رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: forqan 22 سبتمبر، 2024 0 تعليق

بالتعاون مع وزارة الأوقاف – تراث الأندلس تقيم محاضرة: الصبر على البلاء

  • يجب على العبد أن يصبر على المصيبة والبلاء ولا يجزع والصبر لا يتم إلا بحبس القلب والجوارح عن فعل ما يغضب الرب سبحانه من الأمور التي فيها جزع وتسخط
 

بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أقام فرع جمعية إحياء التراث الإسلامي في منطقة الأندلس يوم الأربعاء الماضي 15 ربيع أول الموافق 18 سبتمبر، محاضرة بعنوان: (الصبر على البلاء)، للشيخ أسامة الشطي، وقد وجه الشطي العديد من الرسائل لمن اتبلاه الله -تعالى- ببلاء، وكان مما قال: أيها المبتلى إن الله -سبحانه- خلق خلقه في هذه الحياة للابتلاء كما قال -تعالى-:{الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًاً}، ثم إن ابتلاء الله قد يكون بالخير وقد يكون بالشر كما قال -تعالى-: { وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً}.

       ثم بين الشطي أنَّ المؤمن إذا ابتلي بخير حمد الله وشكره فكان خيرًا له، وإذا ابتلي بضر صبر وشكر فكان خيرًا له، وفي ذلك يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له»، فإذا ابتلي العبد بضر أصابه كمرضه أو مرض قريب أو وفاة حبيب أو خسارة في تجارة أو غيره، فالواجب عليه الصبر ولا يجوز له الجزع والتسخط، وإذا صبر فليبشر بالأجر الكبير والثواب الجزيل.

تكفير الخطايا والسيئات

       وذكر الشطي أنه ما من بلاء يبتلي الله به العبد فيصبر عليه العبد، إلا كفَّر الله به من خطاياه، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ما يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ»، وأخبر الله -تعالى- أن الصابرين يعطون أجرهم دون حساب قال -تعالى-: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}، قال الأوزاعي -رحمه الله-: «ليس يوزن لهم ولا يكال، وإنما يغرف لهم غرفًا».

حالهم في الآخرة

بل من كثرة أجور أهل البلاء في الآخرة يود أهل العافية لو كانوا من أهل البلاء الشديد، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يَوَدُّ أَهْلُ الْعَافِيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يُعْطَى أَهْلُ الْبَلاءِ الثَّوَابَ، لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ فِي الدُّنْيَا بالمقاريض».

أحوال العبد في المصيبة

ثم بين الشطي أن للعبد مع المصيبة أربع أحوال:
  • الحال الأولى: الجزع والتسخط: وهي حال محرمة، وصاحبها متوعد بسخط الله عليه كما في الحديث: «ومن سخط فله السخط».
  • الحال الثانية: الصبر: وهي حال واجبة، فيجب على العبد أن يصبر على المصيبة والبلاء ولا يجزع، والصبر لا يتم إلا بثلاثة أمور: حبس النفس والقلب عن التسخط، وحبس اللسان عن الشكوى والتشكي، وحبس الجوارح عن فعل ما يغضب الرب -سبحانه- من الأمور التي فيها جزع وتسخط.
  • الحال الثالثة: الرضا، وهي حال مستحبة، والرضا أكمل من الصبر فالصبر يجد العبد معه مرارة المصيبة، أما الرضا فلا يجد العبد معه مرارة المصيبة، والراضي متوعد برضا الله عنه كما في الحديث: «فمن رضي فله الرضى».
  • الحال الرابعة: الشكر، وهي حال أكمل الخلق، فيشكرون الله على ما أصابهم من المصائب.

مما يعين على الصبر

       وختم الشطي محاضرته بذكر الأمور التي تعين على الصبر والرضا والشكر وذكر منها: استحضار النصوص الواردة في فضل ذلك، وأن ينظر العبد في مصيبة غيره، فمن رأى مصيبة غيره، هانت عليه مصيبته، فعلى المبتلى أن يصبر ويتصبر، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك