رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 14 يونيو، 2011 0 تعليق

توجيه لمن يهجر كتاب الله ولم يقرأ القرآن أياماً وشهوراً

- ما توجيهكم لمن تمر عليه الأيام الكثيرة، بل الشهور دون أن يقرأ في كتاب الله؟ وهل يأثم؟ مع التفضّل ببيان فضائل القرآن الكريم وجزاكم الله خيراً.

 

- من نعمة الله على الإنسان أن يوفقه لقراءة القرآن وأن تكون تلاوته للقرآن تلاوة حسنة، خالية من اللحن، تقام فيها الحروف حق قيامها من غير غلو ولا تنطع، ومن نعمة الله عليه أيضاً أن يمن الله عليه بحفظ كتابه العزيز أو بحفظ جزء منه، فكلما حمل صدره كتاب الله وحفظه عن ظهر قلب نال خيراً كثيراً أو فضلا كثيرا، وكان أصحاب رسول الله[ يعظمون شأن من حفظ القرآن فيهم ويجعلون له منزلة وفضلاً كبيراً، ومن نعمة الله على العبد أن يرزقه تلاوة القرآن وأن يكون ممن يتلون القرآن حق تلاوته، فإن من وفقه الله لتلاوة القرآن فقد هداه إلى الخير الكثير؛ ففي تلاوة القرآن صلاح القول وزكاة النفوس وقوة الإيمان، وفي تلاوة القرآن الأمور العظيمة، فـ«من قرأ آية من كتاب الله فله بكل حرف حسنة، لا أقول: الم، حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف»، والقرآن شفيع لأصحابه يوم القيامة الذين عملوا به {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ} (البقرة: 121). إن تلاوة القرآن لها شأن عظيم في إصلاح القلب والعمل؛ لذا قال الله لنبيه[: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} (الإسراء: 78) {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} (الإسراء: 79). إن أولياء الله المتقين الملازمين لقيام الليل الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع يتلون كتاب الله ويحركون فيه قلوبهم وتذرف الدموع وتخشع القلوب وتقبل النفوس على الله جلَّ جلاله، لقد كان نبينا[ كثير القراءة للقرآن يتهجد به في ليلته، فرآه حذيفة ليلة يقرأ البقرة ثم يركع ثم قرأ النساء ثم قرأ آل عمران، ما مر بآية وعد إلا سأل، ولا بآية وعيد إلا استعاذ، وكان سلفنا الصالح يحيون ليلهم بالقرآن ولهم في ذلك أخبار عجيبة من تدبر الآيات وتأملها وتعقلها، وربما شغلت بعضهم الآية الواحدة في تدبرها وتعقل معناها حتى يمر عليه معظم الليل وهو ما زال في تفكر واعتبار، قام بعضهم بقوله سبحانه: {أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ} (الجاثية: 21). كل هذا من تدبر القرآن، والله تعالى يقول: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} (النساء: 82). وقال: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُو الْأَلْبَابِ} (ص: 29)، فهو التدبر والتعقل وجعلت تلاوته وسيلة إلى ذلك، والذي يمر عليه العام والشهور وما تلا كتاب الله ولا نظرت عينه المصحف فقد فاته خير كثير وحرم خيراً كثيراً.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك