الكويت تفقد أحد أهم رموزها الوطنية والخيرية .. سمو الشيخ: سالم العلي السالم الصباح – في ذمة الله
فقدت الكويت يوم الاثنين الماضي 12 أغسطس 2024 الموافق: 8 من صفر 1446هـ، عميد أسرة آل الصباح الكرام سمو الشيخ: سالم العلي السالم الصباح (رئيس الحرس الوطني) الذي انتقل إلى جوار ربه الكريم عن عمر ناهز 98 عامًا، أمضاها في خدمة بلاده وتعزيز أمنها ووحدتها وتلاحم أبنائها، وطوال مسيرته العامرة بالعطاء تقلد الشيخ -رحمه الله- عددًا من المناصب الرسمية، فضلا عن المناصب الفخرية، كما كانت له الكثير من الأعمال الخيرية والمشاريع المجتمعية التي أقامها على نفقته الخاصة داخل الكويت وخارجها.
ولد الشيخ سالم العلي -رحمه الله- عام 1926 في فريج الشيوخ، وبدأ تعليمه وفق التقاليد السائدة حينذاك في فريج الخميس، على يد الملا حمادة، ثم الملا مرشد محمد السليمان، وقد التحق الشيخ العلي -رحمه الله- بالمدرسة المباركية التي كانت أول مدرسة نظامية أنشئت في الكويت، ثم انتقل للدراسة في المدرسة الأحمدية، وتلقى عن معلمي المدرستين المواد الأدبية والعلمية، وبعد ظهور النفط في أوائل الخمسينيات وبدء إسهام عوائده في عملية التنمية في الكويت، التحق -رحمه الله- بسلك الخدمة العامة، وترأس خلال تلك الفترة الكثير من المشاريع التي تمحورت حول بناء الكويت، وإدخال أساليب الحياة العصرية والمدنية إليها.نائبًا للشيخ فهد السالم
وفي منتصف الخمسينيات ارتبط سمو الشيخ سالم العلي في بداية حياته العملية بالمغفور له الشيخ فهد السالم المبارك الصباح في أول أعماله؛ حيث تولى منصب نائب الرئيس للشيخ فهد السالم الذي كان يشغل منصب رئيس دائرتي البلدية والأشغال، وظل -رحمه الله- في ذلك المنصب حتى تولى العام 1959 رئاسة مجلس الإنشاء، وكان من مهامه في ذلك المجلس وظيفة التخطيط التي كانت أهم الأعمال التي أسهمت في نهضة الكويت وتطورها، كما تولى سموه رئاسة دائرة الأشغال التي كانت معنية بتنفيذ الكثير من مشاريع البناء.رئاسة المجلس البلدي
وفي مطلع الستينيات تولى الراحل منصب رئيس المجلس البلدي، الذي كانت قوانينه تنص حينها على أن يتولى رئاسته أحد أفراد الأسرة الحاكمة من آل الصباح الكرام، وتناط به أعمال التنظيم والعمارة والمحافظة على الصحة العامة والنظافة والتجميل، وإنشاء المجمعات العمرانية الجديدة.عضوية المجلس التأسيسي لإعداد الدستور
وبعد استقلال الكويت في عام 1961 ساهم سموه -رحمه الله- في عضوية المجلس التأسيسي الذي أنيط به إعداد الدستور، وتولى حينها منصب وزير الأشغال في أول حكومة شُكلت في البلاد بعد الاستقلال، وذلك في عهد المغفور له أمير الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح -طيب الله ثراه-، وفي الحكومة الثانية التي شكلت في العام 1963 استمر الفقيد في منصبه وزيرا للأشغال؛ حيث كانت البلاد تشهد نهضة عمرانية كبيرة، واستمر في ذلك المنصب حتى العام 1964، كما تولى في العام 1963 منصب أول رئيس فخري لجمعية المهندسين الكويتية.الشيخ سالم العلي -رحمه الله- مع ألأميرين الرحلين الشيخ صباح الأحمد والشيخ نواف الأحمد- رحمهما الله
رئاسة الحرس الوطني
وتتويجًا لمسيرة العطاء الوطنية، تقلد الراحل في العام 1967 منصب رئيس الحرس الوطني؛ حيث عمل على تأسيسه كيانا وطنيا حيويا مسؤولا عن تعزيز الأمن والأمان في البلاد، وترسيخ الاستقرار في ربوعها، وتطوير كوادره ومرافقه، وحرص سموه -خلال ترؤسه للحرس الوطني- على تعزيز مهامه في مساندة الجيش في الدفاع عن الوطن ضد كل من يعتدي على ترابه الطاهر، أو يحاول اختراق حدوده، ومعاونة قوات الشرطة في الحفاظ على الأمن والاستقرار، وحماية الجبهة الداخلية ضد كل الأخطار التي تتهددها، وتأمين الأهداف أو المنشآت الحيوية في البلاد، والاستعداد الدائم لتلبية أي مهمة أخرى يكلف بها من قبل مجلس الدفاع الأعلى.منحه لقب سمو
وتقديرا للجهود الكبيرة التي بذلها -رحمه الله- في سبيل نهضة البلاد وتطورها وتعزيز مكانتها فقد أصدر سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح -طيب الله ثراه- في الأول من ديسمبر عام 2004 أمرا أميريا بمنحه لقب سمو.أياديه البيضاء وأعماله الخيرية
شملت أياديه البيضاء وأعماله الخيرية -رحمه الله- أرجاء الكويت، ومن أهم هذه الجهود ما يلي: - تشجيعا من سموه -رحمه الله- للشباب والمؤسسات المختلفة في الوطن العربي، أسس جائزة سمو الشيخ سالم العلي للمعلوماتية لدعم علوم المعرفة الالكترونية؛ حيث تبلغ قيمة الجائزة السنوية 100 ألف دينار كويتي، وهي الأولى والأكبر من نوعها في الوطن العربي. - تبرع بـ 100 مليون دينار للمحتاجين وأسر الشهداء. - قام بدور بارز في تأسيس مبرة آل الصباح عام 1988، التي كان من أهدافها رعاية عائلات شهداء الكويت والمصابين. - في عام 2008، وبمناسبة شهر رمضان المبارك وعيد الفطر، تبرع -رحمه الله- بمبلغ 500 دينار لكل متقاعد كويتي، يبلغ معاشه التقاعدي أقل من ألف دينار، وكلّف بيت الزكاة بتنفيذ صرف هذه المنحة. - تبرع بمبلغ 30 مليون دينار لصندوق الأسرة، و10 ملايين لصندوق شهداء الحروب في الكويت. - قدم سموه -رحمه الله- عام 2011، دعمًا بمبلغ 100 ألف دينار لبناء مستشفى الرعاية الصحية التابع للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية والجمعية الكويتية لمكافحة التدخين والسرطان. - أنفق -رحمه الله- على مشاريع خيرية عديدة داخل الكويت وخارجها، وقد تعددت تلك المشاريع في مجالات الخير والبر كبناء عدد من المساجد في مناطق مختلفة في الكويت، ومستشفى الشيخ سالم العلي لعلاج النطق والسمع في منطقة الصباح الصحية، وبناء ديوان وصالات اجتماعية متعددة الأغراض للمناسبات، ومكتبة متخصصة في قاعدة الشيخ علي السالم الجوية بوزارة الدفاع، ومكتبة الشيخ سالم العلي في المقر الرئيسي للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية.برقية شكر على تعزية من سمو ولي العهد
تلقى رئيس جمعية إحياء التراث الإسلامي الشيخ: طارق العيسى، برقية شكر من سمو ولي العهد الشيخ: صباح خالد الحمد المبارك الصباح -حفظه الله ورعاه-؛ ردا على برقية تعزية من الجمعية لسموه في وفاة المغفور له -بإذن الله تعالى- سمو الشيخ: سالم العلي السالم المبارك الصباح، وجاء في برقية سموه: تلقينا -بالشكر الجزيل- رسالتكم، وكافة الإخوة (أعضاء جمعية إحياء التراث الإسلامي) المتضمنة كريم تعازيكم؛ بوفاة المغفور له سمو الشيخ: سالم العلي السالم المبارك الصباح -طيب الله ثراه، وأحسن مثواه-؛ وإذ نعرب عن تقديرنا لمواساتكم الصادقة، فإننا ندعو المولى -عز وجل- أن يتغمد الفقيد الراحل بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه، ويسكنه فسيح جناته، ويجزيكم خير الجزاء، ويجنبكم كل مكروه.
سمو الشيخ سالم العلي - رحمه الله- نتوسطاً وفد مجلس إدارة إحياء التراث أثناء زيارتهم له
منحة بمليون دينار من سمو الشيخ سالم العلي الصباح رحمه الله لجمعية إحياء التراث الإسلامي
قدم سمو الشيخ سالم العالي -رحمه الله- منحة بمبلغ مليون دينار كويتي؛ لفك كربة الغارمين من أبناء الكويتيين ممن تعسر عليهم قضاء ديونهم، ولإدخال الفرحة إلى نفوسهم وعائلاتهم، وليكسبوا حريتهم، ويعودوا إلى ممارسة حياتهم من جديد، وقد استجابت جمعية إحياء التراث الإسلامي للمبادرة الكريمة لسموه -رحمه الله- من خلال استلام شيك بمليون دينار كويتي، بتاريخ 5/1/2020، وعليه قامت الجمعية فور استلام المبلغ بتكوين لجنة من الإدارة العليا؛ للإشراف على عملية الصرف.
وقامت الجمعية بتكوين لجنة تنفيذية لتنفيذ قرارات الإدارة العليا، وللتواصل والتنسيق مع الجهات الدائنة من الشركات والبنوك وإنشاء ملفات لتلقي الطلبات التي وردت إليها من المواطنين، وكلفت باستكمال جميع المستندات والوثائق الرسمية المطلوبة الدالة على وجود مطالبات مالية مستحقة للآخر، كما قامت اللجنة التنفيذية بالتنسيق مع وزارة العدل (إدارة التنفيذ)؛ للحصول على كشوف أسماء المواطنين الذين صدرت بحقهم أحكام قضائية، وبعد استكمال ملفات الطلبات والتنسيق مع إدارة التنفيذ بوزارة العدل تم صرف المبلغ؛ حيث بلغ إجمالي عدد المستفيدين من تلك المنحة: 797 مواطنا، ووزعت المبالغ على النحو التالي: أولا: مبالغ تم تسليمها لوزارة العدل - إدارة التنفيذ على هيئة دفعتين: الدفعة الأولى:- عدد المواطنين المستفيدين 436 مواطنا.
- الجهة وزارة العدل إدارة التنفيذ.
- المبلغ بالدينار الكويتي 315000 د.ك.
- عدد المواطنين المستفيدين 150 مواطنا.
- الجهة وزارة العدل إدارة التنفيذ.
- المبلغ بالدينار الكويتي 228000 د.ك.
- عدد المواطنين المستفيدين 45 مواطنا.
- الجهة وزارة العدل إدارة التنفيذ ضبط وإحضار.
- المبلغ بالدينار الكويتي 78000 د.ك.
- عدد المواطنين المستفيدين 166 مواطنا.
- الجهة جمعية إحياء التراث الإسلامي تسديد ديون البنوك والشركات والأفراد.
- المبلغ بالدينار الكويتي 378000 د.ك.
- إجمالي عدد المواطنين المستفيدين 797 مواطنا.
- إجمالي المستفيدين من المنحة.
- المبلغ بالدينار الكويتي 1.000.000 د.ك.
لاتوجد تعليقات