رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: ذياب أبو سارة 23 سبتمبر، 2024 0 تعليق

العودة إلى المدارس.. نصائح وتوجيهات للآباء والأمهات

  • المرحلة الدراسية ليست مجرد مرحلة تعلم أكاديمي بل هي فرصة لبناء شخصية الأبناء وتعزيز إمكانياتهم ومهاراتهم السلوكية والاجتماعية
  • يجب على الآباء والأمهات أن يغرسوا في نفوس أبنائهم حب العلم منذ الصغر وأن يشجعوهم على القراءة والتعلم المستمر
  • تطوير المهارات الاجتماعية حيث توفر المدرسة بيئة يتفاعل فيها الطالب مع أقرانه ومعلميه مما يساعده على تعلم مهارات التواصل والتعاون وحل النزاعات
  • ينبغي على المعلم أن يكون قدوة للطلبة ومثالا يحتذى في العلم والأخلاق والصفات الحميدة وأن يحرص على غرس القيم الإسلامية في نفوسهم
  • للمدرسة دور حاسم في بناء شخصية الطالب وتطويرها وتعدّ بيئة تعليمية واجتماعية تؤثر تأثيرا كبيرا في حياة الطالب
 

تعدّ بداية العام الدراسي مناسبة مهمة لتجديد العزم والنشاط، وتذكير الآباء والأبناء بمسؤولياتهم تجاه العلم والتعليم؛ فالإسلام دين العلم والمعرفة، وقد حث الإسلام في كثير من المواضع في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة على طلب العلم وجعله فريضة على كل مسلم ومسلمة وذلك كما قال -تعالى-: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}، وقوله -سبحانه-: {وقل ربّ زدني علما}، وقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم»، وفي هذه الصفحات سنتناول بعضًا من التوجيهات الإسلامية للآباء والأبناء مع بداية العام الدراسي، ودور الأسرة والمدرسة في بناء الشخصية السويّة.

توجيهات للآباء

      إن المرحلة الدراسية ليست مجرد مرحلة تعلم أكاديمي، بل هي فرصة لبناء شخصية الأبناء وتعزيز إمكانياتهم ومهاراتهم السلوكية والاجتماعية، وهذا يتطلب من الآباء دورًا نشطًا وواعيًا في توجيه أبنائهم بالتعاون مع المدرسة، ومن هذا المنطلق ينبغي على الآباء أن يغرسوا في نفوس أبنائهم بعض القيم المهمة ذات الصلة بطلب العلم والحرص عليه وذلك من خلال ما يلي:
  • تربية الأبناء على حب العلم: يجب على الآباء والأمهات أن يغرسوا في نفوس أبنائهم حب العلم منذ الصغر، وأن يشجعوهم على القراءة والتعلم المستمر.
  • تهيئة بيئة مناسبة للتعلم: يجب على الآباء والأمهات توفير بيئة هادئة ومناسبة للدراسة في المنزل، وتوفير الكتب والأدوات اللازمة.
  • التعاون مع المدرسة: يجب على الآباء والأمهات التعاون مع المدرسة، وحضور الاجتماعات، والاهتمام بمتابعة تقدم أبنائهم الدراسي، وعلى الآباء تخصيص الوقت لمساعدة أبنائهم في دراستهم، وتوجيههم نحو المعرفة النافعة.
  • القدوة الحسنة: يجب على الآباء والأمهات أن يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم في حب العلم والاجتهاد.
  • الدعاء للأبناء: يجب على الآباء والأمهات أن يدعوا الله لذريتهم بالصلاح والهداية والعلم النافع.
  • خلق بيئة مفتوحة للنقاش يسمح للأبناء بالتعبير عن تحدياتهم في المدرسة أو مع الأصدقاء. يجب على الآباء توجيه الأبناء ودعمهم بالتوجيهات السليمة.

توجيهات الآباء للأبناء

وفي المقابل ينبغي على الآباء والأمهات أن يجتهدوا في ترسيخ بعض الأمور الأساسية لدى أبنائهم في العام الدراسي لتحقيق أفضل النتائج في التحصيل العلمي والسلوك التربوي ومن ذلك ما يلي:
  • الاهتمام بالتهيئة النفسية للأطفال لاستقبال يومهم الدراسي الأول بعد الإجازة، وذلك من خلال الحديث إيجابيا عن المدرسة، وتحفيزهم بعبارات تبعد التوتر والقلق وتشعرهم بالراحة النفسية.
  • حث الأبناء على الاجتهاد في طلب العلم، والسعي لتحصيل الدرجات الجيدة، وتقدير قيمة العلم وربطها بمفاهيم الحياة قدر المستطاع.
  • تعزيز الاحترام والتقدير للوالدين وبرّهما، وأن يشكروهما على ما يبذلانه من أجل تعليمهم.
  • توجيه الأبناء إلى الاستفادة من الوقت وتنظيمه وعدم إضاعته في الأمور العبثية أو التافهة، وأن يبتعدوا عن كل ما يشغلهم عن دراستهم.
  • حث الأبناء على الصلاة وقراءة القرآن، فهما أساس التوفيق والنجاح، ولا سيما الصلاة في المسجد في جماعة مع مراعاة عامل السن وقرب المسجد من البيت.
  • حثّ الأبناء على الاستماع إلى المعلمين والإصغاء إليهم باهتمام واحترام، وأن ينفذوا توجيهاتهم.
  • وفي سبيل تعزيز التحصيل الدراسي ينبغي على الآباء والأمهات توفير بيئة هادئة ومحفزة للتعلم من خلال تحديد مكان مخصص للدراسة في المنزل ومهيأ بكافة الوسائل، وتشجيع الأبناء على طرح الأسئلة على المعلمين والزملاء، مع ضرورة احترام المعلمين والزملاء، والتعامل معهم بلطف واحترام.
  •  كذلك للأسرة دور كبير ومهم في توجيه الأبناء لاختيار الأصدقاء الصالحين فالمرء على دين خليله.
  • تحفيز الأبناء على المشاركة في الأنشطة الدينية ومراكز التحفيظ، مما يعزز من إيمانهم وارتباطهم بالثقافة الإسلامية.
  • كما ينبغي على الآباء والأمهات أن يحرصوا على عدم الشجار أمام الأبناء، والعمل على توفير البيئة النفسية الملائمة بتجنب الصراعات والخلافات، وعدم رفع الصوت، وتقديم الدعم المعنوي المستمر، من خلال الثناء على الجهود المبذولة، مهما كانت صغيرة، وتشجيع الأبناء على الثقة بأنفسهم وقدراتهم، ومساعدتهم على تجاوز الصعوبات التي يواجهونها، مع الحرص على الإنصات الإيجابي للأبناء والاستماع إلى مشكلاتهم وهمومهم الدراسية.
  • ولا يغيب عنا أهمية الحرص على إبعاد الهواتف والأجهزة اللوحية عن أيدي أبنائنا قدر المستطاع، وتشجيع الأبناء على ممارسة الأنشطة الأخرى، واكتساب المهارات المفيدة في الحياة.
  • تحفيز الأبناء من خلال مكافأتهم على إنجازاتهم الدراسية، ويمكن أن تكون المكافآت معنوية مثل المدح والثناء، أو مادية مثل هدايا بسيطة أو نشاطات ترفيهية.
  • تشجيع الأبناء على الانخراط في الأنشطة المدرسية، مثل الفرق الرياضية أو الأندية العلمية، مما يزيد من ثقتهم بأنفسهم ويعزز من مهارات العمل الجماعي، مع التشجيع على القراءة وزيارة المكتبات.
  • كما ينبغي على الآباء والأمهات تذكير الأبناء بمعايير الأمن والسلامة عند دخول الباص أو الخروج منه، وفي عبور الشارع، وعدم دفع زملائه أو التسابق للدخول بسرعة إلى الباص أو خارجه، إضافة إلى بعض التعليمات الخاصة في حال الحوادث والحرائق وما إلى ذلك، مع تزويده ببطاقة تعريفية للتعرف عليه في الحالات الطارئة.
  • الاهتمام بالنظافة الشخصية ولا سيما الطلاب في المرحلة الابتدائية بالاعتياد على كيفية تنظيف أنفسهم دون مساعدة الآخرين، والاهتمام بتنظيف الأسنان لتجنب التسوس.
  • التركيز على الوجبات الصحية ونوعية الغذاء والتقليل من السكريات والأطعمة الجاهزة، ومن المفيد تزويد الطالب بالمكّسرات والفواكه والخضراوات، وعدم إهمال وجبة الفطور، كما أن ممارسة الرياضة مهمة جدا؛ لأنها تزيد من نشاط الذاكرة وقوتها، وتحسن من أداء الطالب وتركيزه.

دور المدرسة في بناء شخصية الطالب

للمدرسة دور حاسم في بناء شخصية الطالب وتطويرها، وتعدّ بيئة تعليمية واجتماعية تؤثر تأثيرا كبيرا في حياة الطالب، وذلك من خلال الأدوار الأساسية التي تقوم بها المدرسة في بناء شخصية الطالب ومن ذلك ما يلي:
  • ترسيخ دور المدرسة في تقديم التعليم الأكاديمي والأساس المعرفي الضروري للطالب، مما يعزز قدراته الفكرية ويطور مهاراته في مختلف المجالات الأكاديمية.
  • الحرص على تنمية القيم والأخلاق، وذلك من خلال المناهج الدراسية والأنشطة اللاصفية، التي تعزز القيم الأخلاقية مثل الاحترام، الأمانة، كما تنمي شعور الطالب بالمسؤولية والانضباط تجاه نفسه وتجاه الآخرين.
  • تطوير المهارات الاجتماعية؛ حيث توفر المدرسة بيئة يتفاعل فيها الطالب مع أقرانه ومعلميه، مما يساعده على تعلم مهارات التواصل، والتعاون، وحل النزاعات.
  • كما ينبغي على المعلم في المدرسة أن يكون قدوة للطلبة، ومثالا يحتذى في العلم والأخلاق والصفات الحميدة، وأن يحرص على غرس القيم الإسلامية في نفوس الطلبة ولا سيما الصدق والأمانة والإتقان وحب الأوطان.
  • يجب على المدرسة أن تزود الطلاب بالمعرفة العلمية اللازمة، وأن تهيئهم لسوق العمل، بشكل تدريجي ووفق الفئات العمرية كما ينبغي أن تسعى إلى تنمية المهارات المختلفة لدى الطلاب، مثل مهارات التفكير النقدي والإبداع وحل المشكلات وتنظيم الوقت.. إلخ
  • ينبغي للمدرسة أن تكون على تواصل مع الأهل والتعاون معهم لتحقيق النجاح والتواصل الفعال وحل المشكلات التي تعترض أبناءهم.
  • توفير الدعم النفسي والعاطفي من خلال التوجيه والإرشاد النفسي أو الاجتماعي، مما يساعد الطلاب على التعامل مع الضغوط والمشكلات الشخصية.
  • تشجيع النشاطات اللاصفية، مثل الرياضة، والأنشطة الثقافية التي تنمي مهارات الطالب وتمنحه فرصًا لاكتشاف اهتمامات جديدة وتطوير مواهبه.
 

توجيهات للمعلمين من سماحة العلامة ابن باز رحمه الله

العلماء هم ورثة الأنبياء ولذلك كانت مهمة المعلم من أصعب المهام لما تتطلبه من الاتصاف بأكمل الصفات بحسب الإمكان من علم نافع وخلق كريم

سماحة الشيخ الإمام العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز -رحمه الله، وجعل أعلى درجات الجنة مثواه-؛ حيث إن له مجموعة من الوصايا والنصائح للمعلمين والمعلمات، انتقيتُ شيئًا منها، ومما انتقيت ما يلي:

حاجة الأمة إلى المعلم الصالح

  • ما أشدَّ حاجة الأمة في هذا العصر - الذي كثُر فيه دعاة الهدم، وقلَّ فيه دعاة البناء والإصلاح - إلى المعلم الصالح الذي يتلقى علومه، وما يربي به طلابه من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وينشر بينهم أخلاق السلف الصالح، منها: الصدق، والأمانة، والإخلاص في العمل، وتعظيم الأوامر والنواهي، والمسابقة إلى كل فضيلة، والحذر من كل رذيلة.

مهمة المعلم صعبة وهي من أشرف الوظائف

      العلماء هم ورثة الأنبياء، ولذلك كانت مهمة المعلم من أصعب المهام؛ لما تتطلبه من الاتصاف بأكمل الصفات بحسب الإمكان، من علم نافع، وخلق كريم، وعمل صالح متواصل، وصبر ومصابرة، وتحمل للمشاق في سبيل إصلاح الطالب، وتربيته تربية إسلامية نقية، وبقدر ما تتوفر صفات الكمال في المدرس يكون نجاحه في مهمته، ومهمة المعلم مع كونها من أصعب المهام، فهي من أشرف الوظائف، وأعظمها نفعًا، وأجلِّها قدرًا، إذا وُفِّق صاحبها للإخلاص وحسُنت نيته، وبذل جهده، كما أن له من الأجر مثل من انتفع بعلمه، وفي الحديث الشريف يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «خيركم من تعلَّم القرآن وعلَّمه»، ويقول - صلى الله عليه وسلم -: «لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حُمْر النَّعم»، ويقول أيضًا - صلى الله عليه وسلم -: «من دلَّ على خيرٍ فله مثل أجر فاعله».

من سمات المعلم وأخلاقه

  • الإخلاص لله، الواجب على المعلم أن يُعنى بهذا الأمر، فيكون مخلصًا لله في كل أعماله، حسن السيرة والسلوك؛ لأن الطالب يتأسى بأستاذه في الخير والشر، وعلى المعلم أن يكون قدوة في المحافظة على الصلوات في الجماعة، والمسابقة إليها، وتوفير اللحية، وعدم التدخين، وعدم الإسبال، وفي الأسلوب الحسن والكلمات الطيبة، فنوصي أن يكون الأستاذ قدوة صالحة لتلاميذه في كل خير.

السير على نهج المعلم الأول

  • قدوة الجميع وإمامهم هو نبينا محمد، -عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم-، فلقد كان أكمل الناس في كل الصفات الكريمة، وقد لاقى في توجيه الناس وتعليمهم الصعوبات الكبيرة، والمشاق العظيمة فصبر على ذلك، وتحمل كل مشقة وصعوبة في سبيل نشر دينه، وإخراج أمته من الظلمات إلى النور.

توجيه الطلاب إلى طلب العلم

       من أهم الأمور في حق المعلم: أن يوجه الطالب إلى الإقبال على طلب العلم؛ حتى يعلم من أمور دينه ما لا يسعه جهله، كمعرفة العقيدة الصحيحة، وأحكام الصلاة، والزكاة والصيام والحج والمعاملات، حتى يكون في ذلك كله على بينة وهدى؛ لأن الله -سبحانه- إنما خلق الثَّقَلين ليُعبد وحده لا شريك له، وعبادته هي توحيده -سبحانه- بأنواع العبادة، وطاعة أوامره، وترك نواهيه، ولا سبيل إلى معرفة ذلك بالتفصيل إلا بواسطة التعلم.

إفساح المجال للطلاب

      يفسح المجال أمام الطلبة للمناقشة معهم، ويتحمل الأخطاء التي تأتي في مناقشاتهم؛ لكونها ناتجة عن البحث عن الحقائق، ويشجعهم على كل بحث يُفضي إلى وقوفهم على الحقيقة آخذًا في الحسبان عوامل البيئة والطباع والعادات والمناخ؛ لأن لتلك الأمور تأثيرًا بالغًا في نفسيات التلاميذ، ينعكس على أفهامهم وسيرتهم وأعمالهم.

توجيه الطلاب إلى الأخلاق الفاضلة

  • الواجب على المدرسين والمدرسات أكثر من الواجب على غيرهم بالنسبة إلى الطلبة والطالبات، فعلى المدرسين أن يعنوا بالطلبة، ويوجهوهم إلى الأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة، والعمل بما علموا من العلم، وعلى المدرسات أن يتقين الله في البنات، وأن يعلِّمنهنَّ الأخلاق الدينية الفاضلة، والعقيدة الصالحة في الدراسة، وفي المذاكرة، وفي الوعظ؛ حتى يوجد جيل صالح من الطلبة والطالبات في المستقبل.
 

توجيهات للمعلمين من العلامة ابن عثيمين رحمه الله

يجب على المعلم أن يسلك أقرب الطرائق إلى إفهام الطلبة فلا يأتي لهم بعبارات مُعقَّدة بل يجب أن يوصل العلم إلى التلاميذ بأقرب وسيلة

الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-، عالم ربَّاني، ومعلم فاضل، مارس التعليم أكثر من خمسين سنة في المعهد والجامعة والمسجد، وله -رحمه الله- في بعض مصنفاته توجيهات للمعلمين والمعلمات، نعرضها في هذه المقالة.

حسن تعليم التلاميذ

       قال الشيخ -رحمه الله-: رعاة التلاميذ في المدرسة، وهم الأساتذة والمدرسون والمديرون، يجب عليهم أن يقوموا بما هو أصلح، من حُسْن التعليم، وقوة الملاحظة والحزم، حتى لا يفوت الوقت على الطلاب، ويجب على الأساتذة أن يَظْهروا أمام الطلاب بمظهرٍ جميلٍ يُرغِّبُهم في الخير، ومن المؤسف أنك تجد بعض المدرسين يدخل الفصل عابسَ الوجه، مُقطبًا، لا يريد من أي طالبٍ أن يسأل ولا أن يُناقِشَ... والذي ينبغي للمدرِّس أن يكون قويًّا من غير عُنْفٍ، حليمًا من غير ضعفٍ، حتى تستقيمَ له حياتُه مع تلاميذه.

المعلم المؤثِّر يجمَع بين العلم والتربية

       قال الشيخ -رحمه الله-: الربانيُّون هم الذين جمعوا بين العلم والتربية، مأخوذ من التربية، قال الله -تعالى-: {وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} (آل عمران: 79)؛ لأن من العلماء مَنْ يُعلِّم ولا يُربِّي، وهذا وإن كان فيه خير، لكن العالم هو الذي يُعلِّم ويُربِّي بقوله وتوجيهه وإرشاده، ويُربِّي أيضًا بفعله وسلوكه، وكم من طالب تأثَّر بشيخه في سلوكه أكثر مما لو أملى عليه الكلام أيامًا! وهذا شيء مشاهد مُجرَّب.

لا تستهِنْ بالتلاميذ ولو كانوا صغارًا

        وقال -رحمه الله-: إنني أقول للمعلمين: إن عند التلاميذ ملاحظة دقيقة عجيبة على صغر سِنِّهم، إن المعلم إذا أمرهم بشيء، ثم رأوه يخالفهم فيما أمرهم به، فإنهم سوف يضعون علامات الاستفهام أمام وجه هذا المعلم، كيف يُعلِّمنا بشيء، ويأمرنا به، وهو يخالف ما كان يعلمنا ويأمرنا به؟! لا تستهِنْ أيُّها المعلم بالتلاميذ حتى ولو كانوا صغارًا، فعندهم أمر الملاحظة من الأمور العجيبة.

التحضير للدرس

       قال الشيخ -رحمه الله-: بعض الأستاذة يأتي إلى الدرس وهو ما حضَّر، ومعلوماته قليلة، فلا يستطيع أن يعلِّم إلا بعد التحضير، وهو لا يُحضِّر، ثم إذا قام التلميذ يسأله، وإذا هو ليس عنده علم، فماذا يصنع في التلميذ؟ يقول: اجلس يا ولد، ما بقي وقت للمناقشة، هذا غلط.

مناقشة التلاميذ

قال الشيخ -رحمه الله-: ناقش التلاميذ، أحيهم بالمناقشة، قل: يا فلان قُمْ، يا فلان، ما عندك؟ حتى تُحيي المجلس، وبعضُ الأساتذة تجدُه من حين يدخل الدرس إلى أن ينتهي وهو يقرأ، هذا غلط ونقص.

سلوك أقرب الطرائق إلى إفهام الطلبة

قال الشيخ -رحمه الله-: يجب على المعلم أن يسلك أقرب الطرائق إلى إفهام الطلبة، فلا يأتي لهم بعبارات مُعقَّدة، أو يتجاوز في الكتاب الشيء المعقد، بل يجب أن يوصل العلم إلى التلاميذ بأقرب وسيلة، والوسائل -والحمد لله- كثيرة.

تشجيع التلاميذ

        قال الشيخ -رحمه الله-: إذا أعطى المعلم أو المدرس تلاميذه جوائز تشجيعية حتى يُرغِّبَهم في الدرس ويُنشِّطَهم عليه، ويتسابقوا عليه، فإنه يُؤجَر على هذا، وهو من الإنفاق على العلم الذي فيه الفضل لمن دفعه، فإذا فعل المدرس أو المعلم هذا من أجل تشجيع الطلاب فإنه يُؤجَر على هذا، وهو يُعوِّدُ التلاميذ التنافُس والوصول إلى الخير.

التعليم بالفعل أقوى من التعليم بالقول

قال الشيخ -رحمه الله-: التعليم بالفعل أقوى من التعليم بالقول، وهذا من وجهين:
  • الوجه الأول: قُرب التَّصوُّر.
  • الوجه الثاني: بقاء الحفظ؛ لأن الإنسان إذا شاهد الشيء ارتسمت صورته في ذهنه، فاجتمع الحفظ، وارتسام الصورة، فيكُون ذلك أبقى لحفظ الإنسان، ولهذا لو وصفت لإنسان صفة الصلاة، يقوم فيُكبِّر، ويقرأ الفاتحة، وما أشبه ذلك إلى آخر الصلاة، لم يتصوَّرْها كما لو صلَّيْتَ أمامه، وقال -رحمه الله-: التعليم بالفعل له شأن عظيم، وليس الخبر كالمعاينة.
     

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك