رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر الشرعي 17 يونيو، 2024 1 تعليق

المرأة والأسرة – 1222

فرصة قد لا تتكرر

       إنها أيام ثوابها جزيل، وفضلها كبير، والتفريط فيها ندامة؛ فهي فرصة قد لا تتكرر؛ لأنها أفضل أيام العام ومن أعظم مواسم الطاعات والقربات؛ فقد خصها الشرع بالتكريم؛ ففيها يعظم الأجر، وتحط الأوزار، ويبدأ المؤمن عهدًا جديدًا مع ربه.

المرأة المسلمة والعشر الأول من ذي الحجة

       على المرأة المسلمة أن تعد لاستقبال هذه الأيام المباركة عدة تليق بها، فتبدأ بالتوبة النصوح، والإقلاع عن كل ما يغضب الله -سبحانه-، والندم عليه، وعدم العودة إليه، فالتوبة قبل البدء في أية خطوة هي السبيل الصحيح للعمل؛ إذ بالتوبة تطهرين نفسك وتعدين قلبك لاستقبال العبودية الحقة.
  • ثانيًا: لكل أيام فاضلات عبودية تميزها، وأيام العشر يميزها الذكر عبادة وتقربًا إلى الله -سبحانه-، ومن أفضل الذكر قراءة القرآن والاستغفار، والتهليل والتحميد والتكبير، قال -سبحانه-: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ} (البقرة: 203)، فالزمي الذكر في كل وقت، وشاركي أسرتك في الاهتمام بالذكر، ولا تشغلنك مشاغلك أيا كانت عنه، ولا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله.
  • ثالثًا: عليك بالإكثار من الصالحات في تلك الأيام المباركات؛ فعن ابن عباس قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «ما من أيام العمل الصالح فيها أفضل من أيام العشر» (صحيح أبي داود)، والصالحات تحوي كل ما يرضاه الرب -سبحانه- من بر الوالدين وصلة الأرحام وفعل المعروف والدعاء لله -سبحانه- القريب المجيب، وكذلك الصدقة وأما الصوم فهو مستحب بالكلية أيضًا ولا سيما يوم الوقوف بعرفة.
  • رابعًا: ويأتي إليك يوم النحر الذي قد يغفل عن فضله الكثيرون، يقول ابن القيم -رحمه الله-: «خير الأيام عند الله يوم النحر وهو يوم الحج الأكبر»؛ لذلك فعليك إعانة زوجك وأسرتك ومن قبلهم نفسك في اغتنام ذلك اليوم والاجتهاد فيه لاكتساب رضا الرب -سبحانه.
ونصيحتي لك بالافتقار إلى الله -سبحانه- في هذه الأيام، فشعور الافتقار هو من أوثق ما يعيد الوصال بيننا وبين الله -سبحانه-؛ فليس لنا سواه نرجوه ونأمل أن يلحقنا بالصالحين أيا ما كانوا في مرضات الله بنياتنا الواثقة فيه -سبحانه.

كوني خديجة

          خديجة - رضي الله عنها - لم تكن زوجة فقط ولكنها كانت أما، وأختًا، وصديقةً، هل نظرتِ إلى دورها في حياة النبي -  صلى الله عليه وسلم -؟ لقد وقفت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وقت الشدة حتى سمِّي العام الذي ماتت فيه (عام الحزن)؛ لوفاتها، وحزنه - صلى الله عليه وسلم - عليها، كثيراً من الزوجات يكون زوجها في واد وهي في واد آخر، قد يكون الزوج مهموماً بأمر من الأمور، والزوجة لا تبالي بحال الزوج، ومشكلاته التي يعاني منها، ولكنها -رضي الله عنها- عندما جاءها النبي -صلى الله عليه وسلم - من غار حراء، وكان -صلى الله عليه وسلم  - خائفاً مرتعشاً، لم يجد إلا خديجة -رضي الله عنها- تواسيه وتؤازره وتخفف ما ألم به.

حكم صلاة العيد للمرأة المسلمة

  • هل صلاة العيد واجبة على المرأة المسلمة؟
صلاة العيد سنّة مؤكدة يخاطب بها كل من تلزمه الجمعة، فعلها رسول الله  صلى الله عليه وسلم - وواظب عليها، وأمر بها وأخرج لها حتى النساء والصبيان، وهي شعيرة من شعائر الإسلام، ومظهر من مظاهره التي يتجلى فيها الإيمان والتقوى، فللمرأة أن تشهد صلاة العيد، وخروجها لها جائز سواء كانت بكرا، أم ثيبا، أم عجوزا أم شابة، وحتى الحائض لحديث أم عطية قالت: «أُمرنا أن نُخرج العواتق والحيّض في العيدين، يشهدن الخير ودعوة المسلمين، ويعتزل الحيّض المصلى» متفق عليه.

الفرح والسرور من الدين

        إن ديننا دين الفرح والسرور يدعو له، قال الله: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} (يونس ٥٨): «أَيْ: بِهَذَا الَّذِي جَاءَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنَ الْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ فَلْيَفْرَحُوا، فَإِنَّهُ أَوْلَى مَا يَفْرَحُونَ بِهِ ، هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ أَيْ: مِنْ حُطَامِ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا مِنَ الزَّهْرَةِ الْفَانِيَةِ الذَّاهِبَةِ لَا مَحَالَةَ» انتهى من (تفسير ابن كثير) (4/ 275)، ففضل الله -تعالى- ورحمته هو الهداية لدينه وشرعه، وأخص ذلك هو القرآن المجيد والإيمان.

من أحكام العيد وآدابه للنساء

        من آداب خروج النساء لمصلى العيد أن تلتزم اللباس الشرعي وهو الجلباب، وألا تخرج متطيبة أو متبخرة؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أيما امرأة أصابت بخورا، فلا تشهد معنا العشاء الآخرة»، ويستحب للمرأة أن تكبر في العيدين دون رفع الصوت، وتشترك المرأة مع الرجل في أحكام العيدين الأخرى «إنما النساء شقائق الرجال» كالاغتسال، ومخالفة الطريق في الذهاب والإياب، والأكل قبل صلاة الفطر وبعد صلاة الأضحى، وفي صفة الصلاة وغيرها.

أشياء مؤثرة في حياة الزوج

  • كوني حريصة على الاهتمام بتفاصيل حياته والاطمئنان عليها دائمًا.
  •  احرصي على نظافة بيته ومأكله وأماكن راحته.
  • الاهتمام بالأولاد وحسن مظهرهم وهيئتهم.
  • المشاركة الدعوية الفاعلة، واستشعار المسؤولية الجماعية.
  • وضع أهداف مشتركة، والاهتمام بخدمة الدعوة ونشر دين الله -عزوجل.
 

كيف تصبحين دليل خير؟

        إنَّ الدلالة على الخير في الإسلام لها فَضل عظيم، وهي واجب منوط بتنفيذه كل مسلِم قدر استطاعته، والدلالة على الخير لها شقَّان: توجيه النَّاس للخير، وتحذيرهم ونصيحتهم ومنعهم من الشرِّ، وحتى تكوني ممن يدل الناس على الخير فالأمر يسير عزيزتي، فيمكنك المساهمة في نشر الخير بشتى أنواعه فمثلا: تعلنين بين النساء عن المحاضرات المفيدة، والكتب النافعة، وتحاولين توفيرها للأخريات بحسب قدرتك، وتوزعين أو تعلنين عن المجلات الهادفة، وتناصرين أهل الخير بأقوالك وأفعالك، وتدلين على أماكن الخير كأماكن تحفيظ القرآن الكريم النسائية، والمراكز الصيفية الجيدة وما تقدمه من أنشطة، وتبلغين المعلومة النافعة بقلمك، وبلسانك، بـ...إلخ، هنا ستجدين نفسك (دليل خير) وداعية إلى الله -تعالى.

أخطاء تقع فيها النساء يوم العيد

  • خروج النساء متبرجات متطيبات مخالفات للأدلة الآمرة بالتستر والتحجب.
  • تخصيص يوم العيد لزيارة المقبرة، وهذا أعجب شيء يكون، وهذا لا يعقل في يوم أمرنا الله فيه بإظهار السرور والفرح.
  • مصافحة الأجانب (أي: غير المحارم ولو كانوا أقاربها).
 

التعليقات

  • إرسال سيرتك
    6 يوليو, 2024

    Love it!

أضف تعليقك