رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 28 مارس، 2011 0 تعليق

تساهل الموظفين في العمل الإضافي

- منذ سنتين مضتا كنت أكلف بالعمل الإضافي خارج وقت الدوام الرسمي، وكنت أحضر أحياناً وأتغيب أحياناً، وأحياناً آخذ المعاملات معي إلى البيـت، وفي نهاية كل شهر تعمل شهادة موقّعة من المشرف علينا في الفترة المسائية، وعلى ضوء هذه الشهادة يصرف لنا البدل· وأنا الآن قلق النفس وشديد الخوف من أن أحاسب على هذا التقصير· وسؤالي: هل التوبة والندم كافيان على ما بدر مني من تقصير أم لا بد من إرجاع ما تسلمته من الأيام التي لم أعمل بها؟ علماً بأنني لا أستطيع حصر تلك الأيام لمضي السنين الطويلة عليها، كما أنه ليس لدي مال إلا أن أتنازل عن المكافأة التي تصرف عادة للموظف عند إحالته على التقاعد عن نهاية الخدمة أو أن أعمل مدة إجازتي العادية بدون تعويض مقابل تلك الأيام· أفيدوني ماذا علي أن أعمل، جزاكم الله عنا خير الجزاء؟

- الواجب على المسلم أن يؤدي العمل بأمانة وإخلاص، متقياً الله، مراقباً الله في كل أحواله، فيحافظ على الدوام وقتا وأداءً، ويؤدي العمل على الوجه المطلوب، ولا ينبغي له أن يخل بالعمل الرسمي، ويتعلل بكثرة الأعمال، ويحاول أن يطلب خارج الدوام لكي يكمل فيه ما عجز عنه من أعمال أثناء الدوام الرسمي؛ فإن من أهمل الدوام الرسمي لأجل أن يعطى خارج الدوام مع قدرته على أداء العمل بالوقت، يعد طلبه لخارج الدوام طلباً في غير محله، وأخذ مال بغير حق، ثـم من أعطي خارج الدوام وكلف بخارج الدوام، فيجب أن يحافظ على هذا الوقت، ولا يقول: هذا وقت ليس رسمياً أحـضر يوماً وأغيب أياماً، لا بل حافظ على هذا الوقت خارج الدوام في كل أيام الأسبوع الرسمي وأدِّ العمل على الوجه المطلوب وواظب عليه وقتاً وأداءً· وأما أن تقول: أخرج بالمعاملات للبيت وأؤدي العمل بمنزلي، فإن هذا يعد تقصيراً منك؛ فإنك كلفت بالعمل لتعمل به داخل الدائرة وتؤدي العمل بإخلاص، فإذا خرجت بالمعاملات فمعناه أن العمل لا يقتضي العمل خارج الدوام، وإنما هي أشياء يسيرة وبالإمكان أداؤها وقت الدوام الرسمي، ثـم ما تأخذه آخر الشهر من مبلغ نتيجة توقيع المسؤول شهادة أداء العمل وأنت لـم تؤده يعد كذباً منك وخيانة لأمانتك، وهذه المبالغ التي حصلت عليها مع تقصيرك في العمل وعدم مواظبتك على الوقت يجب أن تتصدق بها فلعل الله أن يعفو عنك مع التوبة إلى الله، ولو أمكـن إرجاعها إلى الدائرة لكان أولى، فإذا تعذّر الإرجاع وقد يترتب على إرجاعها تساؤلات، فتصدّق بها على المساكين والفقراء، ولعل الله أن يكفّر بتلك التوبة وهذه الصدقة ما حصل منك من تقصير·

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك