المرأة والأسرة – 1235
مسؤولية المرأة المسلمة
إنَّ مسؤولية المرأة المسلمة في المجتمع هي بِناءُ الحياة السعيدة في ذاتها، المُسعِدة لكلِّ فرد في المجتمع، ابِتداءً من الزوجة ربة المنزل، ومرورًا بالأبناء، وانتهاءً بالواجب المَنُوط بها، وتحقيقًا لواجب الاستِخْلاف في الأرض، وإقامة شرع الله -عز وجل- ونصرة دينه.
المرأة المسلمة والاستجابة لأمر الله
إن أهم المعينات على ثبات المرأة المسلمة على طريق الخير والحق، دوام الصلة بينها وبين الله -تعالى-، وإظهار عبوديتها الحقة له -سبحانه-، ومن الصور المهمة التي تجسد لنا هذه العبودية سرعة استجابة المرأة لأوامر ربها -عزوجل- ورسوله - صلى الله عليه وسلم -. ومن أبرز الأمثلة على ذلك ما فعلته نساء الأنصار عندما نزلت آية الحجاب، في الوقت الذي نرى فيه اليوم كثيرا من النساء في غفلة عن ذلك، فالأم لا تريد لابنتها الحجاب حتى تتزوج، وأخرى تعتقد أن الحجاب سيدفنها ويقضي عليها، وسيحرمها من التمتع بالحياة، وثالثة تظن أن الحجاب له قيوده وضوابطه ومتطلباته، وهي لا تزال صغيرة لا تريد مثل هذه القيود والضوابط، بل تريد أن تمرح وتسرح وتجري هنا وهناك، تتمتع بحياتها قبل أن تكبر، أو قبل أن تتزوج، هذا بزعمها وإنا لله وإنا إليه راجعون، فلتتأمل كل امرأة ترجو الله والدار الآخرة موقف نساء المهاجرين والأنصار، ولتتخذهن قدوة صالحة لها، عسى أن تسير في طريق الهداية وتثبت عليه، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «يرحم الله نساء المهاجرين الأول، لما أنزل الله: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} (النور:31)، شققن مروطهن فاختمرن بها»، وفي رواية: «أخذن أزرهن فشققنها من قبل الحواشي فاختمرن بها».من أهم واجبات المرأة في بيتها
- من أهم واجبات المرأة في بيتها تربية الأبناء والبنات، تربية إسلامية صحيحة، حتى يشبُّوا أفرادًا صالحين، وإلا كانوا وبالاً على مجتمعهم، وسببًا من أسباب فساده وانهياره؛ فالمرأة الصالحة تربي أولادها على العقيدة الصحية ، وتعلمهم القرآن، وتربيهم على هدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى إن أحد العلماء يقول: تعلمت نصف علمي من أمي، كانت تقرأ علينا كلَّ يوم من القرآن والحديث. - والمرأة الصالحة تعتني ببيتها وتحافظ على نظافته، وتهيّئ أكبر قدر من الراحة لزوجها وأولادها، قال -عليه الصلاة والسلام-: «والمرأةُ راعيةٌ على بيتِ بَعْلِها وولدِه وهي مسؤولةٌ عنهم»، فهي تحافظ على أمواله وأولاده وعلى نفسها، سواءٌ في حضوره أم غيابه. - والمرأة المسلمة لا تحمِّل زوجها ما لا يطيق من المصروف البيتي، من الإنفاق على لباسها وزينتها؛ بل تتصرف في مالها ومال زوجها بالحكمة من غير إسراف ولا تقتير.المرأة المسلمة التي نريد
- إننا نُريد المرأة التي تجعل دينَها أساس وجودها وأصل حياتها، المرأة التي تجعل قدوتها أمهات المؤمنين ونساء الصحابة والتابعين -رضي الله عنهن أجمعين.
- نريد امرأة كالشفاء بنت عبدالله المهاجر -رضي الله عنها-، التي وقفَتْ بجانب الدعوة في المدينة المنورة تُعلِّم الكتابة والطب، وتشارك في بناء الدولة في عهد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه .
- نُريدها كآلاف النساء عبر التاريخ الإسلامي اللاتي حمَلنَ رايةَ العلم والدعوة والإصلاح في المجتمع خلال العصور المختلفة.
- نريد المرأة التي لا تُخدع بدِعاياتِ التحرُّر التي تجعل المرأةَ سلعةً رخيصةً لا هدف لها إلا تقليد المرأة الغربية المتمردة على الأخلاق وكيان الأسرة وسعادتها.
نحن في حاجة للمرأة القوية
في عصرنا هذا المليء بالفتن (فتن الشهوات وفتن الشبهات) نحتاج امرأة تتصف بالقوة:- القوة الإيمانية: بالإيمان الثابت ثبات الجبال.
- والقوة الإسلامية: بالتطبيق العملي لشرع الله، ونَبْذ الأهواء والشهوات.
- والقوة في الاختصاص: الذي اختُصَّتْ به المرأة؛ سواء في عملها المنزلي أم علمها وفقهها.
- ثم قوة العفَّة والحياء والحجاب والوقار: في وجه التحلُّل والسُّفُور.
أخطاء تقع فيها النساء
من الأخطاء التي تقع فيها بعض الزوجات التي حذر منها النبي - صلى الله عليه وسلم - نكران جميل الرجل وفضله بأقل إساءة إلى الزوجة، فتراها تحكي عنه في جل المجالس، متنكرة له ولإحسانه عليها، ولهذا حرص النبي - صلى الله عليه وسلم - على بيان تلك الصفة وهي نكران العشرة مع بيان علاج هذه الصفة السيئة من خلال الصدقة؛ فهي تطهير لهن مما يقع منهن من مخالفات ألسنتهن، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار» فقلن: وبم يا رسول الله؟ قال: «تكثرن اللعن، وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن».احذري أن تضيعي قلبك ووقتك!
أعظم الإضاعات إضاعتان، هما أصل كل إضاعة: إضاعة القلب، وإضاعة الوقت، فإضاعة القلب من إيثار الدنيا على الآخرة، وإضاعة الوقت في طول الأمل، فاجتمع الفساد كله في اتباع الهوى وطول الأمل، والصلاح كله في اتباع الهدى، والاستعداد للقاء الله.من خصائص الأسرة المسلمة
من أهم خصائص الأسرة المسلمة ومقوماتها حرصها على إقامة حدود الله، أي تطبيق شرعه -تعالى- في شؤونها، وقيمة الحياة الزوجية بقدر تحقيقها لهذا الهدف، فإذا نكبت عنه، أو أهملته، فلا قيمة لها، ولن تؤدي الأسرة دورها التربوي على الوجه الأمثل إلا إذا التزمت بالآداب الإسلامية في شؤونها: في طعامها وشرابها، في نومها واستيقاظها، في مجالسها وأحاديثها، في جدِّها وهزلها، في أفراحها وأتراحها، وفي سائر شؤونها، وفي هذا الجو الإيماني، وفي هذا الرقي الأخلاقي ينشأ الجيل المسلم الذي نريد.وجعل بينكم مودة ورحمة
أنشأ الله -تعالى- العلاقة الزوجية على أساس المودة والرحمة والسكينة والطمأنينة قال -تعالى-: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم21]، فإذا اجتمع الزوجان على أساس من الرحمة والاطمئنان النفسي المتبادل، فحينئذ يتربى الناشئ في جو سعيد يهُبُّهَا الثقة والاطمئنان، والعطف والمودة، بعيدًا عن القلق والعقد والأمراض النفسية التي تضعف شخصيته.
لاتوجد تعليقات