الأسرة المسلمة – 1242
وقفات في تربية الفتيات
الأم عليها مسؤولية كبيرة في تربية الفتيات ورعايتهن، وقد ورد فضل عظيم في السنة لمن أحسن تربية الفتاة ورعاها حق الرعاية قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من ابتلي من هذه البنات بشي فأحسن إليهن كن له سترا من النار»، وإليك بعض الوقفات في تربية البنات:- أولا: ربِّ الفتاة على محبة الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وتعظيمهما منذ الصغر، واغرسي في قلبها معاني الإيمان، ونشئيها على مراقبة الله في كل عمل تقوم به، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعتني بذلك؛ فقال لابن عباس -رضي الله عنهما-: «يا غلام، إني أُعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سأَلت فاسأَل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله..» الحديث.
- ثانيا: ربِّها على الحياء ومعانيه الجميلة بالقول والفعل والقدوة والسلوك، تارة بالنصيحة المباشرة وتارة بالموعظة وتارة بالقصة المشوقة، قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «الْحَياءُ لا يَأتي إِلاّ بِخَيْرٍ».
- ثالثا: احرصي على تعويد الفتاة في الصغر على اللباس الساتر الواسع عند المحارم، وعوديها أيضًا على لبس الحجاب عند خروجها، ولا تتساهلي في ذلك بحجة أنها صغيرة؛ فإن الفتاة تعتاد على ما نشأت عليه، واعلمي أن الفتاة تقتدي غالبًا بأمها فكوني قدوة حسنة لها.
- رابعًا: مما يبني شخصية الفتاة ويقويها أن تعطيها الأم دورا في البيت وعملا مناسبا لإمكانياتها تقوم به، وتشعر بالمسؤولية تجاهه، كالطهي والتنظيف ورعاية أخواتها وغير ذلك مما يملأ وقتها، وينمي قدراتها، ويشعرها بالسعادة والثقة في النفس.
- خامسًا: يجب أن تخصص الأم وقتا لسماع ابنتها ومعرفة أحوالها، والتحاور معها ومناقشتها وتصحيح مفاهيمها وتوعية فكرها؛ فإن الفتاة بحاجة ماسة إلى من يستمع إليها ويحتويها ويعالج مشكلاتها ويرعى اهتماماتها.
صلاح البنين والبنات
صلاح البنين والبنات مهمة تؤرِّق المربين، وشغلهم الشاغل، ولا سيما مع مُدلهمات الفتن والانفتاح التقني، لكن صدق اللجوء إلى الله خير معين، فابتهال الأبوين وتضرُّعهما إلى الله أن يصلح أولادهم دأب الصالحين، ودعاء الوالدين للأبناء مستجاب في الأغلب، قال -تعالى-: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} (الفرقان: 74).الاستخدام الخطأ لمفهوم الثقة
بعض الأمهات يخطئن في استخدام مفهوم الثقة مع بناتهن، فالكثير منهن يسئن فهم هذا المبدأ، ويعطين الفتاة حرية مطلقة في استخدام وسائل الاتصال والخروج والعلاقات وغير ذلك من التصرفات، وهذا فهم خطأ وخطير، ربما يوقع الفتاة في ورطة كبيرة وفتنة كبيرة لا يمكنها الخروج منها، والصواب أن الفتاة مهما كانت عاقلة وصالحة وواعية ينبغي الحرص عليها، وعدم إعطائها حق التصرف المطلق، بل تعطى شيئا من الحرية التي تناسب عمرها ومرحلتها الفكرية والسلوكية، مع متابعتها وإشعارها بذلك، والاطلاع على طبيعة علاقاتها بالآخرين ومعرفة صديقاتها.كيف تكسبين زوجك؟
هذه وصايا نافعة تحبب المرأة لزوجها وتسعده بها:- أطيعي زوجك ولا تعصيه أبدا إلا فيما حرم الله؛ فلا طاعة لمخلوق في معصية الله.
- توددي له بالأسلوب الحسن والكلام الطيب، واختمي كلامك دائما بالثناء والدعاء المناسب، كقولك: الله يعافيك والله يحفظك.
- تعاهديه بالهدايا ولو كانت رمزية؛ فإنها دليل الوفاء والارتباط الصادق.
- اعتني دائما بالمظهر الحسن والهندام الجميل واحرصي على ألا يجد منك ما يكره.
- تفهمي نفسية زوجك وطبيعته من حدة أو عصبية أو حساسية وغيرها؛ فتجنبي الأمور والأحوال التي تخالف طبيعته أو تؤدي إلى انفعاله وغضبه.
- إياك وكثرة الشكوى! فإن أبغض النساء عند الرجال المرأة الشكاية، ولا سيما إذا كان هذا السلوك أمام الآخرين.
- لا تكثري على زوجك من الطلبات، وكوني واقعية ومتعقلة، وليكن طلبك في الوقت المناسب.
- كوني صريحة وواضحة في شؤونك جميعها مع زوجك، وأبلغيه عن كل أمر يجدُّ في حياتك، ولا تقدمي على أمر في حياتك حتى تخبريه.
التحلي بالأخلاق الفاضلة
من صفات المرأة الصالحة: تحليها بالأخلاق الفاضلة والسجايا الحسنة من صدق الحديث، وأداء الأمانة، والحلم، والأناة، والتؤدة، وحسن الوفاء، وحفظ السر، وحفظ الجميل، والمكافأة على المعروف، وغير ذلك من مكارم الأخلاق، قال -تعالى- {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً}، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن»، وإياكِ أن تكوني سيئة الخلق! ينفر الناس منك ويتقون شرك، ويحرصون على مجافاتك والابتعاد عنك؛ فإن أعظم حسن الخلق كف الأذى عن الناس وطلاقة الوجه.امرأة من أهل النار
امرأة من أهل النار استحقت هذا الوصف؛ بسبب أفعالها المشينة، من: سلاطة اللسان، وإيذاء الآخرين من الزوج والأقارب والأصحاب والجيران؛ فلا يكاد أحد يسلم من كلماتها النارية، والكل يحذرها ويداريها اتقاء لشرها، عن أبي هريرة قال: قال رجل يا رسول الله: إن فلانة فذكر من كثرة صلاتها وصدقتها وصيامها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها قال: «هي في النار».التبذير في الإنفاق من مسالك الشيطان
على المرأة المسلمة أن تقتصد في الإنفاق؛ فالإسراف والتبذير في الإنفاق مسلك من مسالك الشيطان ومجلبة للإثم، ومفسدة للمال، ومدعاة للندم قال -تعالى-: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً}، وقال -تعالى- {وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً}، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «كلوا وتصدقوا، والبسوا في غير إسراف ولا مخيلة»، فلا تبالغي في تتبع الموضات والزينات التي تفتتن فيها المرأة غالبًا، فإن ذلك دليل على نقص الإيمان وقلة العقل وضعف الشخصية، فعليك بالعقل والتدبير في المال الذي استودعك الله إياه وكوني حازمة في هذا الأمر، واعلمي أن الدنيا لا تدوم على مثل هذه الحال؛ فأعدي ليوم الشدة والضيق ما يقويك ويغنيك عن الخلق ويصون ماء وجهك.أخطاء تقع فيها بعض النساء
من الأخطاء التي تقع فيها بعض النساء: جفاء الزوجة لأم زوجها، والتقصير في السؤال عنها وزيارتها، وتزهيد زوجها في أمه وأهله، وعدم احتمال هفوات الأم اليسيرة العابرة، وربما تطاولت عليها في الكلام والفعال، والإنكار على الزوج في بذل ماله لأمه وأهله ونحو ذلك.
لاتوجد تعليقات