شباب تحت العشرين – 1233
العلم بالتوحيد نجاة من الشرك
الواجب على الشاب المسلم أن يكون على علم بتوحيد الله -عز وجل- وما يقرِّب إليه، فإن من أعظم أسباب انتشار الشرك بين المسلمين الجهل بما يجب لله من التوحيد، وقد كان - صلى الله عليه وسلم - حريصًا على بيان التوحيد الخالص، وحريصًا على بيان الشرك وقطع أسبابه.
«وأنهاك عن الشرك والكبر»
من وصايا نبي الله نوح -عليه السلام- لابنه وهو يعظه قبل موته، قوله: آمرك باثنتين، وأنهاك عن اثنتين: آمرك بـ «لا إله إلا الله»؛ و«سبحان الله وبحمده»؛ وأنهاك عن الشرك، والكبر، فيا لها من وصية عظيمة لو انتبه لها الشباب! فالشرك أعظم ما عصي به الله منذ بدء الخليقة إلى يومنا هذا، حتى وصف الله هذا الذنب بالظلم العظيم، فقال -تعالى-: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} (لقمان: 13)، وما ذلك إلا لما فيه من الجناية العظيمة في حق الخالق -جلَّ جلاله-؛ فالله هو الذي خلق، وهو الذي رزق، وهو الذي يحيي، وهو الذي يميت، ومع كل هذه النعم، وهذه المنن، والمشرك يجحد ذلك وينكره، بل ويصرف عبادته وتعظيمه لغير الله -سبحانه-، فما أعظمه من ظلم وما أشده من جور، لذلك كانت عقوبة المشرك أقسى العقوبات وأشدها، ألا وهي الخلود الأبدي في النار، قال -تعالى- في بيان ذلك: {إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} (المائدة: 72)، وكل ذنب مات العبد من غير أن يتوب منه حال الحياة فإمكان العفو والمغفرة فيه يوم القيامة واردٌ إلا الشرك والكفر؛ فإن الله قد قطع رجاء صاحبه في المغفرة، قال -تعالى-: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} (النساء:48).الشرك الأصغر
الشرك الأصغر هو كل ما نهى عنه الشرع مما هو ذريعة إلى الشرك الأكبر، ووسيلةٌ للوقوع فيه، وسماه الله ورسوله شركًا، وهو غير مخرج من ملة الإسلام، بل صاحبه لا يزال في دائرة الإسلام، ومن أمثلته الحلف بغير الله والرياء، وهو أن يقصد بعبادته عَرَضَ الدنيا، من تحصيل جاه أو نيل منزلة، قال -تعالى-: {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (الكهف: 110)، وروى الإمام أحمد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، قالوا: وما الشرك الأصغر؟ يا رسول الله، قال: الرياء، يقول الله -عزوجل لهم يوم القيامة-: «إذا جُزِيَ الناس بأعمالهم اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء؟»أنواع الشرك المخرج من الملة
(1) شرك في الربوبية: وهو اعتقاد أن ثمة متصرف في الكون بالخلق والتدبير مع الله -سبحانه-، وهذا الشرك ادعاه فرعون لنفسه: {فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} (النازعات: 24) فأغرقه -سبحانه- إمعانًا في إبطال دعواه؛ إذ كيف يغرق الرب في ملكه الذي يسيره؟! (2) شرك في الألوهية: وهو صرف العبادة أو نوع من أنواعها لغير الله، كمن يتقرب بعبادته للأصنام والأوثان والقبور ونحوها، بدعوى أنها تقرِّب من الله، فكل هذا من صور الشرك في الألوهية، فالله -تعالى- لم يجعل بينه وبين عباده في عبادته واسطة من خلقه. (3) شرك في الأسماء والصفات: وهو اعتقاد أن ثمة مخلوقا متصفا بصفات الله -عز وجل- كاتصاف الله بها، كمن يعتقد أن بشرًا يعلم من الغيب مثل علم الله -عزوجلَّ-، أو أن أحدا من الخلق أوتي من القدرة؛ بحيث لا يستعصي عليه شيء، فكل هذا من الشرك بالله، وكل من يدعي ذلك فهو كاذب دجَّال .وصايا للشباب
قال الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر: أيها الشاب عليك أن تكون قريبًا من أهل العلم وأكابر أهل الفضل؛ تستمع إلى أقوالهم، وتسترشد بفتاواهم، وتنتفع بعلومهم، وتستشيرهم فيما أهمَّك، وعليك أن تكون حريصًا على مرافقة الأخيار ومصاحبة الأبرار، وأن تجتنب أهل الشر والفساد؛ فإن في صحبة أهل الشر العطب، وعليك أن تكون على حذر شديد من هذه الوسائل التي غزي الشباب من خلالها ولا سيما شبكة المعلومات؛ ليسلم لك دينك ولتكون في عافية من أمرك، فالعافية لا يعدلها شيء.من الدروس التربوية لقصة الذبيح إسماعيل -عليه السلام
حوت قصة الذبيح إسماعيل مع والده إبراهيم- عليهما السلام- دروسًا تربوية عديدة، أبرزها الاستسلام والانقياد لطاعة الله وأوامره: فإبراهيم وإسماعيل- عليهما السلام- يعلمان تمام العلم أنّ رؤيا الأنبياء حق، وهي وحي من الله وليس من الشيطان؛ لذلك كانت إجابة إسماعيل على طلب والده {يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى}، بالاستجابة التامة لهذا الطلب؛ حيث رد قائلاً: {قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ}، وهذا يدلل على أنّ إسماعيل، قد تربى تربية إيمانية عالية منذ صغره، جعلته يستجيب لأمر الله -عز وجل- دون تردد.لسان العاقل
عن الحسن البصري -رحمه الله- قال: «لِسَانُ الْعَاقِلِ مِنْ وَرَاءِ قَلْبِهِ، فَإِذَا أَرَادَ الْكَلامَ؛ تَفَكَّرَ، فَإِنْ كَانَ لَهُ قَالَ، وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ أَمْسَكَ، وَقَلْبُ الْجَاهِلِ مِنْ وَرَاءِ لِسَانِهِ، فَإِنْ هَمَّ بِالْكَلامِ؛ تَكَلَّمَ، لَهُ وَعَلَيْهِ»، يدل لهذا قوله - صلى الله عليه وسلم -: «فليقل خيرا أو ليصمت» وقد أخذ الامام الشافعي -رحمه الله- معنى الحديث فقال: «إذا أراد أن يتكلم فليفكر فإن ظهر له أنه لا ضرر عليه تكلم، وإن ظهر له فيه ضرر أوشك فيه أمسك».الإيمان قول وعمل ويزيد وينقص
قال الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله-: من أصول الإيمان عند أهل السنة والجماعة أنَّ الإيمان يزيد وينقص كما دلت عليه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في مواضع كثيرة، فإذا اجتهد في طاعة الله زاد إيمانه، وإذا أتى بعض المعاصي أو ترك بعض الواجبات نقص إيمانه، فالإيمان: قول وعمل، قول القلب واللسان، وعمل القلب والجوارح، يزيد وينقص، فإذا اتقى الله وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر وأحب في الله وأبغض في الله زاد إيمانه، وإذا فعل بعض المعاصي وتقاعس عن الجهاد أو ما أشبه ذلك نقص إيمانه، وهكذا.من آداب السؤال في الإسلا م
من آداب السؤال في الإسلام أن يكون غرض السؤال شرعي صحيح: فلا يَقْصِدُ منه التَّعنُّتَ، وإِضاعَةَ الوقت، وأنْ يَتَبَيَّنَ به جَوانِبَ الموضوع ومُلابَساتِه؛ كما كانَتْ عائِشَةُ- رضي الله عنها- لاَ تَسْمَعُ شَيْئًا لاَ تَعْرِفُهُ إِلاَّ رَاجَعَتْ فِيهِ حَتَّى تَعْرِفَهُ، فَلَمَّا سَمِعَت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ حُوسِبَ عُذِّبَ»، قَالَتْ: أَوَ لَيْسَ يَقُولُ اللَّهُ-تعالى-: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} (الانشقاق:8)، فَقَالَ: «إِنَّمَا ذَلِكَ العَرْضُ، وَلَكِنْ مَنْ نُوقِشَ الحِسَابَ يَهْلِكْ».
لاتوجد تعليقات