رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 7 مارس، 2011 0 تعليق

بيان من هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية بشأن القذافي

بيان من هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية بشأن القذافي


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد وآله وصحبه ومن اقتدى بهديه وبدعوته، وبعد:

      فإن مجلس هيئة كبار العلماء بدورته التاسعة عشرة المنعقدة في الفترة ابتداء من يوم 11- 5- 1402هـ قد اطلع على بعض ما نشرته إذاعة حكومة ليبيا في برنامجها المحدث المسمى (أعداء الله) وما تعرض فيه لأئمة الدعوة السلفية رحمهم الله في هذه المملكة العربية السعودية من علماء وحكام بالطعن الكاذب ومحاولة التشكيك في عقيدتهم التي اعتُرف بها وأنها تجديد للدعوة الإسلامية بحق أهل العدل والإنصاف في كافة أرجاء العالم الإسلامي، بل اعترف بفضلها المنصفون من علماء الغرب ولم يحاول أحد من أعدائها التشكيك بأصالة القائمين بها حتى قام عقيد ليبيا القذافي الذي أفسح المجال لإذاعته ووسائل إعلامه بلا عقل ولا حياء ولا دين إذ تتجرأ حتى على مقام رب العالمين وتستهزئ به سبحانه وتعالى عما يقوله الظالمون علواً كبيراً، وتنكر شطراً عظيماً في شريعته وتتحدث عن الله جل جلاله بكل وقاحة وجرأة بشعر حديث وكلام فاحش ولكن الله يملي للظالم ولا يهمله.

      ورغبة في بيان حقيقة الأمر لمن لا يعرف بوضوح ما أثبته بتوفيق الله جهود حماة هذه الدعوة وقادتها وأئمة القرآن في بلادها من آثار لم يتوافر مثلها في بقية العالم الإسلامي، أعرب المجلس بعض ما من الله به على هذه المملكة من النعم العظيمة أعلاها وأجلها كتب الإسلام والدعوة إليه قولاً وعملاً وتحكيم شريعة الله في الدماء والأموال والأعراض والمحافظة على ما قرره أهل العلم أنه من الضروري لقيام المجتمعات السليمة مما يسمي بالضروريات الخمس مما عاد على هذه البلاد بحمد الله بالطمأنينة والأمن والرخاء والاحترام العالمي العام للترابط بين الحاكم والمحكوم؛ مما كان له أحسن الأثر في نفوس أهل الصلاح والإصلاح والتقوى والفضيلة والعدل والإنصاف في مختلف أنحاء العالم، يضاف إلى ذلك ما تتمتع به هذه البلاد من نهضة علمية وثقافية واجتماعية واقتصادية وعمرانية وما تقوم به حكومتنا في سبيل الدعوة إلى الله والوقوف بجانب المسلمين من بعض الدعاة إلى الله في أنحاء العالم وإقامة المساجد والمراكز الإسلامية والمستشفيات وغير ذلك مما جعلها محط أنظار الجميع ورمز احترامهم وتقديرهم.

        لقد استعرض المجلس ذلك كله كما استعرض الاتجاهات العدائية التي تقوم بها صحائف منحرفة في اتجاهاتها وعقائدها يحدوها الحقد والحسد ويسيّر اتجاهاتها الآثمة المنحرفة عناصر ذات مشارب متشابهة في رداء الإسلام والمسلمين ترى في هذه البلاد القاعدة الكبرى للإسلام والمسلمين، وفي طليعة هذه الطوائف المنحرفة والموجهة طاغية ليبيا معمر القذافي ذلك الرجل الذي نذر نفسه لخدمة الشر وإشاعة الفوضى وإثارة الشغب والتشكيك في الإسلام.

      لقد استعرض المجلس أطوار هذا الرجل وسرعة استجابته لعناصر الشر والكيد والحسد حيث صار يهذي في أجهزة إعلامه بما يستحيي من ذكره من له ذوق سليم أو عقل مستقيم, يتضح ذلك في أقواله وأفعاله وتقلباته في جميع ميادين عمله داخل بلاده وخارجها، وفي مقدمة ذلك تعرضه للعقيدة الإسلامية، فلقد أقبر هذا الرجل السنة النبوية وسخر من الحج إلى بيت الله الحرام ومن المسلمين الذين يقفون في عرفات وصدرت بتفنيده فتاوى شرعية من هيئات ومجالس إسلامية عليا، ومع ذلك لا يزال هذا المسكين يتخبط في متاهات من الزيف والضلال تعطي القناعة التامة أنه ضال ملحد.

      إن مجلس هيئة كبار العلماء وهو يستنكر تمادي هذا الدعي على الإسلام والمسلمين ليقرر ويؤكد أنه بإنكاره لسنة رسول الله [ واستهزاء بالحج واستهانته ببعض التعاليم الإسلامية واتجهاته الآثمة الباطلة يعتبر بذلك كافراً وضالاً مضلاً، فضلاً عن ظلمه وطغيانه وإجرامه وتجريح عباد الله ورميه إياهم زوراً وبهاتاً بالصفات الذميمة مما يصدر عن عاقل يعد نفسه عاقلاً وإنسانياً، ومن ذلك تجريحه دعاة الإسلام وعلماءه الذين قاموا بنصرة هذا الدين والدعوة إليه وبذلوا نفوسهم وأموالهم في سبيل إعلاء كلمة الله وعلى رأسهم الإمام محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب رحمهما الله وأنصارهما وأتباعهما من الدعاة إلى الله والهادين إلى سبيله.

وإنا لله وإنا إليه راجعون، وهو حسبنا ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم؛ وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

التواقيع

1- رئيس الدورة محمد بن علي الحركان.

2- عبد الله خياط.

3- عبد العزيز بن عبد الله بن باز.

4- عبد الله بن محمد بن حميد.

5- سليمان بن عبيد.

6-عبد العزيز بن صالح.

7- عبد الرزاق عفيفي.

8- راشد بن حميد.

9- محمد بن جبير.

10- إبراهيم بن محمد آل الشيخ.

11- عبدالله بن غديان.

12- صالح بن غصون.

13- عبد المجيد حسن.

14- عبد الله بن قعود.

15- عبد الله بن منيع.

16- صالح اللحيدان.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك