الثمر المستطاب في شرح أسماء اللطيف وصفات الوهاب
بين أيدينا إصدار جديد ومميز، (الثمر المستطاب في شرح أسماء اللطيف وصفات الوهاب)، لمؤلفه الدكتور/ خالد سلطان السلطان، وقدم له أ. عبد الرحمن عيسى السليم، وقد أحسن مؤلفه؛ إذ جمع أسماء الله الحسنى المباركة، ثم رتبها ترتيبا هجائيا، فيذكر الاسم المبارك لله -جل جلاله- ثم يذكر معناه اللغوي مختصرا، ثم يذكر الدليل على ذلك الاسم من الكتاب والسنة أو بآثار موقوفة على الصحابة الكرام، فاسم الله (المؤمن) قد ذُكر في القرآن الكريم، واسم الله (المُسَعِّر) ورد في السنة، وغالب الأسماء الحسنى ذكرت في الاثنين معا. ثم يذكر المؤلف الصفة العلية لله -جل وعلا- المشتقة من ذلك الاسم المبارك، منبها ومحذرا ما يقع فيه بعض الغلاة من فساد في القول، سواء كان في باب التعطيل، أم التشبيه، أم التفويض، وهو خلاف ما عليه منهج أهل السنة والجماعة.
مما أشار إليه المؤلف في إصداره، أنه اعتمد اعتمادا كبيرا على تحقيقات الشيخ العلامة / محمد ناصر الدين الألباني وتخريجاته، إلا النزر اليسير من الأحاديث فإنه يستخرجها من مصادر أخرى مشيرا إليها. وقد جمع المؤلف بعض القواعد المهمة التي يحتاج إليها كل مسلم حين الاطلاع على أسماء الله الحسنى، وهي قواعد أكدها علماء أهل السنة والجماعة، ومن هذه القواعد:
- القاعدة الأولى: أسماء الله كلها حسنى، قال -تعالى-: {ولله الأسماء الحسنى}. القاعدة الثانية: أسماء الله -تعالى- أعلام وأوصاف، فاسم الله (الرحمن) وصفته: (الرحمة). القاعدة الثالثة: أسماء الله الحسنى تنقسم صفاتها إلى قسمين:
أ- أسماء لها صفات متعدية، وذلك بإثبات اسم الله له -سبحانه- ثم إثبات الصفة المستنبطة من الاسم، ثم إثبات الحكم الذي تضمنته هذه الصفة. مثل: السميع: (اسم)، وصفته: (السمع)، وحكمها: (الله يسمع).
ب- أسماء الله التي لها صفات غير متعدية، وذلك بإثبات الاسم لله -تعالى-، ثم إثبات الصفة المتضمنة لهذا الاسم، مثل: الحي: (اسم) وصفته: (الحياة). القاعدة الرابعة: دلالة أسماء الله -تعالى- على ذاته وصفاته تكون بالمطابقة وبالتضمين وبالالتزام. القاعدة الخامسة: أسماء الله توقيفية ولا مجال للعقل فيها. القاعدة السادسة: أسماء الله -تعالى- غير محصورة في عدد معين. القاعدة السابعة: الحذر من الإلحاد في أسماء الله -جل وعلا.
تطرق المؤلف بعد ذلك إلى بيان الآثار المباركة من تعلم أسماء الله وصفاته، وكان منها ما يأتي:
1- يتحقق للمسلم معرفة إلهه -جل وعلا- الذي يعبده ويتوجه إليه. 2- يتحقق للمسلم حب الله -تعالى. 3- يتحقق للمسلم الرجاء في الله -عز وجل.
4- يتحقق للمسلم الخوف من الله.
5- يتحقق للمسلم الرغبة في الله.
6- يتحقق للمسلم الطمأنينة بالله.
7- يتحقق للمسلم التنزيه لله.
8- يتحقق للمسلم تعظيم الله.
9- يتحقق للمسلم المراقبة لله والإحسان له.
- بدأ المؤلف بحرف الألف، ومع لفظ الجلالة (الله)؛ حيث بين معناه لغة: المألوه والمعبود. وشرعا: أن الله هو الإله الذي يعبد بغاية الحب والذل والخوف والرجاء، والرغبة والرهبة لعظمته وجلاله. ثم ذكر الدليل من القرآن الكريم، قال -تعالى-: { إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي} (طه: 14). وأما الدليل من السنة فقوله - صلى الله عليه وسلم -: «الله أعلى وأجل». وأما الصفة العلية: أن الله هو المألوه والمعبود بحق بغاية الحب والذل.
- كما يندرج تحت حرف الألف الأسماء الآتية: (الإله، والأول، والآخر، والأحد، والأكرم، والأعلى، والأعز).
- أما حرف الباء فيندرج تحته الأسماء الآتية: (البر، والباسط، والباطن، والبارئ، والبصير، والبديع).
- ويندرج تحت حرف التاء اسم واحد ألا وهو: التواب. أما حرف الجيم: (الجبار، والجميل، والجواد).
وهكذا بقية الحروف حتى نصل إلى حرف الواو ويندرج تحته: (الوارث، والواسع، والولي، والوهاب). ثم تطرق في نهاية الإصدار إلى اسم الله الأعظم.
لاتوجد تعليقات