رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر الشرعي 17 سبتمبر، 2024 0 تعليق

حقيقة اتبــاع النبـي صلى الله عليه وسلم 

الاتباع: هو الاقتداء والتأسي بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في الاعتقادات والأقوال والأفعال، مع توفر القصد والإرادة في ذلك كله، قال -تعالى-: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (الأحزاب: 21)، فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو الميزان الأكبر الذي توزن عليه الأعمال فمهما قال قائل قولاً، أو فعل فعلاً، أو ادعى دعوى، فلا قيمة لها حتى تزن كلامه وفعله بالميزان الأكبر وهو رسول الله - صلى الله عليه وسلم .

الإذعان والانقياد

        واتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - والإذعان والانقياد لهديه وسنته من مقتضيات الإسلام والاستسلام، وركن من أركان الإيمان، وشرط في قبول الأعمال، قال -تعالى-: {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}، وقال -تعالى-: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (النساء:65)، وقال -عليه الصلاة والسلام-: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين».

التصديق الذي لا يخالطه شك

        اتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - يعني تصديقه فيما أخبر به تصديقا لا يخالطه شك؛ إذ إنه لا معنى للإيمان إلا بتصديق ما جاء به - صلى الله عليه وسلم -، قال -تعالى مخبرًا عن خير من آمن به وصدقه-: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ}(الزمر:33)، ولا شك أن كل ما أخبر به -صلوات ربي وسلامه عليه- حق لا كذب فيه فهو الصادق المصدوق وأمين الله على وحيه، قال -تعالى-: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}(النجم:3-4).

الطاعة

        وحقيقة الاتباع للنبي - صلى الله عليه وسلم - تعني طاعته فيما أمر، قال -تعالى-: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ}(الحشر:7)، أي: مَهْمَا أَمَرَكُمْ بِهِ فَافْعَلُوهُ، وَمَهْمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ، فَإِنَّهُ إِنَّمَا يَأْمُرُ بِخَيْرٍ، وإنما ينهى عن شر، وفي الحديث عن عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يُؤمِنُ أحدُكُم حتَّى يكونَ هواهُ تَبَعًا لما جئتُ بهِ»، وإذا ما قدم العبد أمر نبيه على هواه وشهواته تكاملت جوانب الإيمان في وجدانه.

اجتناب ما نهى عنه وزجر

ومتابعته - صلى الله عليه وسلم - تعني اجتناب ما نهى عنه وزجر، قال -تعالى-: {وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}(الحشر:7)، وصح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «ما نَهَيْتُكُمْ عنْه فاجْتَنِبُوهُ». كما أن من صدق اتباعه - صلى الله عليه وسلم - ألّا يُعْبَد الله إلا بما شرع؛ حيث إن كل عمل لم يشرعه مردود على صاحبه، عن أم المؤمنين عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ عَمِلَ عَمَلا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ». فالخير كل الخير في اتباع سنته - صلى الله عليه وسلم -، فهي الشرع الكافي، والمنهج الهادي، والعلم الوافي، ولقد أكمل الله الدين، وأتم علينا النعمة، وبلَّغ نبينا - صلى الله عليه وسلم - الرسالة، وأدى الأمانة، ولم يترك خيرا إلا دلنا عليه، ولا شرا إلا حذرنا منه، قال -تعالى-: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك