قواعد نبوية (22) الصبر من أعظم العبادات
- الصبر هو الإيمان الكامل واليقين الذي ليس فيه شكٌّ بأنَّ ما أصابك ما كان ليخطئَك وما أخطأك ما كان ليصيبَك وأنَّ كل شيء بقضاءِ وقدَر
- الصبر من الإيمان بمنزله الرأس مِنَ الجسد وإذا قطع الرأس فسَد الجسد كذلك إذا زال الصبرُ فسدتِ الأمور
من القواعد النبوية العظيمة حديث نبوي كريم، يشمل قاعدة يحتاجها الإنسان في أمور الدين وأمور الدنيا، وفي أمور العبادة، وحتى في الأمور المادية في علاقته مع الناس، قال النبي -صلى الله عليه وسلم -: «وما أُعْطِيَ أحدٌ عطاءً هو خيرٌ وأوسَعُ مِنَ الصَّبرِ»، بمعنى أن عطاء الله -تعالى- كثير للناس، منهم من يعطيه الله -تعالى- مالا، ومنهم من يعطيه منصبا، ومنهم من يعطيه نسبا، وغيرها من الخيرات الكثيرة جدا، عطاء الله -تعالى- واسع، لكن ما أُعطي عطاء من الله -تعالى- خيرا وأوسع وأعظم من الصبر.
لذلك الصبر من أعظم العبادات، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ومَن يَصبِرْ يُصبِّرْه اللهُ، وما أُعْطِيَ أحدٌ عطاءً هو خيرٌ وأوسَعُ مِنَ الصَّبرِ»؛ فالصبر يحتاج إلى أن يتحمل الإنسان، وإلى أن يتصبر، وهذا الذي يتصبر، الله -تعالى- يعينه على الصبر.أعظم ما يعين على الصبر
وأعظم ما يعين الإنسان على التصبر والصبر عندما يتذكر الأجر والثواب والحسنات، وما أعده الله -تعالى- لعباده الصابرين. قال الله -تعالى-: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}، الصلاة لها أجور وثواب عندما يصلي الإنسان في جماعة تفضل عن صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة أو بخمس وعشرين درجة، وهكذا سائر العبادات، أما الصبر فليس له حساب {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.علام يصبر الإنسان؟
والسؤال الذي يطرح نفسه: علام يصبر الإنسان؟ هناك ثلاثة أمور ذكرها العلماء تحتاج إلى صبر وتصبر ومصابرة.- أولاً: الصبر على طاعة الله
- ثانيًا: الصبر عن معصية الله
- ثالثًا: الصبر على أقدار الله المؤلمة
حقيقة الصبر وفضائله
- حقيقة الصبر: هو حبسُ النفس عن الجزَع، واللسان عن الشكوى، والجوارح عن المعاصي والذنوب، بمعنى أن يتلقَّى العبد البلاءَ بصدر رحب دون شَكْوى أو سخط.
- وقال العلماء: الصبر هو الإيمان الكامل واليقين الذي ليس فيه شكٌّ بأنَّ ما أصابك ما كان ليخطئَك، وما أخطأك ما كان ليصيبَك، وأنَّ كل شيء بقضاءِ وقدَر.
- الصبر جاءتِ البشرى لأهله: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (البقرة: 155 - 157).
- وأهل الصبر أخْبر الله أنَّه معهم: {إِنَّ اللَّهِ مَعَ الصَّابِرِينَ} (البقرة: 153)، قال ابن القيِّم: «وهي معيَّة خاصَّة، تتضمَّن حِفظَهم ونصْرَهم وتأييدهم»، اهـ.
- وأهل الصبر هم أهلُ اليمين؛ قال -تعالى-: {ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ } (البلد: 17).
- وأهل الصَّبْر هم أهلُ الصلاة والقادرون عليها؛ {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِين} (البقرة: 45).
- وأهلُ الصبر هم الفائزون في كلِّ مكان وزمان؛ {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} (العصر: 1- 3).
- وأهل الصَّبْر هم أهلُ الخير والشُّكر؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه عنه عمرُ بن سعد بن أبي وقَّاص، عن أبيه، قال: قال رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «عجبتُ للمؤمن؛ إذا أصابَه خيرٌ حمِد الله وشَكَر، وإنْ أصابتْه مصيبةٌ حمِد الله وصبَر، فالمؤمن يُؤجَر في كلِّ أمره، حتى يُؤجر في اللُّقمة يرفعها إلى فِي امرأته».
- ويقول عليٌّ بن أبي طالب - رضي الله عنه -: إنَّ الصبر من الإيمان بمنزله الرأس مِنَ الجسد، وإذا قطع الرأس فسَد الجسد، كذلك إذا زال الصبرُ فسدتِ الأمور.
لاتوجد تعليقات