العلمانية الحركية وهدم المجتمعات الحية
- العَلْمانية مبدأ قائم على فصلِ الدين عن الدولة.. وتؤكد على مادية الحياة.. فالتفاعل البشري أساسه عندهم دنيوي وليس دينيا.. وأنه لا مكان للدين في التطور والنماء الإنساني.
- ولكي تنال العَلْمانية أهدافها، فهي تركب أي وسيلة! فقد يسعى أتباعها للتحالف مع الشيوعية اللادينية؛ للوصول إلى دائرة النفوذ والمناصب.. وأيضا لا مانع لديهم من ركوب موجة القومية والاشتراكية والليبرالية وكل الأسماء في الساحة؛ للوصول إلى المكاسب ذاتها!
- لذا لا نجد غرابة إن منحت لهم الهبات والعطايا والمناصب، تارة تحت مسمى الثقافة، وتارة تحت مسمى بغضهم للمتدينين.. فتجد أن معظم المناصب التي لها طابع ثقافي أو تعليمي كالمراكز الثقافية والجامعات ووزارات التربية والتعليم والمؤسسات الفنية والأدبية، يتربعون عليها منذ سنوات؛ حتى تراجعت الدولة، وفشلت في عهدهم في كل شيء!
- وهيمنت العلمانية على الفكر العربي متأثرة بالغرب المتحرر من كل شيء، أو الشرق اللاديني.. وشكلت تأثيرا سلبيا في عقلية العالم الإسلامي والعربي ردحا من الزمن، وانسلخت من جلدها العربي المسلم حتى منيت بهزائم عدة متوالية، وانكشفت سوآتها في أكثر من موقع وأكثر من مرحلة.
- وجعلت العلمانية خصمها الأول الدين الإسلامي والعلماء وطلاب العلم.. فتجدهم يكبرون أخطاء المسلمين وهي صغيرة، ويحتقرون كل إنجاز لهم، ويعيبون كل نشاط.. إلى أن بدأت مسيرة العمل الإسلامي تتنفس الصعداء، وتتحرر من التضييق الذي فرضته العلمانية وأياديها الخبيثة عليهم.. وظهرت ما سمي -لاحقا- بالصحوة الإسلامية؛ فأقبل عليها الشباب أفواجا.. ولكن -مع الأسف- ظل بعض مرضى العلمانية -بعد أن خسروا مناصبهم- ينتهزون كل فرصة للنيل من الدين وأهله.
- فصوت الأذان للصلاة يزعجهم، ودعاء السفر في الطائرات يؤرقهم، وحلقات تحفيظ القرآن محضن للتطرف عندهم، وكليات الشريعة لا داعي لها، والحرية عندهم في التصرفات إباحية، وفي الكلام لديهم هجوم وانتقاد حاد للمتدينين!
- ويصنفون الإسلام على هواهم: فهذا (إسلام حركي)، وآخر(غير حركي)، وأي نشاط إسلامي هو(مزايدة) على حساب المجتمعات، وخلط بين السياسة والدين.. وحتى الجهود الإنسانية لنصرة المسلمين تدخل ضمن سخريتهم واستهزائهم بالدين وأهله.. وهكذا.
- وليس لديهم مانع من ذكر مناقب الأديان كلها إلا الإسلام؛ فهو الدين الوحيد الذي توجه له سهامهم، وتنفث تجاهه أحقادهم! فعندهم أن الإسلام الحركي (ميكافيلي) المبدأ؛ فكل شي لديهم جائز؛ لأنّ ذلك يسهّل القفز على السلطة! وتناسوا أنهم هم من قفز على السلطة وتربع عليها وفشلوا فيها!
- ويرى هؤلاء العلمانيون أن أي دعوة لعزة الإسلام والمسلمين، هي دعوة انتهازية لزيادة الخلل المجتمعي، وزيادة شق الصف وبعث الوهن، وأن أي عمل خيري إسلامي هو حركة لدغدغة مشاعر العامة، وتزييف وعيهم.
- وستظل العَلْمانية مبدأ قائما على هدم المبادئ والقيم الإسلامية والإنسانية، وحركة لتخريب المجتمعات الحية، وتدمير للثقافة والفكر الإنساني وفصلِ الأخلاق عن المجتمعات.
29/4/2024م
لاتوجد تعليقات