بتمويل من إحياء التراث ويخدم 18 ألف نسمة – أول مستوصف إسلامي في ليبيريا
في عام 1992 ومع انتهاء الحرب الأهلية في ليبيريا، افتتحت جمعية إحياء التراث الإسلامي أول مستوصف إسلامي في منروفيا عاصمة ليبيريا، الذي جاء بوصفه حاجة ملحة بعد ظهور الكثير من الأمراض التي ساعد على انتشارها ما خلفته هذه الحرب من دمار ونقـص في الخدمات الصحية ودمار لكثير من المؤسسات بأنواعها المختلفة.
المستوصف الوحيد
وكان هذا المستوصف الوحيد الذي انشأته جمعية خيرية إسلامية لإغاثة المسلمين في ليبيريا، وأصبح هذا المستوصف الإسلامي الأكثر شعبية بين سكان العاصمة مونروفيا؛ حيث يعالج أي مريض يصل إلى المستوصف دونما تمييز لديانته، ولقد قام وزير الصحة في ليبيريا بالعلاج فيه وتفقد هذا المركز الصحي الإسلامي، وقامت الصحف الوطنية والإذاعة بتوجيه الشكر الجزيل للحكومة والشعب الكويتي على هذه الهدية التي لا تقدر بثمن من دولة الكويت وجمعية إحياء التراث الإسلامي في وقت هم في أمسِّ الحاجة إليه.
يستفيد منه 18 ألف نسمة
وقد بدأ العمل في هذا المركز عام (1991م)، واستمر العمل فيه على مراحل ليصل للصـورة النهائية خلال الفــترة (1991-1995) ويقع في (منروفيا/العاصمة)، وهي ذات كثافة سكانية كبيرة، ويخدم المشروع -فضلا عن منروفيا- بعض المناطــق المجاورة لها، ويستفيد من هذا المشروع حوالي (18) ألف نسمة، وتقدر تكلفة تشغيله بـ (١٤٫٣٦٠) دولار تقريبا للعام الواحد، وتشمل التكلفة رواتب الأطباء، والمواصلات، والحراسة، والأدوية وغيرها.
ويتضمن المشروع العديد من الأقسام كقسم الأمراض التنفسية، وقسم أمراض الأطفال، وقسم الرمد، وقسم مرض السل، وقسم الجراحة، وقسم الحوامل والولادة، وقسم التحصين وقسم الأمراض الجلدية والتناسلية.
طاقم طبي وفني
ويضم المشروع طاقما طبيا وفنيا، وزُوِّد بالأجهزة الضرورية، من: الأجهزة الطبية، وأجهزة للمعمل، وأجهزة الكشف الطبي، وأدوات مكتبية، والصيانة ومكاتب للأطباء، فضلا عن توفير الأدوية، وتزايد عدد المرضى لمراجعة المركز ليرتفع من (40) مراجعا يومياً إلى أكثر من مائة مراجع، يقدم لهم العلاج والدواء مجاناً، وبما يفوق الطاقة الاستيعابية للمركز.
إشراف كامل
وتقوم الجمعية وبمساهمات من أهل الكويت بالإشراف على المستوصف إشرافاً كاملاً، وتمويله بالكامل، وكان الطاقم الطبي جميعه من المسلمين وعلى أعلى المستويات في الأوساط الطبية في ليبيريا ؛ حيث إن الطبيب الاستشاري الأول في ليبيريا هو أحد كبار الأطباء في المركز الذي يثق فيه الجميع لأخلاقه الطيبة.
مركز قرية الأيتام الصحي
مركز قرية (كهاتين) للأيتام في العاصمة الليبيرية مونروفيا أحد إنجازات لجنة القارة الأفريقية بجمعية إحياء التراث الإسلامي، وقد كان إنشاؤه حاجة ملحة في دولة دمرتها الحرب الأهلية، وتفتقر إلى البنية التحتية في المجالات جميعها، وينتشر في شوارعها الأطفال ممن فقدوا أسرهم، أو تاهوا عنها، فكانت هذه القرية هي الملاذ الذي يحفظهم من الضياع، ومع امتلاء القرية بالأيتام، ازدادت الحاجة لتوفير الخدمة الصحية لهم، فبادرت جمعية إحياء التراث الإسلامي إلى إنشاء هذا المركز في عام 1995 م، ويخدم (150) شخصاً يوميا، ويحتوي العديد من الأقسام والتخصصات كقسم الكشف الطبي، والمعمل، والصيدلية، وقسم الغيار والحقن، ويقوم على المشروع طاقم فني طبي متخصص.
توفير العديد من الأجهزة
وقد وُفرت العديد من الأجهزة كأجهزة المعمل الطبية، وأجهزة الكشف الطبي، وأدوات مكتبية، ومستلزمات الصيانة فضلا عن الأدوية، وحرصت الإدارة على أن يخدم المشروع -بالدرجة الأولى- الأطفال الأيتام الذين يسكنون في قرية الأيتام النموذجية (كهاتين)، ويساعد في تقديم الخدمات الطبية للحالات الطارئة للسكان حول القرية ما أمكنه ذلك.
الكوليرا بعد الحرب مع نهاية عام 1994
انتشر مرض الكوليرا انتشارا كبيرا في منطقة في غرب أفريقيا، ومنها ليبيرا التي لم تكد تلتقط أنفاسها من الحرب الأهلية حتى هاجمتها الكوليرا، ولكن شاء الله أن يكون ما بنته اللجان الخيرية ومنها جمعية إحياء التراث الإسلامي من أعمال ومراكز صحية في ليبيريا، جعلها قاعدة لإغاثة المتضررين في غرب أفريقيا من مرض الكوليرا، فلقد بادرت جمعية إحياء التراث بتقديم مساعدات طبية كثيرة في (غينيا كوناكري وسيراليون و ساحل العاج)، وكذلك في ليبيريا، وتعد هذه الدول من أفقر الدول الأفريقية.
إغاثة 65 ألف مريض
وشملت الحملة الاستفادة من المراكز الصحية الموجودة في الصومال وفي ليبيريا وغينيا كوناكري بالتعاون مع وزارات الصحة هناك، إلا أن مركز الإغاثة الرئيسي كان موجود في ليبيريا وهو عبارة عن مستوصف متوسط قام بإغاثة مايقارب (65) ألف مريض منذ بدء العمل فيه، وضمن حملة الكوليرا قام بإغاثة مايقارب (6050) حالة مرضية مصابين بوباء الكوليرا.
وقد كان لتقديم هذه المساعدات ووجود الأدوية ولا سيما المعقمة للآبار وإعطاء الأمصال للمرضى أسهم إسهاما كبيرا في انحسار المرض ونهايته فيما بعد والحمد لله، ولعلنـا نتذكر هنا حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «داووا مرضاكم بالصدقة».
علاج طفلة ليبيرية بتوصية من الأمير الراحل الشيخ جابر -رحمه الله
في ربيع عام 1994 صدرت الصحف في ليبيريا، تحمل قصة طفلة ليبيرية ظلت تعاني فترة طويلة من آلام مبرحة، وكان علاجها يكلف مبلغا كبيرا من المال وإمكانات المركز الصحي هناك لا تمكن الأطباء فيه من إجراء عملية لها، وعلم بتفاصيل هذه الحالة رئيس لجنة القارة الأفريقية بجمعية إحياء التراث الإسلامي الشيخ جاسم العيناتي، وفي أثناء زيارة وفد من جمعية إحياء التراث الإسلامي لصاحب السمو الأمير الراحل الشيخ: جابر الأحمد الجابر الصباح آنذاك -رحمه الله-، ذكر العيناتي قصة الطفلة الليبيرية خلال هذه الزيارة، وما أن سمع سموه - رحمه الله - بالقصة أمر فورًا بتحمل تكاليف علاجها على نفقته الخاصة، وقد رفعت لجنة القارة الأفريقية بجمعية إحياء التراث الإسلامي ونيابة عن أعضاء مكتبها في ليبيريا، وعن المسلمين في جمهورية ليبيريا الشكر والعرفان لصاحب السمو أمير البلاد -رحمه الله- على رعايته الأبوية الصادقة وما يقدمه لمساعدة المسلمين في جميع أنحاء العالم، وعلى دعمه المتواصل للجان الخيرية بدولة الكويت الحبيبة، التي من خلالها برز اسم الكويت عاليًا وفي مقدمة دول العالم في مساندة اللاجئين وإيواء المتشردين من الحروب المدمرة، وإطعام الأيتام والمساكين وبناء المساكن لهم، وإن دل ذلك على شيء، فإنما يدل على حب سموه للعمل الخيري ودعمه له، وعلى أصالة هذا الشعب الطيب المحسن الذي ارتبط اسمه بعمل الخير، وظلت الجمعية ومن خلال مكتبها في ليبيريا تتابع حالة الطفلة، وتقدم التقارير المستمرة لسموه الكريم عن حالتها الصحية، والإشراف عليها من خلال المكتب هناك.
لاتوجد تعليقات