رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 17 مايو، 2011 0 تعليق

الموعظة عند القبر

- عند الموعظة على القبر، يذكر البعض أحياناً بعض مناقب الميت استناداً إلى قوله صلى الله عليه وسلم : «اذكروا محاسن موتاكم» فهل فعله هذا صحيح، أم إن ذكر محاسن الموتى فقط عند مرور الجنازة، وليس في موعظة القبر؟


- ذكر محاسن الميت والشهادة له بالخير مطلوبان؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «مروا بجنازة فأثنوا عليها خيراً، فقال[: «وجبت» ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شراً، فقال[: «وجبت» فقال عمر رضي الله عنه: ما وجبت؟ فقال[: «هذا أثنيتم عليه خيراً فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شراً فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض» (أخرجه البخاري 7631، ومسلم 949)، ففي هذا الحديث مشروعية الثناء على الميت، إما خيراً أو شراً، بحسب ما كان عليه من عمل، وذلك ما لم يصل إلى حد الندب والنياحة والنعي المنهي عنه، كما في قوله[: «ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية» (أخرجه البخاري 7921، ومسلم 301 من حديث ابن مسعود رضي الله عنه)، وكما في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله[: «أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة» (أخرجه مسلم 401) والصالقة: هي التي ترفع صوتها عند المصيبة، والحالقة: هي التي تحلق شعرها عند المصيبة، والشاقة: هي التي تشق ثوبها عند المصيبة، وكما في قوله[: «الميت يعذب في قبره بما نيح عليه» (أخرجه البخاري 0121، ومسلم 7351)، ويكون هذا الثناء عند مرور الجنازة أو عند ذكره، كما أن الدعاء للميت من أفضل ما يفعل له، وقد كان[ إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال: «استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل» (أخرجه أبو داود 1223)، أما الموعظة في المقبرة فينبغي أن تستغل فيما يرقق قلوب الحاضرين وينفعهم في دينهم ودنياهم، والله المستعان.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك