مخاطر (الإنترنت المظلم) على الشباب وسبل الوقاية منها
- يبلغ عدد المواقع المتعلقة بالجرائم على الإنترنت المظلم بحسب بعض التقارير 140000 موقع ما يُظهر حجم النشاط غير القانوني
- وفقًا لتقارير يُقدَّر أن حجم التجارة غير القانونية عبر الإنترنت المظلم يصل إلى 2.5 مليار دولار سنويا مع كون المخدرات والأسلحة من أكثر السلع تداولًا
- لابد من دعم البحث والتطوير في مجال تقنيات مكافحة جرائم الإلكترونية والإنترنت المظلم وتفعيل التعاون الدولي وتطوير الاستراتيجيات المشتركة لمكافحة جرائم الإنترنت المظلم
- من أكثر الجوانب المروعة للشبكة المظلمة هو دورها في استغلال الأطفال بعيدا عن أعين الرقابة ما يسمح لهم بمشاركة مواد إساءة معاملة الأطفال بمنأى عن العقاب
شُغل الرأي العام العربي قبل فترة وجيزة بكثير من الجرائم الإلكترونية التي لم تقتصر على الجانب المالي والمادي فقط، وإنما تعدّت ذلك إلى القتل واستغلال الفتيات والأطفال، وتجدر الإشارة هنا إلى أن محركات البحث العادية التي نستخدمها، تقع ضمن نطاق الإنترنت السطحي الظاهري (Surface Web) وهي ما يمثل قمة الجبل الجليدي، بينما هناك عالم أكبر وأشد خصوصية يتمثل فيما يسمى بـالإنترنت العميق (Deep web) وهو الجزء الخفي والأكثر تعقيدًا، ويندرج تحته ما يطلق عليه عالم الإنترنت المظلم (Dark Web)؛ حيث يقوم قراصنة الإنترنت من خلاله بإخفاء هويتهم وأماكنهم للقيام بعمليات الابتزاز الإلكتروني والاحتيال الرقمي وشتى المحظورات وصنوف الجريمة.
حقائق مروّعة
وإليك بعض الإحصاءات والحقائق المتعلقة بعالم الإنترنت المظلم:- الإنترنت المظلم يشكل حوالي 6% تقريبًا من إجمالي الإنترنت، ومع ذلك، يُعتبر جزءًا من الشبكة المظلمة التي تشمل أيضًا الإنترنت الخفي (Deep Web) الذي يحتوي على معلومات غير مرئية لمحركات البحث.
- يبلغ عدد المواقع المتعلقة بالجرائم على الإنترنت المظلم، بحسب بعض التقارير 140000 موقع؛ ما يُظهر حجم النشاط غير القانوني.
- وفقًا لتقارير، يُقدَّر أن حجم التجارة غير القانونية عبر الإنترنت المظلم يصل إلى 2.5 مليار دولار سنويًا، مع كون المخدرات والأسلحة من أكثر السلع تداولًا.
- تشير بعض الدراسات إلى أن عدد مستخدمي الإنترنت المظلم ارتفع بنسبة 30% في السنوات الأخيرة، وقد تزايدت أعداد الذين يستخدمون شبكات مثل (تور) و(في بي إن) لأغراض مختلفة، بما في ذلك الأنشطة القانونية والبحث عن الخصوصية.
- وفقًا للدراسات، فإن حوالي 27% من مواقع الإنترنت المظلم توفر خدمات القرصنة، مثل سرقة المعلومات والاختراق.
- تُظهر بعض الإحصاءات أن الجرائم المرتبطة بالإنترنت المظلم تكلف الاقتصاد العالمي حوالي 600 مليار دولار سنويًا، وهو ما يعد تهديدًا كبيرًا للأمن المالي للعالم.
- يعتقد أن حوالي 90% من مبيعات المخدرات عبر الإنترنت تحدث على الإنترنت المظلم، بينما تشير التقديرات إلى أن قرابة 25.000 شخص يُعتبرون ضحايا لتعقب البشر على الإنترنت المظلم سنويا.
- يُستخدم حوالي 95% من المعاملات على الإنترنت المظلم باستخدام (البيتكوين)، ما يجعله العملة الأكثر شيوعًا في الموافقات.
- 73% من مستخدمي الإنترنت المظلم قالوا إنهم على دراية بوجود أنشطة إجرامية على هذه الشبكة، مما يدل على أن الوعي بمخاطر الإنترنت المظلم مستمر في الازدياد.
- يكافح خبراء الأمن المعلوماتي في مختلف البلدان لتحديد مواقع الخوادم، وإغلاق المواقع الضارة، واعتقال المسؤولين عنها، ومع ذلك، تظل الشبكة المظلمة (الدارك ويب) محورًا خطيرًا للتنظيمات الإرهابية وقراصنة الإنترنت وشبكات الإجرام الدولية.
كيف نحمي أبناءنا من مخاطر الإنترنت المظلم؟
مع تزايد استخدام أبنائنا - من الأطفال والشباب - للتكنولوجيا والإنترنت في هذا العصر الرقمي، فقد أصبح دور الآباء أكثر أهمية من أي وقت مضى في حماية أبنائهم من المخاطر المحتملة، وذلك قياما بما أمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته»، ومن هذا المنطلق ينبغي التركيز على الأمور التالية:- التواصل الفعّال: يجب أن تكون العلاقة بينك وبين أبنائك مبنية على الصراحة والمكاشفة بشأن استخدام الإنترنت، مع توضيح مخاطر وأهمية حماية المعلومات الشخصية.
- التثقيف العام وتنمية الوعي الأسري: من المهم تعريف الأبناء بمخاطر الشبكة المظلمة، والتحذير من الدخول إلى المواقع المشبوهة والمجهولة، وإعطاء نبذة موجزة عن طرائق الاحتيال ومحاولات الخداع التي قد يتعرض لها المرء على شبكة الإنترنت.
- برامج الرقابة: تُعد برامج الرقابة الأبوية أداة ضرورية لتصفية المحتويات الضارة، وتحديد أوقات استخدام الأجهزة، ومراقبة نشاطات الطفل على الإنترنت، والتأكد من عدم تثبيت برامج (تور) على الأجهزة المنزلية.
- إبقاء الأجهزة في أماكن مشتركة: يُفضل وضع الحواسيب والأجهزة اللوحية في غرف مشتركة بالمنزل حيث يمكن مراقبة استخدامها بشكل غير مباشر، وعدم عزل الأبناء أو الأطفال في غرف مغلقة بعيدة عن السمع والنظر.
- البقاء على اطلاع: من المهم الاطلاع المستمر على أحدث التهديدات وتدابير السلامة على الإنترنت، نظراً للتطور السريع في التقنيات والتحديات المرتبطة بها.
- تشجيع الحوار: ينبغي على الآباء أن يشجعوا أبناءهم على التحدث بصراحة عن تجاربهم على الإنترنت، دون خوف من العقاب. من المهم أن يشعر الأبناء بالراحة في الحديث عن أي شيء يواجهونه أو يشعرون بالقلق بشأنه.
- الاستماع والمشاركة: ينبغي على الآباء أن يستمعوا لمخاوف أطفالهم واهتماماتهم، وأن يشاركوا معهم تجاربهم وأفكارهم حول استخدام التكنولوجيا بشكل آمن.
- الكشف عن السلوكيات المقلقة: يجب على الآباء أن يكونوا على دراية بالإشارات التي قد تدل على أن أبنائهم قد يكونون في خطر، مثل تغيرات في السلوك أو انخفاض الأداء الدراسي؛ فإذا لاحظ ولي الأمر أي اختلاف كبير في الوضع الصحي أو النفسي أو إيثار العزلة وترك الصلوات أو التغيب خارج المنزل أو العزوف الاجتماعي، أو الحرص على تداول العملات الرقمية لدى أحد من الأبناء فإن عليه معرفة السبب الحقيقي وراء ذلك.
- الحذر من أصدقاء السوء: ينبغي على ولي الأمر الحرص على معرفة طبيعة أصدقاء أبنائه وسلوكهم العام ومدى التزامهم بالأخلاق وأداء العبادات؛ فالصاحب ساحب، والمرء على دين خليله.
- الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة: إذا لاحظ الآباء أي نشاط مقلق سواء كان تنمرًا إلكترونيا أو تواصلًا مع غرباء، يجب عليهم اتخاذ إجراءات فورية، مثل تقديم بلاغ للجهات المعنية أو تقييد الوصول لبعض المواقع.
نتائج وتوصيات
- أحدث التطور التكنولوجي المتسارع في العالم الافتراضي، وتقنيات الذكاء الاصطناعي إلى تغيّرات ثورية كبيرة في شتى المجالات المشروعة وغير المشروعة ومنها عالم الجريمة.
- تبرز الإحصاءات المتعلقة بالإنترنت المظلم مدى تعقيد هذا الفضاء وأثره الكبير على الأمن القومي، والاقتصاد العالمي، كما تُظهر الحاجة إلى وعي أكبر وفهم للمخاطر المرتبطة باستخدامه؛ فيما يعدّ الوعي والتثقيف أدوات أساسية في مواجهة التحديات التي تطرحها الأنشطة غير القانونية على الإنترنت.
- تعتمد كثير من الجرائم الدولية كتجارة الأسلحة والمخدرات وغسيل الأموال وتجارة الأعضاء وشبكات استغلال الفتيات والأطفال، وأعمال التجسس، والمنظمات الإرهابية، على شبكة الإنترنت المظلم..
- يسهل الإنترنت المظلم لقراصنة ومرتزقة الإنترنت تبادل المعلومات وبيع الخدمات غير المشروعة وسرقة البيانات واختراق الحسابات وتسريب البيانات.
- لابد من دعم البحث والتطوير في مجال تقنيات مكافحة جرائم الإلكترونية والإنترنت المظلم، وتفعيل التعاون الدولي ومشاركة المعلومات وتطوير الاستراتيجيات المشتركة لمكافحة جرائم الإنترنت المظلم.
- ينبغي العمل على تكثيف البرامج التعليمية والدينية والقيمية والتربوية من أجل حماية أبنائنا وأطفالنا من مخاطر شبكة الإنترنت عموما والإنترنت المظلم على وجه الخصوص.
- من أكثر الجوانب المروعة للشبكة المظلمة هو دورها في استغلال الأطفال بعيدا عن أعين الرقابة، ما يسمح لهم بمشاركة وتداول مواد إساءة معاملة الأطفال بمنأى عن العقاب.
- استخدام الإنترنت المظلم قد يؤدي إلى تراجع التواصل الاجتماعي، حيث يميل الأفراد المهتمون بالأنشطة السرية إلى الانعزال عن المجتمعات التقليدية خشية التعرض للفضح أو الاعتقال.
- التثقيف حول المخاطر المحتملة للإنترنت المظلم يساعد الأفراد على اتخاذ قرارات مستنيرة، كما يمكن للمؤسسات الدينية والتعليمية والرقابية والمسؤولين عن حماية الطفل تقديم ورش عمل توعوية حول هذا الموضوع.
لاتوجد تعليقات