سقوط الأمم والدول
عند القراءة للتاريخ تجد أممًا ودولًا وحضارات، كانت قوية ثم زالت، والأمثلة على ذلك كثيرة لكن الذي يهمنا هنا هو أسباب الضعف والسقوط التي أصابت الأمة الإسلامية عبْر تاريخها، وحالة الضعف والتدهور التي أصابت المسلمين في كل بقاع الدنيا اليوم. وهذا له أسباب عدة، أولها فساد الاعتقاد؛ فهو مِن أعظم أسباب الانهيار، مثل: سقوط بيت المقدس في يد الصليبيين، وسقوط بغداد على يد التتار، وسقوط الأندلس بسبب موالاة بعض ملوك الطوائف النصارى في قشتالة وليون للفرنجة، وسقوط الدولة العثمانية، وكذلك انتشار عقائد الصوفية، وشرك القبور والخزعبلات والخرافات.
- ثانيًا: التفرق والتشرذم والنزاع يؤدي إلى الفشل، قال -تعالى-: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} (الأنفال:46).
- ثالثًا: كذلك حب الدنيا والحرص عليها، والجاه والملك والسلطان، والترف والدعة، والبذخ والإسراف، قال -تعالى-: {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ} (آل عمران:152)، قال -صلى الله عليه وسلم -: «فَوَاللَّهِ مَا الفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنِّي أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ» (متفق عليه).
- رابعًا: الظلم والجور، والجرأة على سفك الدماء والفساد؛ فعقوبة الظلم وخيمة، وإياك ودعوة المظلوم؛ فإنها ليس بينها وبين الله حجاب، وكما قال ابن تيمية -رحمه الله-: «دولة العدل تدوم وإن كانت كافرة، ودولة الظلم تزول وإن كانت مسلمة!»، والعدل أساس الملك، وبه قامت السماوات والأرض.
- خامسًا: الانحلال الأخلاقي وانتشار الذنوب والمنكرات والربا، فهي مِن أكبر أسباب الانهيار والخراب والهزيمة، فما نزل بلاء إلا بذنبٍ، وما رفع إلا بتوبة، قال -تعالى-: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} (الشورى:30)، {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (الروم:41)، وقالت إحدى أمهات المؤمنين: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: «(نَعَمْ، إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ» (متفق عليه).
لاتوجد تعليقات