِش منكم؛ فسوف يرى اختلافًا كثيرًا؛ فعليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الرّاشدين المهديّين من بعدي”؛ هذا الحديث يوافق الآية تمامًا· ويقول [: “مَن أطاع الأميرَ؛ فقد أطاعني، ومَن عصى الأمير؛ فقد عصاني” رواه البخاري في  صحيحه  (4/7-8 )· إلى غير ذلك من الأحاديث الواردة في الحثِّ على السّمع والطّاعة، ويقول [: “اسمع وأطِع، وإن أُخِذ مالُك، وضُرِبَ ظهرُك” رواه الإمام مسلم في  صحيحه (3/1476)  من حديث حذيفة رضي الله عنه بلفظ قريب من هذا· فوليُّ أمر المسلمين يجب طاعته في طاعة الله، فإن أمر بمعصيةٍ؛ فلا يطاع في هذا الأمر، يعني:  في أمر المعصية، لكنّه يُطاع في غير ذلك من أمور الطّاعة· وأمّا التعامل مع الحاكم الكافر؛ فهذا يختلف باختلاف الأحوال:  فإن كان في المسلمين قوَّةٌ، وفيهم استطاعة لمقاتلته وتنحيته عن الحكم وإيجاد حاكم مسلم؛ فإنه يجب عليهم ذلك، وهذا من الجهاد في سبيل الله· أمّا إذا كانوا لا يستطيعون إزالته؛ فلا يجوز لهم أن يَتَحَرَّشوا بالظَّلمة الكفرة؛ لأنَّ هذا يعود على المسلمين بالضَّرر والإبادة، والنبي [ عاش في مكة ثلاث عشرة سنة بعد البعثة، والولاية للكفَّار، ومع من أسلم من أصحابه، ولم يُنازلوا الكفَّار، بل كانوا منهيِّين عن قتال الكفَّار في هذه الحقبة، ولم يُؤمَر بالقتال إلا بعدما هاجر [ وصار له دولةٌ وجماعةٌ يستطيع بهم أن يُقاتل الكفَّار· هذا هو منهج الإسلام: إذا كان المسلمون تحت ولايةٍ كافرةٍ ولا يستطيعون إزالتها؛ فإنّهم يتمسَّكون بإسلامهم وبعقيدتهم، ويدعون إلى الله، ولكن لا يخاطرون بأنفسهم ويغامرون في مجابهة الكفّار؛ لأنّ ذلك يعود عليهم بالإبادة والقضاء على الدّعوة، أمّا إذا كان لهم قوّةٌ يستطيعون بها الجهاد؛ فإنّهم يجاهدون في سبيل الله على الضّوابط المعروفة·

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك