رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 16 يونيو، 2010 0 تعليق

حكم الحفلات التي تقام بعد الميت

ماحكم عادات الاحتفالات التي تقام للأكل والشرب بعد الوفاة ؟

 قد كتبنا في هذا أجوبة كثيرة، وقد نبهنا مرات كثيرة على أنه لا يجوز الاحتفال عند الموت لأحد من الناس، ليس لأهل الميت أن يقيموا احتفالاً بذلك، ولا أن يذبحوا ذبائح، ولا يصنعوا طعاماً للناس؛ كل هذا من البدع والجهالات التي كان يفعلها بعض الناس وهي من أمر الجاهلية. ثبت عن جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه - قال: «كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنيعة الطعام بعد دفنه من النياحة»، فكان من عمل الجاهلية ومن النياحة التي كانوا يفعلونها في الجاهلي.
فالواجب على المسلمين إذا مات الميت أن يدعوا له بالمغفرة والرحمة، وأن يتركوا هذه الاحتفالات وهذه الأطعمة التي تقام من أهل الميت، وقد يكون الميت فقيراً، وقد يكون عنده أيتام فيرهقونهم، المقصود أنها لا أصل لها حتى ولو كان غنياً، ولا يجوز فعلها. لكن يشرع لجيرانهم وأقاربهم أن يصنعوا لهم طعاماً؛ لأنهم مشغولون بالمصيبة؛ فقد ثبت من حديث عبد الله بن جعفر بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم  لما جاءه نعي جعفر لما قتل في مؤتة، وجاء نعيه إلى المدينة، أمر النبي صلى الله عليه وسلم  أهله أن يصنعوا لأهل جعفرٍ طعاماً، وقال: «فإنه أتاهم ما يشغلهم». فإذا صنع لهم طعام من جيرانهم أو أقاربهم ووصل إليهم لأنهم مشغلون بالمصيبة فهذا مستحب، وهذا سنة، أما أهل الميت فليس لهم صنع الطعام، ولا ينبغي لهم أن يصنعوا للناس الطعام، أما إذا صنعوا لأنفسهم ولأكلهم أو لضيوف نزلوا بهم فلا بأس، أما أن يصنعوا من أجل الميت مأتماً للميت، لينوحوا عليه أو يقيموا عليه الأشعار والمراثي أو يدعوا الناس إلى ذلك؛ فكل هذا من البدع؛ كل هذا من الجهالات ومن أمر الجاهلية فلا يجوز، أما كونهم يصنعون لأنفسهم طعاماً ليأكلوا كعادتهم فلا بأس، أو نزل بهم ضيف فصنعوا من أجل الضيف، لا من أجل الموت ولا من أجل النياحة ولا من أجل جمع الناس، ولكن من أجل الضيف الذي نزل ليطعموا الضيف فلا بأس بذلك؛ لأنه جاء من بعيد.
فالمقصود من هذا كله أن المنكر هو أن يصنع أهل الميت طعاماً ليجمعوا الجيران والأقارب وينوحوا أو ليقرؤوا أو غير ذلك، هذا هو المنكر، هذا هو الجاهلية، أما صنعهم طعاماً لحاجتهم لأنفسهم لأكلهم المعتاد، أو نزل بهم ضيف فاضطروا إلى أن يصنعوا طعاماً لأجله حتى يكرموا من جاء من بعيد، فلا حرج في ذلك. ولا ينبغي لأهل الإيمان وأهل الإسلام أن يعتادوا أمر الجاهلية ويفعلوه، بل ينبغي التواصي بترك الجاهلية، هكذا ينبغي للمسلمين. وأما جيرانهم وأقاربهم فيستحب لهم أن يصنعوا لهم طعاماً يرسلونه إليهم؛ لأنهم مشغولون بالمصيبة، هذا إذا تيسر فهو أفضل وسنة. 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك