العلماء ونعمة التحرير
- يوم الخميس قاسم مشترك بين يومي احتلال الكويت (2/8/1990)، وبداية التحرير (17/1/1991) ، وما هي إلا 40 يوما بعد ذلك وحُررت الكويت (26/2/1991).
- سبعة أشهر فقط غيرت وجه الأرض، واختلطت المشاعر المتناقضة فيها بين الحزن الشديد، والفرح غير المحدود، وحين تفكر -إن كان للعقل مكان هنا- فكيف يحتل المسلم أرض جاره المسلم، ويستبيح فيها كل شيء: العرض والمال والنفس؟، وكيف يعتدي العربي على أخيه العربي بالبطش والتعذيب والدمار؟ وكيف يخون من مددت له يدك فساعدته وقت محنته فيردها عدوانا وظلما وبغيا؟.
- ولو ذهبت تبحث عن سبب واحد يسوغ القتل والتعذيب والدمار، لم تجد، مهما سوغ المسوغون، وتنطع المحللون، فما نتائج العدوان على الأمة العربية والإسلامية إلا دليل ساطع على خيبة الفكرة وشناعة الفعل، وعنجيهة التحدي والاستكبار من الظلمة القساة.
- وإن تعجب، فعجبٌ لوقوف بعض العرب مع الظلم والغدر! لكنه الحسد، والمرض، والطمع؛ لذا فضح الله أمرهم، قال -تعالى-: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ}، وقال: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ}.
- وفي المقابل تجد حجم التعاطف كبيرا من الشرفاء والخيرين في كل العالم، أما على مستوى علماء الأمة المعتبرين فالأمر كان واضحا جليا؛ فتأمل -مثلا- كلام سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله- آنذاك؛ إذ يقول: «ولا شك أن هذا -من دولة العراق- عدوان عظيم وجريمة شنيعة، يجب على الدول العربية والإسلامية إنكارها، وقد أنكرها العالم واستبشعها؛ لمخالفتها للشرع المطهر، والمواثيق المؤكدة بين الدول العربية والدول الإسلامية وغيرهم».
- وقال -رحمه الله-: «فالواجب على جميع المسلمين أن ينكروا هذا المنكر، وأن يناصروا الدولة المظلومة»، وقال - رحمه الله عن صدام بعد أن أسماه الطاغية-: «وقد خان الأمانة،.. وكفر النعمة، وأساء إلى جيرانه بعدما أحسنوا إليه وساعدوه في أوقاته الحرجة، ولكنه كفر النعمة، وأساء الجوار، وظلم وتعدى، وسوف يجد العاقبة الوخيمة».
- وقال -رحمه الله محفزاً ومبشراً-: «وأبشروا -إخواني جميعا- إن الله سينصر دينه، وسينصر حزبه، وسيهزم عدوه، ولا شك أن حاكم العراق تعدَّى وظلم وبغى على جيرانه، وأحدث فتنةً عظيمةً سوف يجد عقابها وجزاءَها، إلا أن يتوب إلى الله توبةً صادقةً، ويؤدي الحق لأهله».
- وبعد أن انقشعت الفتنة، وحقق الله أمله وبشارته، قال -رحمه الله-: «فإن ما مَنَّ الله به على المسلمين المجاهدين في سبيله، من تحرير الكويت من أيدي الغاصبين الظالمين، والمعتدين الملحدين، من أعظم نعم الله -سبحانه- على أهل الكويت وغيرهم من المسلمين، وغيرهم من محبي الحق والعدل».
- ومن حسنات هذا الغزو أنه أبرز تماسك الشعب الكويتي وصموده في وجه الاحتلال، فضلا عن التفافـه حول حكومته وقيادته الشرعية آنذاك؛ فلا مساومة ولا تفاوض على سيادة دولة الكويت واستقلالها.
20/2/2023م
لاتوجد تعليقات