رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الشيخ: د. محمد الحمود النجدي 16 ديسمبر، 2020 0 تعليق

أكثر من 70 وسيلة لنصرة نبينا صلى الله عليه وسلم – تربية الأبناء على محبة النبي صلى الله عليه وسلم (5-7)

 

فوجئ المسلمون مرة أخرى هذه الأيام، بانتشار فلم سينمائي يمثل فيه شخص دور النبي - صلى الله عليه وسلم -! ويسيء له ولأهل بيته بالقول والتصرفات. ونسي هؤلاء الضالون أو تناسوا أن هذا ليس متعلقا بشخصية سياسية، ولا قائد لحزب من الأحزاب، ولا رجل من عامة الناس، بل هو متعلق بنبي كريم من أنبياء الله الكرام، بل بخاتم الأنبياء والمرسلين، وسيد ولد آدم أجمعين، الذي هو دعوة أبينا إبراهيم -عليه السلام-، وبشرى نبي الله عيسى -عليه السلام- في الإنجيل، ومن اكتمل فيه الكمال الممكن في البشر، خلقا وخُلقا، ومن حملت رسالته الرحمة للعالمين، لو كانوا يعلمون.  إننا نعتقد يقينا أن من انتقصه -عليه الصلاة والسلام- أو انتقص نبيا من أنبياء الله -تعالى-، أن الله سينتقم منه، إن عاجلا أو آجلا. قال -تبارك وتعالى-: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا} (الأحزاب:57). العشرون: بغض أي منتقد للنبي - صلى الله عليه وسلم - أو سنته. لأن ذلك المنتقد له، يكون قد أظهر العداوة لله -تعالى- ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -، والمبارزة له بذلك، وهي من علامات المرتدين والكفار، والمنافين المندسين بين المسلمين، ومن أسباب حبوط الأعمال، قال الله -سبحانه-: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} (محمد:9).

السنة نزلت من عند الله

ولا ريب ولا شك أن سنته مما أنزل الله، كما قال -سبحانه-: {وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} (النساء:113).

فالحكمة هي: السنة، في قول كثير من أهل العلم والتفسير.

وقال حسان بن عطية: كان جبريل -عليه السلام- ينزل بالسنة، كما ينزل بالقرآن.

وقال -تعالى- عن المنافقين: {وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47) وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ} (النور:47-48).

وقال -سبحانه- أيضا: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا} (النساء:61).

محبة آل بيته

- الحادي والعشرون: محبة آل بيته - صلى الله عليه وسلم - من أزواجه وذريته، والتقرب إلى الله -تعالى- بمحبتهم لقرابتهم من النبي - صلى الله عليه وسلم - ولإسلامهم؛ فهم أشرف البيوت نسبا، وأكرمهم أصلا وطبعا، وقد أوجب الله علينا محبة هذا البيت الكريم تبعا لمحبة نبينا - صلى الله عليه وسلم -، فمحبتهم وبرهم من محبته وبره، وبغضهم من بغضه، فمحبته عندنا فرض واجب، يؤجر العبد عليها، كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية، انظر مجموع الفتاوى (4/478).

     وانظر لقول خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - في هذا، فقد روى الشيخان في صحيحيهما: عنه - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: والذي نفسي بيده، لقرابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أحب إلى أن أصل من قرابتي.

رواه البخاري برقم (4341) ومسلم برقم (1759).

فأهل السنة والجماعة يدينون بمحبة أهل بىت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأفضلهم: علي وفاطمة والحسن والحسين -رضي الله عنهم.

     ومن كان عاصيا منهم، أن نحرص على هدايته؛ لأن هدايته أحب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من هداية غيره، كما قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - للعباس عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مهلا يا عباس، لإسلامك يوم أسلمت كان أحب لي من إسلام الخطاب، ومالي إلا أني قد عرفت أن إسلامك كان أحب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من إسلام الخطاب». رواه ابن سعد في الطبقات (4/22).

العمل بوصية النبي

- الثاني والعشرون: العمل بوصية النبي في آل بيته - صلى الله عليه وسلم - وحفظها، عندما قال يوم غدىر خم: «أذكركم الله في أهل بيتي» ثلاثا. (رواه مسلم).

     من غير غلو فيهم، أو رفعهم فوق منزلتهم، قال -تعالى- في فضل أهل البيت: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} (الأحزاب: 33). أي: إنما يريد الله ليذهب عنكم السوء والفحشاء يا أهل محمد - صلى الله عليه وسلم -، ويطهركم من الدنس الذي يكون في معاصي الله تطهيرا.

وقال -تعالى-: {قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} (سورة الشورى: 23).

أي: لا أسألكم أجرا على دعوتي وتبليغي إياكم القرآن، إلا أن تودوني وتحبوني لأجل القرابة منكم، وتحسنوا إليهم وتبروهم.

     وروى أحمد في مسنده: عن زيد بن ثابت رضي الله عنه  قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إني تارك فيكم خليفتين: كتاب الله -عز وجل- ممدود ما بين السماء والأرض، أو ما بين السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض».

     وروى الطبراني: عن جابر - رضي الله عنه - أنه سمع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقول للناس حين تزوج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب -رضي الله عنهما-: ألا تهنئوني؟ سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة، إلا سببي ونسبي». (الصحيحة: 2036).

وقد جاء في كتاب (السنة) لابن أبي عاصم برقم (1017): من حديث علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنه قال: «ليحبني قوم حتى يدخلوا النار فيَّ، وليبغضني قوم حتى يدخلون النار في بغضي ». وإسناده صحيح.

قال القاضي عياض -رحمه الله-: «سب آل بيته وأزواجه وأصحابه وتنقصهم حرام، ملعون فاعله».

فطريق السلف الصالح وسط، فلا غلو وإفراط، ولا جفاء وتفرىط، بل على الصراط المستقيم في جميع مسائل الدين.

     قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه العقيدة الواسطية ما نصه: «ومن أصول أهل السنة والجماعة أنهم يحبون أهل بىت رسول - صلى الله عليه وسلم - ويتولونهم، ويحفظون فيهم وصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ حيث قال يوم غدىر خم: «أذكركم الله في أهل بيتي» وقال للعباس عمه - وقد اشتكى إليه بعض قريش يجفو بني هاشم-: «والذي نفسي بيده، لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي».

وقال - صلى الله عليه وسلم -: « إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ ». (رواه مسلم).

محبة أصحاب النبي

الثالث والعشرون: محبة أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وتوقيرهم، واعتقاد فضلهم على من جاء بعدهم في العلم والعمل والمكانة عند الله -تعالى.

قال -تعالى- {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ} (الفتح: 29).

وقال: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (التوبة:100).

     قال أبو جعفر أحمد بن محمد الطحاوي (ت231هـ) -رحمه الله- في عقيدته الشهيرة: «ونحب أصحاب رسول الله، ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم، وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير». وقال أيضا: «ومن أحسن القول في أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأزواجه الطاهرات من كل دنس، وذريته المقدسين من كل رجس، فقد برئ من النفاق».

محبة العلماء وتقديرهم

الرابع والعشرون: محبة العلماء وتقديرهم، لمكانتهم وصلتهم بميراث النبوة، فالعلماء هم ورثة الأنبياء، فلهم حق المحبة والإجلال، وهو من حق النبي - صلى الله عليه وسلم - على أمته.

     فهم خلفاءه وورثته، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ما من عبد يخرج يطلب علما، إلا وضعت له الملائكة أجنحتها، وسلك به طريق إلى الجنة، وإنه ليستغفر للعالم من في السموات ومن في الأرض، حتى الحيتان في البحر، وإن فضل العالم على العابد، كفضل القمر على سائر الكواكب، إن العلماء هم ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، ولكنهم ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر» رواه أحمد (5/196) والترمذي (2682) وابن عبد البر في جامع بيان | العلم وفضله (169).

ولا بد من الحرص على مجالسهم، والانتفاع بهديهم وسمتهم وأخلاقهم. وصدق من قال في فضلهم:

فلولا هُمُوا كانت ظلاما بأهلها

                                      ولكن شموسها وأنجمها هموا

ولولا هموا كادت تميد بأهلها

                                      ولكن رواسيها وأوتادها هموا

ونقصد بهم العلماء الربانيين، العاملين بعلمهم، المتمسكين بالكتاب والسنة، وهدي سلف الأمة، أهل الفقه والحديث والتقى، لا أهل البدع والأهواء، ولا من تعلم العلم لنيل الدنيا وشهواتها.

على مستوى الأسرة والمجتمع:

أما نصرته على مستوى الأسرة، فكثير، فعلى مستوى الأبناء:

تربية الأبناء

الخامس والعشرون تربية الأبناء على محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم .

     وذلك أن المرء مع من أحب يوم القيامة، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق له في الحديث المخرج في الصحيح، فإذا أحببناه حقا صرنا جيرانه - إن شاء الله - في الفردوس الأعلى مهما قصرت أعمالنا، فقد روى أنس بن مالك: أن أعرابيا جاء إلى الرسول، فقال: «ىا رسول الله، متى الساعة؟»، قال له: «وما أعددت لها؟»، قال: حب الله ورسوله، قال: «أنت مع من أحببت». (رواه البخاري).

وهذا الحب يتحقق بمحبة ما يحبه من الأعمال والأقوال والأحوال، وبغض ما يبغضه، فهو دليل المحبة الصادق.

السادس والعشرون: تربية الأبناء على الاقتداء بالرسول في جميع أحواله.

فبغير أن تكون بين المسلمين وبينه تلك الرابطة القوية، التي أرادها الله -سبحانه- لهم من خلال حبه - صلى الله عليه وسلم -، والتأسي به في أخلاقه وأفعاله، لا يحصل الصلاح المطلوب للأبناء والبنات.

     والحاجة ملحة لأن نعيد إلى أذهاننا وأذهان أبنائنا، من الأطفال والشباب، الصورة الصحيحة للقدوة الصالحة، في شخص نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، وهي الشخصية التي تستحق أن تتبع، وأن يحتذى بها، ويقتدى بأخلاقها وهديها، وأقوالها وأعمالها، وهي الموجهة من رب العالمين، فلا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى.

     وإذا كان المسلمون في عصرنا الحالي - ولا سيما الشباب منهم - يدعون أنهم يحبون الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فإن أفعالهم وأفعال أبناء بعضهم تؤكد عكس ذلك! ربما لأنهم لا يعرفون كيف يحبونه؟ ولا كيف يتبعونه؟ فيجب تربيتهم على الاتباع له - صلى الله عليه وسلم-، والامتثال لأوامره، والبعد عن نواهيه.

اقتناء الكتب والأشرطة

- السابع والعشرون: لا بد من اقتناء الكتب والأشرطة عن سيرته -صلى الله عليه وسلم ليتعرف الأبناء عليها، ويقفوا على حوادثها الجليلة، وما فيها من العبر العظيمة، والدلالات السامية، والمبادئ الربانية المباركة. وقد سبق الإشارة إليها.

انتقاء الأفلام الكرتونية

الثامن والعشرون: انتقاء الأفلام الكرتونية ذات المنهج الواضح في التربية.

     وهي ما يستعان بها على تدريس الأبناء الصغار، وتعليمهم السنن النبوية، وهي أكثر فائدة من اللعب والدمى التي أقر النبي - صلى الله عليه وسلم - عائشة -رضي الله عنها- على اللعب بها، كما جاء ذلك في الصحيحين؛ لما لها من آثار على الأطفال، وتعريفهم بالهدي النبوي، وسنن الأقوال والأفعال، وتربيتهم على ذلك، وعلى أخلاق الإسلام وأهله.

وهي خير من الرسوم المتحركة الأجنبية الغربية وغيرها، التي تقوم على مجرد اللهو والضحك، وربما احتوت على مخالفات شرعية كثيرة -وهو الواقع- في العقيدة والغيب، وأخطاء في السلوك والأخلاق والعادات غير الإسلامية.

تخصيص درس عن السيرة النبوية

- التاسع والعشرون: تخصيص درس أو أكثر في الأسبوع عن السيرة النبوية، تجتمع عليه الأسرة؛ حيث تتدارس الأسرة سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - العطرة، وتتعرف أحواله وهديه، وصفاته الخُلقية والخَلقية، وعباداته وطاعاته، ومعاملاته لأهله وأزواجه وبناته، وأزواجهن وأولادهن، من أحفاده أصهاره وأنسبائه.

وذلك ككتاب:

1- (زاد المعاد في هدي خير العباد) للإمام ابن قيم الجوزية، وهو كتاب عظىم قليل النظير في هذا الباب.

2- وكتاب (الروض الأنف) للسهيلي وغيرهما.

الثلاثون: اقتداء الزوج في معاملة أهل بيته بالرسول - صلى الله عليه وسلم .

فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي» (رواه الترمذي عن عائشة -رضي الله عنها-، وابن ماجة عن ابن عباس -رضي الله عنهما. وقال الإمام ابن القيم في بيان هديه - صلى الله عليه وسلم - مع زوجاته:

وكانت سيرته مع أزواجه: حسن المعاشرة، وحسن الخلق. وكان يسرب إلى عائشة بنات الأنصار يلعبن معها.  وكانت إذا هوىت شىئا لا محذور فيه، تابعها عليه.

     وكانت إذا شربت من الإناء، أخذه فوضع فمه موضع فمها وشرب، وكان إذا تعرقت عرقا - وهو العظم الذي عليه لحم - أخذه فوضع فمه موضع فمها. وكان يتكئ في حجرها، ويقرأ القرآن ورأسه في حجرها، وربما كانت حائضا. وكان يأمرها وهي حائض فتتزر ثم يباشرها. وكان يقبلها وهو صائم.

وكان من لطفه وحسن خلقه أنه يمكنها من اللعب ويريها الحبشة، وهم يلعبون في مسجده، وهي متكئة على منكبيه تنظر.

وسابقها في السير على الأقدام مرتين.

وكان إذا صلى العصر دار على نسائه، فدنا منهن، واستقرأ أحوالهن، فإذا جاء الليل انقلب إلى صاحبة النوبة خصها بالليل.

وقالت عائشة: كان لا يفضل بعضنا على بعض في مكثه عندهن في القسم، وقل يوم إلا كان يطوف علينا جميعا، فيدنو من كل امرأة من غير مسيس، حتى يبلغ التي هو في نوبتها، فيبيت عندها.

الواجب على التربويين والإصلاحيين

     هذه بعض أحواله - صلى الله عليه وسلم- مع زوجاته، فلماذا لا ينظر الأزواج لحال نبينا الكريم - صلى الله عليه وسلم - زوجا، كما ينظر له العلماء والفقهاء والتربويون والإصطلاحيون والدعاة، فيتعلمون منه ويستفيدون الفوائد الاجتماعية والتربوية والسلوكية، وحلول المشكلات الأسرية، كما يتعلم منه العلماء ويستفيدون الفوائد العلمية والفقهية؟! أليس هو مربي الإنسانية، ومهذب البشرية؟

بدلا من الجري وراء الغرب في عاداتهم الجاهلية، وأساليبهم وطباعهم مع زوجاتهم، وحلول مشكلاتهم، وما فيها من التجاوزات لشرع الله -تعالى- الحنيف، إما بإفراط وإما بتفريط.

وبدلا من النظر في كتب العصريين السخيفة، التي لا تستند لشرع، ولا سنة، وكثيرا ما تقبح الحسن، وتجعل ما ليس بحسن حسنا.

فهل من مدكر؟.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك