تارك الصلاة له أكثر من حال

- ما حكم كل من تارك الصلاة وحالق اللحية وشارب السجائر ومجالس أهل الفسوق؟

- أولاً ترك الصلاة، لا يخلو تاركها إما أن يكون جاحدا لوجوبها منكرا لأصلها، فهذا كافر مرتد عن الإسلام بإجماع الأمة. وإما أن يتركها تهاونا وكسلا مع اعترافه وإقراره بركنيتها، فلا شك أنه على خطر عظيم، وقد جاءت الأحاديث تصفه بالكفر، والله قد أطلق الكفر على تارك الصلاة: {فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} (التوبة: 11)، دل على أن من لم يصل ليس أخا لنا في الدين، وفي قوله تعالى:  {فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ} (التوبة: 5) دليل على أن تاركي الصلاة لا يرفع القتال عنهم. وقال سبحانه: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حّتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ} (المدثر: 42 - 47) فجعل ترك الصلاة موجبا للدخول في النار نسأل الله العفو والعافية، وفي الحديث يقول النبي[: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر»، فلا شك أن تاركها يوصف بالكفر، إلا أن جاحد وجوبها مجمع على خروجه من الإسلام، ومن تركها تهاونا بها فإنه يوصف بالكفر، وهو مرتكب إثما عظيما ويخشى عليه أن يلقى الله على غير الإسلام والعياذ بالله.

أما اللحية، فيجب إبقاؤها وإعفاؤها وعدم التعرض لها؛ لأن هذه هي سنة نبينا محمد[، يقول[: «خالفوا المجوس؛ قصوا الشوارب، وأرخوا اللحى». أما الدخان، فإنه محرم؛ لما يشتمل عليه من الضرر، ولما يجلبه من المفاسد، ولأن صاحبه يلحق الضرر بنفسه فيجلب عليه أمراضا كثيرة، ويحصل بتعاطيه نقص على الإنسان في نفسه، فالطب الحديث كشف لنا من أضرار التدخين الأمر العظيم الذي لا يبقي شكا عند أي مسلم أن الشريعة محرِّمة له؛ لأنه ضار لا منفعة فيه، وهو من الخبائث التي أخبر الله عزَّ وجلَّ في كتابه أنه بعث نبيه محمدا[ بتحريمها: {وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ} (الأعراف: 157). ومجالس أهل الفسوق على قسمين: فهناك من يجالسهم ليدعوهم إلى الله عزَّ وجلَّ، ويحاول إنقاذهم وتخليصهم عما هم فيه، لعل الله أن يفتح على قلوبهم ويهديهم على يديه، وهناك من يجالسهم مستسيغا لأفعالهم، لا يغار مما فعلوه من محارم الله عزَّ وجلَّ، ولا يصيبه حزن على ما اقترفوه، وإنما يجاملهم وإن كان يعلم أنهم على باطل، فإن هذا عاص لله ومرتكب خطأ عظيما، نسأل الله لنا ولكم العافية، يقول الله عزَّ وجلَّ في صفة عباده: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً} (الفرقان: 72) ويقول سبحانه: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} (الأنعام: 68).