(الفرقان) تنفرد بحوار صحفي مع الدكتور ذاكر نايك – أحمد ديدات هو معلمي الأول وابن باز والعثيمين من أصحاب الفضل عليَّ
رجل في الخمسينات من العمر، تحتاج كاميرات التصوير الحديثة لتقنية عالية لإجمال مليون شخص يحضرون محاضرةً له، هو إحدى الشخصيات الأكثر تأثيرًا في العالم الإسلامي، يُوصف بأنه ديدات الأصغر؛ فهو تلميذ الداعية الراحل الجنوب أفريقي أحمد ديدات، الذي قال عنه قبل رحيله: «ما فعلتَه يا بني في أربع سنين استغرق مني أربعين سنة لتحقيقه»،إنه الداعية والخطيب والمنظر الإسلامي الهندي، ذاكر عبد الكريم نايك، وبالرغم من أنه مقلٌّ جدًا في مثل هذه المقابلات الصحفية، إلا أنه أتاح لمجلة الفرقان هذه الفرصة للقائه والحوار معه.
- فضيلة الشيخ، في البداية نريد أن يتعرف قراء الفرقان، على د. ذاكر نايك؟
- اسمي ذاكر عبد الكريم نايك، ولدتُ في أسرة مسلمة لأبوين مسلمين، في أكتوبر لعام 1965م، وحصلت على بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة مومباي، إلا أنني بعدما انتهيت من دراستي ببضعة أشهر، سلكت طريق الدعوة إلى الله -عزوجل-، ولم أكمل في عملي بوصفي طبيبا، رغم حبي للطب، وحب أسرتي له، إلا أن كل شيء بقدر.
- ما السبب الذي غير اتجاهك بوصفك طبيبا إلى داعية ومنظّر إسلامي؟
- السبب الرئيس هو الداعية المعروف أحمد حسين كاظم ديدات، والمشهور باسم (أحمد ديدات)؛ فهو في الحقيقة الذي أثّر فيّ، وهو الذي كان سببًا في تحولي من طبيب للجسد إلى طبيب للروح إن صح التعبير؛ فبسببه تغيرت حياتي تماما، وفي الحقيقة هو –رحمه الله- لم يكن سببا في تغيير حياتي أنا فقط، بل في تغيير حياة الكثير من المسلمين وغير المسلمين حول العالم، فأنا أعتقد أن (ديدات) رمز للمسلمين جميعا، وأرى إنه مجدد لهذه الأمة، وقد استطاع -بفضل من الله- دحض الكثير من المزاعم التي تحدث بها أعداء دين الله، كما وقف وحده في كثير من المناظرات أمام رموز كبار من معتنقي الأديان الأخرى، بل ووقف أمام حملات التنصير في إفريقيا.
- هل كان ديدات هو الدافع الوحيد لك في طريق الدعوة إلى الله وما أنت عليه الآن؟
- لا، الأمة الإسلامية مليئة بالعلماء، وقد التقيت بالشيخ محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله- في المملكة العربية السعودية، وكذلك الشيخ عبد العزيز ابن باز –رحمه الله-، وحضرتُ لهما العديد من الشروح واللقاءات، وهما صاحبا فضل على أمثالي، وكذا العديد من علماء المسلمين في بلاد العرب، وقد كان لهم فضل كبير عليّ بعد فضل الله -عز وجل- ثم فضل الشيخ أحمد ديدات –رحمه الله.
- ما هي أبرز الجهود الدعوية لكم بالهند ؟
- نفذنا العديد من الأنشطة الدعوية الكثيرة التي تدل الناس على الإسلام؛ فعلى سبيل المثال كنت أنظم مؤتمرًا سنويا عالميًا في الهند، وكان يحضره ما يزيد عن مليون هندي، ويستمر المؤتمر لمدة 10 أيام متواصلة، وبحضور أكثر من مائتي عالم سُني منهم الداعية الأميركي (يوسف إستس) وعدد من الدعاة العرب، وكان المؤتمر يتكرر سنويا، ودخل بسببه في الإسلام ألوف مؤلفة، وكنا نذيعه على الهواء، وكان عدد مشاهداته للعام الواحد أكثر من مائة مليون مشاهدة.
فضلا عن تأليف الكتب التي تتحدث عن الإسلام، وترد الشبهات التي تثار حوله، وقد حرصت على أن تكون حقوق الطبع لهذه الكتب غير محفوظة؛ ليطبعها من أراد في أي بلد وفي أي وقت، فضلا عن المحاضرات والمناظرات المترجمة باللغات جميعها.
هذه الأنشطة التي دعت عشرات الألاف يوميا من الهنود وغيرهم للإقبال على الإسلام.
- ماذا عن جهودك الدعوية بعد أن خرجت من الهند؟
- في الدعوة إلى الله، سواء كان ذلك في الهند، أم في ماليزيا، أم في غيرها، المهم هو أن يستعملنا الله وألا يستبدلنا في أي بلد من بلاد المسلمين.
ولله الفضل والمنة، ازدادت الدعوة والحمد لله أضعاف أضعاف ما كانت عليه من قبل؛ فقنواتنا الناطقة باللغة الانجليزية وصل عدد متابعيها إلى مائة مليون، وكذلك الناطقة بالبنغالية وصلت إلى ثمانين مليون مشاهد تقريبا، وأما الفرنسية فوصلت إلى 70 مليون مشاهد، وكذلك الناطقة بالأوردو وصلت إلى 50 مليون مشاهد، كما قمنا بإنشاء قناة جديدة ناطقة بالصينية وقد وصلت حتى الآن إلى 15 مليون مشاهد- بفضل الله.
هذا فضلا عن قنواتنا المترجمة للعديد من اللغات على موقع (يوتيوب) وصفحات التواصل الاجتماعي (فيس بوك) و(تويتر)، وهذه يتابعها الملايين، فضلا عن مئات الألوف، بل الملايين والله يدخلون في الإسلام يوميا والحمد لله.
- من الذي يساعدك في دعم هذه القنوات ورعايتها؟
- أغلب هذا الدعم في الحقيقة من الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، وقد حصلت على جائزة الملك فيصل لعام 1436هـ، كما كرمني خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وكذلك حصلت على تكريم رسمي من دولة الإمارات العربية المتحدة، كما زرت العديد من الدول العربية كالسعودية، والإمارات، ومصر، والكويت، وغيرهم ، ورأيت في هذه البلاد ترحابا وحبًا للإسلام ولأهل الإسلام.
- ما الرسالة الأخيرة التي توجهها لعموم المسلمين؟
- الرسالة المهمة عندي لكل مسلم، أن يحمل همّ دين الله -عز وجل-، وأن يعمل لأجله، وألا يكون مكر الليل والنهار عائقًا أو سببًا لليأس؛ فدين الله -سبحانه وتعالى- تكفل الله وحده بنصرته، إلا أننا نرجو الله أن يستخدمنا وألا يستبدلنا.
من هو ذاكر نايك؟
أتم د. ذاكر نايك تعليمه بالهند؛ حيث استطاع أن يلتحق بجامعة مومباي، وتخرج منها بدرجة بكالوريوس في الطب، واستطاع بعد فترة قصيرة أن يحصل على درجة بكالوريوس في الجراحة أيضا من جامعة مومباي نفسها، وفي عام 1993 انصب تركيز دكتور ذاكر نايك على الدعوة الإسلامية، والآن أصبح المدير لمؤسسة البحث الإسلامية: (Islamic Research Foundation) فى الهند، وقد وضح هدفه من خلال تصريحه الذى قال فيه: «التركيز على الشباب المسلم المتعلم الذين يشعرون بأن دينهم قد عفا عليه الزمن أو أنهم يشعرون بالحرج منه».
محاضراته
ألقى نايك ما يزيد عن 1000 محاضرة حول مناظرات بين الإسلام والعلم الحديث ومنها: (الإسلام والمسيحية)، و(الإسلام والعلمانية)، و(الإسلام والهندوسية) و (الدعوة الإسلامية)، ويناقش القضايا المتعلقة بالإسلام، وقد حاضر في دول عديدة مختلفة مثل: أمريكا، وكندا، وبريطانيا، وجنوب إفريقيا، والسعودية، والإمارات، وماليزيا، والفلبين، وسنغافورة، وأستراليا، والعديد من الدول الأخرى، وبفضل الله أسلم على يد دكتور نايك الآلاف من البشر من مختلف الجنسيات، إما عن طريق مقابلات شخصية معه، أو من خلال المحاضرات والأشرطة والفديوهات التي يقوم بتسجيلها، ومن أشهر المناظرات وأعظمها التي قام بها دكتور نايك من أجل نصرة الإسلام كانت بتاريخ 1 أبريل2000 تحت عنوان (القرآن والإنجيل في ضوء العلم) The Quran and the Bible in the light of Science وكانت المناظرة ضد (وليام كامبل) في مدينة (شيكاغو) في (الولايات المتحدة الأمريكية).
مراكزه
في عام 2009 بجريدة (إنديان إكسبريس) احتل دكتور نايك المرتبة 82 في قائمة (المئة هندي الأكثر قوة).
في قائمة (أعلى 10 معلمين روحيين) احتل دكتور نايك المرتبة الثالثة، وكانت القائمة بأكملها غير مسلمين وهو المسلم الوحيد بينهم.
لاتوجد تعليقات