الغيبة والنميمة
- سائل يقول: إنني أريد أن أتجنب الغيبة والنميمة، فأخبرونا عن صفة الغيبة وعن صفة النميمة.
- الغيبة فسرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأوضح تفسير؛ حيث قال «الغيبة ذكرك أخاك بما يكره». يعني أن تذكر أخاك بما يكره أن يُذكر به من وصفٍ خلقي أو وصفٍ خُلقي أو وصفٍ عملي، فإذا قلت مثلاً فلانٌ أعور، فلانٌ أعمى، فلانٌ قصير، فلانٌ فيه كذا وكذا تعيره بذلك فهذه هي غيبة، كذلك أيضاً إذا قلت فلان أحمق سيء الخلق، فيه كذا وكذا تعيبه بذلك أيضاً فهو غيبة، كذلك إذا قلت فلانٌ فاسق، فلانٌ فيه كذا وكذا من الأعمال السيئة تعيره بذلك فإنه من الغيبة؛ فالغيبة ذكرك أخاك بما يكره، أي: بما يكره أن يذكر به من صفة خلقية أو خلقية أو عملية. وأما النميمة فهي السعي بين الناس بما يفرق بينهم، بأن تأتي مثلاً إلى فلان وتقول: يذكرك فلان بكذا وكذا، يسبك، ويشتمك، ويقول فيك؛ لأجل أن تفرق بينهما؛ فالنميمة هي السعي بين الناس بما يفرق بينهم، وكلا العملين عمل ذميم ومن كبائر الذنوب، فالغيبة ضرب الله لها مثلاً تنفر منه كل نفس، فقال -عز وجل-: {وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ}، فجعل الله -تبارك وتعالى- غيبة المرء كمثل أكل لحمه وهو ميت، وإنما وصف ذلك بأكل لحمه وهو ميت؛ لأن الغائب لا يستطيع الدفاع عن نفسه، فهو كالميت الذي يؤكل لحمه لا يستطيع أن يدفع عن نفسه، وقد ذكر بعض العلماء أن المغتاب للناس يعرضون عليه يوم القيامة أمواتاً ويكلف بأكل لحومهم، وهذا بلا شك نوعٌ من العقوبة العظيمة. وأما النميمة فقد ثبت في الصحيحين من حديث ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بقبرين فقال: «إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستبرئ من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة». وبهذا علم أن النميمة من أسباب عذاب القبر نسأل الله السلامة.
لاتوجد تعليقات