مأساة إنسانية حرجة يواجهها سكان قطاع غزة
- إلى جانب أزمة الخبز فإن هناك أزمة الحصول على مياه الشرب بعد إغلاق الخطوط المغذية للقطاع بالماء الأمر الذي أدى إلى انقطاعها انقطاعا كاملا عن معظم مناطق القطاع
- منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة مارتن غريفيث: المساعدات التي تُسلم إلى غزة بصيص أمل صغير وسكان القطاع يحتاجون إلى المزيد والمزيد
- رغم نداءات وزارة الصحة والمؤسسات الدولية بضرورة إدخال الأدوية إلى القطاع إلا أن قوات الاحتلال ترفض الاستجابة لهذه النداءات فيما حذرت وزارة الصحة بأن المستشفيات ستتحول لمقبرة جماعية وسيكون هناك كارثة ستحل بالجرحى
- أقلعت أولى طائرات الجسر الجوي الإغاثي من الكويت يوم الاثنين 23 أكتوبر الجاري مُحملة بمساعدات إغاثية وطبية لصالح الشعب الفلسطيني في قطاع غزة
بالتزامن مع استمرار القصف والتصعيد، تواصل قوات الاحتلال إغلاق المعابر كافة، الأمر الذي فاقم من الأوضاع المعيشية والإنسانية نتيجة نفاذ معظم الأدوية والمستهلكات الطبيبة، إضافة لنفاذ معظم السلع الغذائية وعجز في مخزون الدقيق، الأمر الذي جعل المواطنين يصطفون بالمئات أمام المخابز لساعات طويلة للحصول على بضعة أرغفة من الدقيق، يسندون بها بطونهم حتى يبقوا على قيد الحياة فقط ويتمكنون من إطعام اطفالهم الذين باتوا لا يفكرون في شيء سوى الحصول على الطعام، حتى لو كان خبزًا فقط، فيما حذرت جمعية أصحاب المخابز من حدوث مجاعة إذا تم نفاذ الدقيق، إضافة لقصف إسرائيل أكثر من ثلاث مخابز وتدميرها تدميرا كاملا في انتهاك للأعراف الدولية كافة.
وإلى جانب أزمة الخبز فإن هناك أزمة في الحصول على مياه الشرب ولا سيما وأن قوات الاحتلال أغلقت -منذ اليوم الثالث للعدوان- الخطوط المغذية للقطاع بالماء، الأمر الذي أدى إلى انقطاعها انقطاعا كاملا عن معظم مناطق القطاع، فيما توقفت محطات المياه بغزة نتيجة نفاذ الوقود، وأصبح المواطنون يلجؤون إلى الشوارع والمستشفيات بحثاً عن قطرة ماء يروون بها عطشهم.الأزمة الصحية
ولو تحدثنا عن الأزمة الصحية، فإن هناك كارثة ستحل بالمنظومة الصحية إذا لم يتم إدخال الأدوية والمستهلكات الطبية لمستشفيات القطاع التي خرجت 15 مشفى منها عن الخدمة نتيجة نفاذ الوقود المشغل لها إضافة لنفاذ الأدوية، ورغم نداءات وزارة الصحة والمؤسسات الدولية بضرورة إدخال الأدوية إلى القطاع، إلا أن قوات الاحتلال مازالت ترفض الاستجابة لهذه النداءات، فيما حذرت وزارة الصحة بأن المستشفيات ستتحول لمقبرة جماعية، وسيكون هناك كارثة ستحل بالجرحى.تهديد حقيقي بتفشي الأمراض
قالت المديرة التنفيذية لليونيسف (كاثرين راسل): «هذه الدفعة الأولى المحدودة من المياه ستنقذ الأرواح، لكن الاحتياجات عاجلة وهائلة ليس فقط للمياه، ولكن للغذاء والوقود والأدوية والسلع والخدمات الأساسية أيضًا، وما لم نتمكن من توفير الإمدادات الإنسانية باستمرار، فإننا نواجه تهديدا حقيقيا بتفشي الأمراض التي تهدد الحياة». ولقد تحولت أجزاء كبيرة من البنية التحتية في غزة، بما في ذلك أنظمة المياه والصرف الصحي الحيوية، إلى ركام خلال حوالي أسبوعين من القصف المتصاعد، وتبلغ القدرة على إنتاج المياه 5٪ من المستويات الطبيعية، ويعيش سكان غزة البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون نسمة الآن على أقل من 3 لترات من الماء للشخص الواحد يوميا، وقد نزح حوالي مليون شخص، نصفهم تقريبًا من الأطفال، ولجأ العديد منهم إلى ملاجئ مكتظة مع إمكانية محدودة للغاية للحصول على المياه والصرف الصحي والنظافة، وهي ظروف تشكل خطورة ولا سيما على الأطفال الصغار.يجب حماية كل طفل
وأكدت راسل، المديرة التنفيذية لليونيسف: «قبل كل شيء، يجب على جميع الأطراف حماية كل طفل من الأذى دون قيد أو شرط، ومنحهم الحماية الخاصة التي يحق لهم الحصول عليها، وفقا لالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي».دعوات اليونيسيف
ودعت اليونيسيف للاستجابة للوضع المتردي الذي يعيشه الأطفال في غزة في خضم أعمال العنف هذه، ودعت إلى:- فتح المعابر كافة إلى غزة أمام حركة الإمدادات الإنسانية والعاملين الإنسانيين.
- السماح للحالات الطبية العاجلة في غزة بالمغادرة أو التمكن من تلقي الخدمات الصحية الحيوية.
- الوصول الآمن والمستدام إلى المياه والغذاء والصحة، والوقود أيضا؛ فهو ضروري لتمكين تلك الخدمات الأساسية.
- حماية البنية التحتية المدنية مثل الملاجئ والمرافق الصحية والكهربائية والمياه والصرف الصحي.
- حماية البعثة الطبية لمنع تفشي الأمراض وتقديم الرعاية للمرضى والجرحى.
دخول 20 شاحنة مساعدات
وقد دخل عدد من الشاحنات بلغت 20 شاحنة، تضم إمدادات منقذة للحياة مقدمة من جمعية الهلال الأحمر المصري والأمم المتحدة، وقد تمت الموافقة على عبورها واستلامها من قبل الهلال الأحمر الفلسطيني بدعم من المنظمة الأممية. وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، (مارتن غريفيثس): إن ذلك يأتي بعد أيام من المفاوضات المكثفة مع جميع الأطراف المعنية؛ لضمان استئناف وصول المساعدات إلى غزة في أسرع وقت ممكن وبظروف مناسبة، وأعرب المسؤول الأممي عن ثقته في أن هذه العملية ستكون بداية لجهد مستدام لتوفير الإمدادات الأساسية -بما في ذلك الغذاء والماء والدواء والوقود- لسكان غزة، بطريقة آمنة يمكن الاعتماد عليها ودون شروط أو عوائق.مستويات كارثية
وقال غريفيثس: إن الوضع الإنساني في غزة- الذي كان صعبًا من قبل- قد وصل إلى مستويات كارثية بعد مرور أسبوعين على بدء الأعمال العدائية، وشدد على أهمية وصول المساعدات إلى المحتاجين أينما كانوا في جميع أنحاء القطاع، وعلى النطاق الملائم، وأضاف أن سكان غزة عانوا من عقود، «ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يستمر في خذلانهم».طوق نجاة
بدوره أعلن (تيدروس غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية) أن إمدادات المنظمة قد دخلت إلى قطاع غزة اليوم عبر معبر رفح، وشدد على أن الاحتياجات الإنسانية هائلة في القطاع، ودعا إلى العبور الآمن لمزيد من القوافل بأنحاء غزة، وحماية جميع عاملي الإغاثة، وضمان الوصول الدائم للمساعدات الطبية، وذكرت المنظمة بأنها تتعاون مع جمعيتي الهلال الأحمر المصري والفلسطيني لضمان مرور هذه الإمدادات بالغة الأهمية بأمان، وتوصيلها إلى المستشفيات والمرافق الصحية، وقالت: إن «هذه الإمدادات تمثل طوق نجاة للمصابين بجروح خطيرة أو أمراض مزمنة وغير مزمنة، بعد معاناة مريرة دامت أسبوعين تقلصت فيهما فرص الحصول على الرعاية في ظل النقص الشديد في الأدوية واللوازم الطبية».تكدس المساعدات في معبر رفح
وقد تواصلت الشحنات الإغاثية نحو مطار العريش المصري؛ حيث بدأ دخول القافلة الأولى عبر معبر رفح إلى قطاع غزة يوم السبت 19 أكتوبر الجاري، ثم استمر دخول القوافل يوم الأحد 20 أكتوبر؛ حيث دخلت شاحنات محملة بمواد إغاثية تضم 14 شاحنة، كما دخل يوم الاثنين 23 أكتوبر قافلة تضم 20 شاحنة، وسط تقارير عن تكدس المساعدات بمعبر رفح في طريقها إلى قطاع غزة، في حين دعت عدد من المنظمات لفتح ممر إنساني دائم في القطاع الذي يتعرض لغارات مكثفة مخلفة آلاف الشهداء والجرحى.مساعدات كويتية
وقد أقلعت أولى طائرات الجسر الجوي الإغاثي من الكويت يوم الاثنين 23 أكتوبر الجاري، مُحملة بمساعدات إغاثية وطبية لصالح الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وفق ما نقلته وقالت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا)، وتوجهت طائرات الإغاثة إلى مطار العريش المصري، بانتظار دخولها إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري.مساعدات تركية
من جهته، قال وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة: إن بلاده أرسلت طائرتي شحن إلى مصر يوم الاثنين، تحملان معدات وإمدادات طبية لغزة، مضيفا أنه سيتم إرسال طائرتين محملتين بمزيد من الإمدادات، وفي وقت سابق من هذا الشهر، أرسلت تركيا 3 طائرات تحمل مساعدات لغزة، إلى جانب إرسالها أمس الأحد فريقا طبيا وإمدادات إلى مصر، وقالت: إنها مستعدة لعلاج الجرحى الفلسطينيين في تركيا، إذا لزم الأمر.مساعدات قطرية
وهبطت بمطار العريش بمصر طائرتان قطريتان، وأوضحت وزارة الخارجية القطرية توجه طائرتين تابعتين للقوات المسلحة القطرية، وعلى متنهما مساعدات لقطاع غزة، وتتكون شحنة المساعدات القطرية من 87 طنا من المساعدات الغذائية والطبية، مقدمة من صندوق قطر للتنمية، والهلال الأحمر القطري، تمهيدا لنقلها إلى قطاع غزة.بصيص أمل
وفي حين تتحدث تقارير عن صعوبة تواصل دخول قوافل المساعدات إلى غزة وتكدسها عند معبر رفح، وصف منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة (مارتن غريفيث) -عبر حسابه على منصة «إكس»- المساعدات التي تُسلم إلى غزة بأنها «بصيص أمل صغير»، وأكد أن سكان القطاع «يحتاجون إلى المزيد والمزيد».
لاتوجد تعليقات