القدس والخليل من أهم المدن الإسلامية
تعد مدينتا القدس والخليل من أهم المدن الفلسطينية، كما لهما مكانة خاصة عند العرب والمسلمين؛ كونها من أكثر الأماكن التي تحتوي على أماكن دينية للمسلمين وللعرب، وتعد مدينة القدس عند المسلمين ثالث أقدس المدن بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهي أولى القبلتين؛ حيث كان المسلمون يتوجهون إليها في صلاتهم، بعد أن فُرضت عليهم حوالي سنة 610 للميلاد، وهي أيضا تمثل الموقع الذي عرج منه نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى السماء.
أكبر مدينة في فلسطين
والقدس أكبر مدينة في فلسطين التاريخية؛ من حيث المساحة وعدد السكان، وأكثرها أهمية دينيا واقتصاديا، وتُعرف بأسماء أخرى في اللغة العربية مثل: (بيت المقدس)، و(القدس الشريف)، و(أولى القبلتين)، وتعد مدينة مقدسة عند أتباع الشرائع السماوية الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهودية.
أهمية دينية
كما أن مدينة الخليل لها أهمية دينية للديانات الإبراهيمية الثلاث؛ حيث يتوسط المدينة المسجد الإبراهيمي الذي يحوي مقامات للأنبياء إبراهيم وإسحاق ويعقوب وزوجاتهم.
ارتباط وثيق
كما أن هناك ارتباطا وثيقا بين مدينتي الخليل والقدس؛ لأن كل مدينة مرتبطة بنبي، فالخليل مرتبطة بسيدنا إبراهيم، والقدس مرتبطة بسيدنا محمد -عليه أفضل الصلاة السلام. ويقول المؤرخ الفلسطيني عبد الحميد الفراني في تصريح خاص لمجلة الفرقان الكويتية: إن المسلمين تطلعوا إلى فتح المدينة المقدسة منذ رحلة الإسراء والمعراج، وكانت القدس القبلة الأولى للمسلمين.
الصحابة ومدينة الخليل
وأضاف الفراني أن هناك علاقة بين الصحابة ومدينة الخليل؛ حيث إن تميم الداري - رضي الله عنه - جاء إلى المدينة المنورة، والتقى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقام بإقطاعه مدينة الخليل، ومن ثم توجه النبي - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون لمواجهة الروم الذين كانوا يحتلون مدينتي القدس والخليل، وذهب المسلمون إلى القدس والتقوا مع الروم في معارك عدة، منها معركة مؤتة.
وأشار إلى أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قرر قبل وفاته أن يرسل أسامة بن زيد - رضي الله عنه -، لفتح فلسطين والقدس، ولكنه توفي قبل أن يقوم بذلك؛ فقام أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - بإنفاذ جيش أسامة - رضي الله عنه - الذي قام بمواجهة الروم، ومن ثم بدأ أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - بإرسال الجيوش الإسلامية لفتح مدينة القدس، وفتح فلسطين عموما ومدينة الخليل، وأرسلت أربعة جيوش إلى منطقة بلاد الشام.
وقال: توجه جيش عمرو بن العاص - رضي الله عنه - إلى فتح فلسطين قبل أن تنتقل قيادة جيوش المسلمين إلى أبي عبيدة بن الجراح - رضي الله عنه - الذي أصبح قائدا عاما للجيوش الإسلامية في عهد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، وقام بفتح مدينة القدس دون قتال يذكر، وذلك في العام السادس عشر للهجرة عام 636 ميلادي.
مدينة إسلامية
وأضاف الفراني بعد هذا التاريخ أصبحت القدس مدينة إسلامية، وشارك عدد كبير من الصحابة في فتحها، وعندما تم فتحها كتبت العهدة العمانية لأهالي المدينة؛ بحيث إن المسلمين لا يتعرضون لأحد في المدينة من النصارى، وأمروا بإخراج اليهود منها.
اهتمام المسلمين بالقدس
وأوضح الفراني أن اهتمام المسلمين بدا واضحا بمدينة القدس؛ حيث إن خليفة المسلمين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - جاء بنفسه لزيارة مدينة القدس، وشارك في فتحها؛ لأن بطريرك المدينة رفض تسليمها إلا لسيدنا عمر - رضي الله عنه -؛ حيث وصل وتسلم المفاتيح، ثم بعد ذلك البقعة المقدسة التي يوجد بها المسجد الأقصى وبني أول مسجد للمسلمين، وهو مسجد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - الذي بدأ المسلمون الصلاة فيه، وهو مكان المسجد الأقصى.
العهد الأموي
وقال بعد ذلك: جاء العهد الأموي الذي كان له اهتمام كبير بمدينة القدس والخليل، وقاموا ببناء قبة الصخرة والمسجد القبلي على البقعة المقدسة في المسجد الأقصى، وهو يشمل كل المباني الموجودة في منطقة مدينة القدس المعروفة بالمسجد الأقصى فوق جبل موريا.
بناء المساجد والمدارس والتكايا
وأوضح أن الأمويين قاموا ببناء المساجد والمدارس والتكايا والمؤسسات الإسلامية المختلفة عبر العصور، منذ العصر الأموي وحتى نهاية العصر العثماني، على مدار العصور الإسلامية المتعاقبة الأموية، ثم العباسية ثم الأيوبية والمملوكية ثم العثمانية، وبنى المسلمون العديد من المعالم الأثرية في مدينة القدس أبرزها قبة الصخرة والمسجد العباسي والمدرسة الأسباطية، وسبل المياه والتكايا فضلا عن برك سليمان الذي بناها سيلمان القانوني، وسور مدينة القدس في عهد سيلمان.
العديد من المعالم
ويوجد في مدينة الخليل العديد من المعالم، أبرزها: مسجد الحرم الإبراهيمي، وهو المسجد الذي اهتم به المسلمون وقاموا بإصلاحه وترميمه عبر العصور، وقاموا بنقل منبر إليه، وهو المنبر نفسه الموجود في المسجد القبلي الذي حرقه اليهود 1996.
تغيير الأماكن والتاريخ
وأشار إلى أن اليهود يحاولون تغيير الأماكن والتاريخ، ويعدونها مناطق يهودية، لكن التاريخ يشهد بأن هذه المناطق إسلامية على مدار أكثر من 1400 سنة للحكم الإسلامي منذ أن فتحها المسلمون في 636 في عهد عمر بن الخطاب حتى الغزو البريطاني 1917.
النزاع القائم
ويعد النزاع القائم حول وضع القدس مسألةً محورية في الصراع العربي اليهودي؛ حيث أقدمت إسرائيل بعد حرب سنة 1967 على احتلال القدس الشرقية ليكتمل احتلال القدس، وألحقتها بـ(الكيان المغتصب)، وعدتها جزءاً لا يتجزأ منها، إلا أن المجتمع الدولي بأغلبيته لم يعترف بهذا الضم، وما زال ينظر إلى القدس الشرقية على أنها منطقة متنازع عليها، ويدعو بين الحين والآخر إلى حل هذه القضية.
لاتوجد تعليقات