رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 15 يوليو، 2010 0 تعليق

العمل في مكان تعرض فيه الفضائيات وتشغل فيه الموسيقى

أعمل في مركز رياضي أهلي، وصاحب المركز وضع بعض السماعات ومكبرات الصوت لتشغيل الموسيقى الغربية وبعض التلفزيونات لبث القنوات الفضائية لترغيب الشباب في التسجيل في المركز، وقد نصحنا بعض المتدربين بوجوب إقفال التسجيل وتغيير القنوات، ولكن بعضهم الآخر وهم قلة يرغب في الموسيقى، فما الحل في هذه الحالة، وخصوصاً أن رب العمل حريص على وجود هذا الشيء في المركز؟

 ما فعله صاحب هذا المركز من تشغيل الموسيقى وعرض القنوات الفضائية، التي قد تحتوي على ما يخالف الشرع من أمور مخلة بالعقائد والأخلاق، هو أمر محرم وإعانة على  المنكر، وفيه نشر للفاحشة بين المسلمين؛ فإن الموسيقى والمعازف محرمة بنص رسول الله[ ، كما في صحيح البخاري من حديث أبي عامر أو أبي مالك الأشعري أنه سمع النبي[ يقول: «ليكوننّ من أمتي أقوام يستحلّون الحر والحرير والخمر والمعازف...» الحديث وهو صحيح متصل. والله سبحانه وتعالى يقول: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب} (المائدة: 2)، ويخشى على من فعل هذا الفعل وأصر عليه أن يدخل في قوله تعالى: {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون} (النور: 19)، والمنكرات والمحرمات لا يجوز أن تكون وسيلة لكسب المال، ولا لما يزعم من ترغيب الشباب أو ترويج السلعة، فإن هذا متاع الدنيا الزائل وحظ قريب، تعقبه الحسرة والندامة. وقد ثبت عن رسول الله[ في «المسند» وغيره، أنه قال: «إن التجار يحشرون فجاراً يوم القيامة إلا من اتقى وبر وصدق». وعن أبي برزة الأسلمي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله[ : «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيم فعل به، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه». والحرص على حِلّ المكسب وطيب المأكل والمشرب، أمر واجب على جميع المسلمين، بل إن خبث المكسب من أسباب رد الدعاء وعدم استجابته، وهذا شر عظيم على ابن آدم؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله[: «أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: {يأيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم} (المؤمنون: 51)، وقال: {يأيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم} (البقرة: 172)، ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟!» أخرجه مسلم.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك