رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الشيخ: د. محمد الحمود النجدي 5 ديسمبر، 2020 0 تعليق

أكثر من 70 وسيلة علمية وعملية لنصرة نبينا المصطفى- صلى الله عليه وسلم- (3-7)

 

 

 

 

ثانيا: تعلم الأدلة من القرآن والسنة والإجماع الدالة على وجوب طاعة النبي - صلى الله عليه وسلم -، والأمر باتباعه، والاقتداء به -صلى الله عليه وسلم .كقوله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} (النساء:59). وقوله: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}. (النساء:69). وقوله: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (الحشر:7).

وقال - صلى الله عليه وسلم -: «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبي» قالوا: يا رسول الله، ومن يأبى؟ قال: «من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى» (رواه البخاري).

وقال - صلى الله عليه وسلم -: «دعوني ما تركتكم، فإنما أهلك من كان قبلكم سؤالهم، واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم» (رواه البخاري).

حفظ الله لسنة نبيه

- ثالثا: العلم والمعرفة بحفظ الله -تعالى- لسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم  -، من الزيادة والنقص والتبديل، وذلك من خلال الجهود العظيمة التي قام بها أئمة أهل العلم من المحدثين، وعلماء الجرح والتعديل، على مر العصور المختلفة، فبينوا صحيحها من سقيمها، وجمعوها في السنن والمسانيد، على أدق الأصول والقواعد والضوابط كالإمام مالك والشافعي وأحمد والبخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرهم.

وحفظ أقوال النبي - صلى الله عليه وسلم - وأعماله وتقريراته، من الخصائص التي انفردت بها هذه الأمة المسلمة، عن غيرها من الأمم السالفة.

ومصداق ذلك في كتاب الله، قوله -تعالى-: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (الحجر:9).

فحفظ السنة النبوية من حفظ القرآن الكريم؛ لأنها شارحة للقرآن وموضحة، ومتممة له، ولا يمكن العمل بالقرآن إلا بمعرفة السنة النبوية ودلالاتها.

فمن أين لنا أن صلاة الفجر ركعتان، وأن الظهر أربع، والعصر كذلك والمغرب ثلاث، والعشاء أربع؟ إلا من جهة السنة النبوية.

وهكذا أنصبة الزكاة في الأموال المختلفة ومقاديرها، إنما ثبتت في السنة النبوية.

وغير ذلك مما أحل الله أو حرم، على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم .

استشعار محبته

- رابعا: استشعار محبته -صلى الله عليه وسلم  - في القلوب، بتذكر كريم صفاته الخُلقية والخَلقية، وقراءة شمائله وسجاياه الشريفة، وأنه قد اجتمع فيه الكمال البشري الممكن في صورته، وفي أخلاقه - صلى الله عليه وسلم .

كما جاء في كتاب المناقب النبوية من صحيحي الإمامين البخاري ومسلم وغيرهما.

وكتاب (الشمائل المحمدية) للترمذي.

وكتاب دلائل النبوة للبغوي، ودلائل النبوة لأبي القاسم الأصبهاني، ولأبي بكر البيهقي وغيرهم.

استحضار فضله

- خامسا: استحضار عظيم فضله وإحسانه - صلى الله عليه وسلم - على كل واحد منا؛ إذ هو الذي بلغنا دين الله -تعالى- أحسن بلاغ وأتمه وأكمله، فقد بلغ -صلى الله عليه وسلم - الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، حتى أتاه اليقين من ربه.

كما قال الله -تعالى-: {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} (البقرة:151).

وقال -سبحانه-: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} (الفتح:28).

النبي سبب كل خير

- سادسا: كل خير دنيوي وأخروي نوفق إليه، ونتنعم به كان سببا فيه -صلى الله عليه وسلم - بعد فضل الله -تعالى- ومنته؛ إذ كان هو -صلى الله عليه وسلم - سبيلنا وهادينا إليه، وعلى يديه تم، فجزاه الله عنا، خير ما جزى نبيا عن أمته.

فإن العرب كانوا قبل بعثته في ضلال مبين، لا علم ولا عمل، فكل علم نافع، وعمل صالح نالته هذه الأمة، فعلى يديه -صلى الله عليه وسلم -، وبسببه كان وحصل، فواجب الأمة بل الأمم كلها شكره بعد شكر الله -تعالى-، والثناء عليه، واللهج بالصلاة والسلام عليه في كل مجلس وحين.

النبي أرحم الناس

- سابعا: استحضار أنه - صلى الله عليه وسلم - أرأف الناس وأرحمهم وأحرصهم على أمته.

قال -تعالى-: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم} (الأحزاب:6).

وقال -سبحانه-: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} (التوبة:128).

(عزيز عليه) أي: يشق عليه الأمر الذي يشق عليكم، (حريص عليكم) يحب لكم الخير، ويجتهد في الدلالة عليه، ويكره لكم الشر، ويسعى في تنفيركم عنه (بالمؤمنين رؤوف رحيم). شديد الرأفة والرحمة بكم، بل هو أرحم بكم من أمهاتكم.

وقال -سبحانه-: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} (آل عمران:159).

فكان من أحسن الناس أخلاقا مع أصحابه وأهله وغيرهم.

ومن رحمته: أنه ما خير - صلى الله عليه وسلم - بين أمرين، إلا اختار أيسرهما، ما لم يكن إثما. كما في الصحيح.

التعرف على عظيم منزلته

- ثامنا: التعرف على الآيات والأحاديث الدالة على عظيم منزلته - صلى الله عليه وسلم - عند ربه، ورفيع قدره عند خالقه، ومحبة الله -عز وجل- له وتكريم الخالق -سبحانه- له غاية التكريم.

كقوله -تعالى-: {وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} (النساء:113).

وقوله: {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} (الضحى:1-5).

وكقوله: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} (الشرح:1-4).

وقوله: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا (1) لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا} (الفتح:1-2)، وغيرها من الآيات.

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع، وأول مشفع» (رواه مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -).

ويراجع في ذلك ما ألفه أهل العلم في هذا الباب، ككتاب:

1- (الشّفا بحقوق المصطفى) للقاضي عياض بن موسى اليحصبي الأندلسي.

2- وكتاب (الوفا بتعريف فضائل المصطفى) لأبي الفراج ابن الجوزي.

3- وكتاب (تذكرة المحبين في أسماء سيد المرسلين) لأبي الفضل محمد بن قاسم الرصّاع.

الالتزام بحبه

- تاسعا: الالتزام بأمر الله -تعالى- لنا بحبه -صلى الله عليه وسلم - بل تقديم محبته -صلى الله عليه وسلم - على النفس والأهل من والد وولد، فضلا عن غيرهم، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده، ووالده، والناس أجمعين». (متفق عليه).

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «المرء مع من أحب» قال أنس - رضي الله عنه -: فما فرح المسلمون بشيء بعد الإسلام، فرحهم بهذا الحديث، فأنا أحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر وعمر، وأرجو أن يحشرني الله معهم، وإن لم أعمل مثل أعمالهم. (رواه البخاري وغيره).

وكذلك قوله -صلى الله عليه وسلم -: «أوثق عرى الإسلام: الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله عز وجل». (رواه الطبراني).

وقوله: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (آل عمران:31).

قال ابن كثير: هذه الآية حاكمة على كل من ادعى محبة الله، وليس هو على الطريقة المحمدية، فإنه كاذب في دعواه في الأمر نفسه، حتى يتبع الشرع المحمدي. انتهى.

قال بعض السلف: ادعى قوم على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أنهم يحبون الله، فابتلاهم الله بهذه الآية.

فمحبة الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم -، وعباده المتقين، تقتضي فعل ما يحب الله ورسوله، وترك ما يكره الله ورسوله، والناس يتفاضلون في هذا تفاضلا عظيما، فمن كان أعظم نصيبا من ذلك كان أعظم درجة عند الله -تعالى.

الالتزام بالأدب معه

عاشرا: الالتزام بأمر الله -تعالى- لنا بالتأدب معه -صلى الله عليه وسلم -، ومع سنته، لقوله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} (الحجرات:2).

هذه الآية متضمنة للأدب مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم -، وهذا الأدب هو علامة سعادة العباد في الدنيا والآخرة، بأن لا يرفعوا أصواتهم فوق صوته -صلى الله عليه وسلم -، بل يخفضوا عندهم صوته، ويخاطبونه بكل أدب ولين، وتعظيم وتكريم. وهكذا الأمر بعد وفاته عند سماع قوله المروي عنه، يجب التأدب معه.

ثم مدح الله -تعالى- من غض صوته عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم -، ووعدهم المغفرة والأجر العظيم، فقال -تعالى-: {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} (الحجرات:3).

وهكذا قوله -تعالى-: {لَّا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضًا} (النور:63).

أي: لا تنادونه كما ينادي بعضكم بعضا، فلا تقولوا: يا محمد عند ندائكم، أو يا محمد بن عبدالله! بل شرفوه بأن تقولوا: يا نبي الله، أو يا رسول الله.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك