رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 7 يونيو، 2018 0 تعليق

في أول حوار له بعد إشهار جمعية آفاق الخير- العيناتي: نتطلع إلى إظهار دور الكويت الإنساني ورفع المعاناة عن الشعوب الفقيرة


جبل أهل الكويت -منذ القدم- على مد يد العون والمساعدة الإنسانية عبر أعمال خيرية، بلغت مختلف أرجاء الأرض بعيدا عن أي اعتبارات تتعلق بالدين أو العرق أو الجنس أو اللون؛ ما منح دولة الكويت مكانة رائدة في المنطقة والعالم, وجعل منها مثالا يحتذى في الخير والبذل والعطاء، وبرز من أهل الكويت رواد ورموز للعمل الخيري, ونشر الإسلام الوسطي, وثقافة التسامح بين الناس, يقدمون الخير أينما استدعى الأمر, مضحين بأنفسهم, وراحتهم, من أجل تقديم رسالتهم الإنسانية السامية, التي حث عليها الدين الإسلامي الحنيف بالحكمة والموعظة الحسنة، كما برزت العديد من المؤسسات الخيرية الكويتية, التي أثرت العمل الخيري في مختلف أنحاء العالم، ونحن اليوم نسلط الضوء مع إحدى هذه المؤسسات الوليدة، التي تم إشهارها مؤخرًا وهي جمعية (آفاق الخير الكويتية)، وقد التقينا مع رئيس الجمعية الشيخ جاسم العيناتي وكان هذا الحوار.

- بدايةً ما الهدف الأساس من إنشاء الجمعية؟ وما رسالتها؟

- لا شك أن تقديم الإغاثة والمشاريع الخيرية الإنسانية، وما يحتاجه العالم اليوم, ولاسيما في الدول الفقيرة والمتضررة؛ بسبب الحروب؛ وبسبب التغير المناخي من فيضانات وغيرها، تجعل العمل الإنساني يُلح على البشرية في تقديم المزيد من المساعدات والمشاريع الخيرية، التي تساهم في رفع معاناة هؤلاء، سواء كانوا لاجئين، أم كانوا فقراء مساكين، وتأهيل الفقراء يعنيهم في المستقبل على رفع مستوى المعيشة، أو الاكتفاء الذاتي من بعض المشاريع التنموية، وليكون عائدها خيرا عليهم وعلى بلدهم، ولا شك أن العمل الخيري الإنساني في الأصل يعود بالنتيجة على بلدنا؛ فكما قال صلى الله عليه وسلم : «صَنَائِعُ الْـمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ وَالْـهَلَكَاتِ»؛ فنحن محتاجون في بلدنا أن يحمينا الله من شر التقلبات الدولية والصراعات الإقليمية، وما يحدث من أمور كذلك من الكوارث؛ فهذا العمل هو في الحقيقة حماية لبلد الخير، بلد الإحسان؛ فالهدف يجمع بين شقين:  حماية بلدنا بعمل الخير، وتقديم المساعدة.

ونأمل أن تكون النتائج طيبة -بإذن الله- كما قال صلى الله عليه وسلم : «مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ»، «وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ».

     والجمعية وضعت نصب عينيها تحقيق العديد من الأهداف، وتنفيذ بعض المشاريع التي منها: بناء المراكز، ودور الأيتام، بناء المدارس، حفر الآبار، تقديم الإغاثة، كفالة الأيتام، مساعدة محفظي القرآن ومعلمي المدارس، عمل الورش الصناعية، عمل المشاريع الإنتاجية التنموية.

هذه كلها تخدم الإنسانية وتمنحها فرصة في تقديم ما يُمكن من إنتاج من البلاد الفقيرة هناك، لكي يُصبح لديها نوع من الاكتفاء الذاتي.

- ما الجديد الذي ستقدمه جمعية آفاق الخير للعمل الخيري؟ 

- حقيقة الموضوع مهم جدًا، وكما قلنا الهدف الأساس هو: (التنمية الذاتية)، أو (الاكتفاء الذاتي)؛ لأن هناك جمعيات خيرية تعمل العديد من المشاريع، لكن لا يوجد لها متابعة، ولا تهتم هذه الجمعيات بتوفير المشاريع التشغيلية لهذه المشاريع، سواء مراكز إسلامية أم آبار أم غيرها من المشاريع.

كذلك من الأمور المهمة التي تهتم بها الجمعية عمل الأوقاف المشاريع الإنتاجية، التي تقوم على تشغيل المشاريع الخيرية؛ بحيث لا تقف تلك المشاريع في المستقبل، ويُمكن الاستفادة منها وتطويرها.

     وهذا ما نسميه بالتنمية المستدامة، فعندما يكون نحفر بئراً ارتوازياً مثلًا، أو آباراً سطحية، تكون عليها مزارع، وتساعد فقراء المزارعين، فإننا وفي الوقت نفسه نوقع مع المزارعين عقداً على أن نأخذ نسبة من الإنتاج، لمساعدة غيرهم من إخوانهم الفقراء المزارعين؛ وهذا الأمر لاشك يحتاج إلى ترتيبات وإلى إعداد جيد، لكي نضمن استمرارية هذا العمل والاكتفاء الذاتي، ومساعدة الدول الأكثر فقرًا في العالم،

     كذلك الأمر المهم جدًا، وهو عمل المراكز المتخصصة، التي تعمل على تأهيل الكوادر التعليمية، تأهيل المدرسين والمعلمين؛ حيث نجد هناك في بعض الأحيان الفقر، وقلة الإمكانيات في بعض الدول في إعداد مثل هذه الكوادر، وإدخال وسائل جديدة في التنمية المجتمعية، مما يُساهم في رفع الثقافة وفي الوقت نفسه الاقتصاد، وكذلك تنمية الموارد الطبيعية للدولة.

- العمل الإغاثي يواجهه تحديات عدة فما أهم هذه التحديات وما رؤيتكم للتغلب عليها؟

- أول تحد هو طبعًا التحويلات المالية، بسبب الظروف التي مر فيها المجتمع الدولي؛ بسبب الإرهاب وبعض التجاوزات التي تحدث في بعض الدول؛ فهذا نوع من التقييد حقيقة وإن كنا نشجع على ضبط هذه الأمور، ومساندة كل قرار يضبط عمليات التحويل؛ بحيث تكون واضحة وفيها نوع من الاجراءات الرسمية ومتابعة هذه الأمور هي مساهمة في العمل الخيري، ونحن نحاول التغلب على هذا التحدي بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والوزارات المعنية كوزارة الخارجية، كذلك وغيرها من الوزارات؛ حيث سنعمل على أن تكون الشفافية والعمل الخيري واضح مع الدول الأخرى، وكذلك وضع اتفاقيات مع الدول الإفريقية وغير الإفريقية في إطار التعاون المشترك.

- هل للدعوة أو نشر الإسلام بمفهومه الوسطي وثوابته حظ ونصيب من أهداف الجمعية؟

- لا شك في ذلك؛ فالهدف الأساس لنا هو تصحيح مسار المسلمين في تلك الدول، وتبليغ الإسلام المعتدل الوسطي الصحيح لهم، بعيدًا عن التطرف والغلو والأفكار المنحرفة التي تؤدي إلى حدوث موجات التعاطف والحماس الجاهل، الذي يؤدي إلى القيام بالأعمال الإرهابية، التي لا ترضي الله -تبارك وتعالى- ولا ترضى بها كذلك القوانين الدولية، ونحن من خلال المشاريع الخيرية نبث هذا الإسلام الوسطي المعتدل الذي هو منهج النبي صلى الله عليه وسلم في التآلف بين أفراد المجتمع والتعامل الإنساني الطيب والتسامح والاهتمام بالأمن والسلامة في الدول، وعدم التحريض على أي أفكار مناوئة تؤدي إلى تخلخل المجتمعات والاضطراب في تلك الدول.

- هل لديكم تصور عن آليات لحماية العاملين في العمل الإغاثي خارج الكويت؟

- أول شيء حقيقةً الحماية من رب العالمين: {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}(يوسف 46)؛ هذا مبدأ نقوم عليه وهو: بذل الأسباب المتاحة والممكنة شرعيًا وواقعيًا في عدم المغامرة وأخذ الحيطة بقدر المستطاع في زيارة دول إفريقية وغير إفريقية، : حماية العمل الخيري الإنساني مهمة جدا، وكذلك حمايةً الإخوة العاملين فيه، ولكن مع ذلك نقول: {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا}(التوبة 51)؛ فالأجل والموت هذا أمر لا مفر منه، ولكن فقدان أحد كوادر العمل الخيري، طبعًا هذا يُحدث صعوبة وخسارة كبيرة، وقد يؤدي إلى اختلال في بعض الأحيان إذا كان هذا العنصر عنصرا فعالا ونشيطاً، لكن مع ذلك نقول: نحن نبذل قصارى جهودنا بالعلاقة الطيبة مع المسؤولين في الدول، وكذلك مع المسؤولين في دولة الكويت في إخبارهم عن الجهات التي سنذهب إليها ونزورها، والاستفسار الدائم من خلال المسؤولين في تلك الدول؛ لأن هناك مناطق بعض الدول، فيها حروب لا نذهب إليها بطبيعة الحال، لكن في خطط أخرى، وهي: إرسال مبعوثين من دول أخرى أفريقية إلى تلك المناطق؛ للحصول على المعلومات الكافية؛ فهناك وسائل من خلالها تستطيع أن تحقق أهدافك بطريقة سليمة وآمنة دون التعرض للتطرف أو إلى المتطرفين، وتحمي قدر ما تستطيع إخوانك، لكن مع ذلك نقول: (القدر فوق الجميع).

- ما رسالتكم لمن يتهم العمل الخيري بأنه يدعم الإرهاب؟

- طبعًا أي إنسان يعمل سيجد له معارضين يحاولون تشويهه، ولاسيما إذا كان ناجحا، والعمل الخيري الإسلامي عموما والكويتي، خصوصا  العالم يشهد له بالتميز والنجاح، ومثال على ذلك حضرة صاحب السمو: أمير البلاد أصبح قائدا إنسانيا، والقائد الإنساني هذا لا يُتوج بمثل هذا التكريم من الأمم المتحدة إلا بالعمل الخيري، والعمل الخيري جبل عليه أهل الكويت، سواء على مستوى الحكومة، أم على مستوى الأفراد، أم من خلال جمعيات النفع العام، ومن خلال المتابعة والاستقراء اتضح أن هناك مؤامرات على العمل الخيري، وهناك مقاصد لبعض الدول في تشويه العمل الخيري، وهناك ما يُسمَّى بالمصالح الخاصة لبعض الدول في إيقاف مثل هذا العمل الذي يُغير الطبوغرافيا السكانية عند بعض هؤلاء؛ فهذه فقضية التمدد الذي يحدث للإسلام، وإن كان تمدداً بطيئًا، إلا أنهم يرونه في بعض الأحيان خطرا، ومع أنه ليس فيه الخطر إنما فيه السلامة والأمن، ولاسيما إذا علمنا أن الجاليات المسلمة الغالب في أحوالها أنها هادئة وغير مُضرة، وتعمل على التكافل الاجتماعي في المجتمعات إلا أن الخلاف في العقائد والخلاف في الرؤى يؤديان إلى قيام بعض تلك المؤسسات أو بعض الدول في الطعن بالعمل الخيري.

- هل للشباب نصيب من اهتماماتكم بتأهيل كوادر منهم للعمل، ونقل الخبرة إليهم؛ بحيث يكون هناك صفوف من العاملين تسلم بعضها بعضًا؟

- طبعًا هذا الطموح موجود لدينا وهو أن يكون عندنا صفوف من الشباب الذي يحب العمل الخيري ويطمح إلى المزيد من العمل وتشجيع مثل هؤلاء الشباب، هذه من الأمور الاستراتيجية عندنا في تكوين اللجان المتخصصة والإشراف على الأعمال، وتطوير العمل، كل هذا يحتاج إلى الكوادر الشبابية مع الاستفادة من الكوادر ذات الخبرات، كبعض الشيوخ والإخوة والشباب الذين لديهم الخبرات الواقعية أو الخطط، فهذه كلها مفتوحة على مصراعيها وتكوين تلك اللجان والأقسام لدينا سيكون له أثر كبير -إن شاء الله- في المستقبل؛ لأن ذلك يعني صدقة جارية؛ فتأهيل الكوادر واستمرارية العمل استراتيجية بعيدة المدى تُعطي، العمل الخيري انطلاقة وتطورا من حيث الكم والنوع الذي يؤدي إلى مزيد من هذه الأعمال الخيرية التي تنفع العمل الإنساني كله.

 

أعضاء مجلس الإدارة الأول

- جاسم محمد العيناتي   -  رئيس مجلس الإدارة

- جمال إبراهيم الحميدي -  نائب رئيس مجلس الإدارة

- خالد عدنان الحسينان   -   أمين السر

- علي عبدالعزيز الحبيب -   أمين الصندوق

- سالم أحمد إبراهيم الناشي -  عضو.

- خالد سعود العميري -   عضو

- د. أنس عادل اليتامى -   عضو

- حماد علي حمد الشمري -  عضو

- راشد أحمد القطان -   عضو

 

 

ما حلمك الشخصي الذي تريد تحقيقه وتلقى الله به؟

- حقيقةً، أنا ما أراه من معاناة للناس في أفريقيا وغيرها من الدول، هو: حاجتهم للتنمية الذاتية؛ فحلمي الشخصي أن أساهم في تنمية هذا الإنسان فكريًا واجتماعيًا وعمليًا؛ لأن إيجاد مثل هذا الشخص قد يُساعد الآخرين فيما تعجز أنت عنه؛ فبناء الإنسان المسلم الصالح صاحب الشخصية المتكاملة علما وخلقًا وتنمية إمكاناته الذاتية والشخصية من الصدقات الجارية التي يغفل عنها كثر من الناس؛ فبناء الإنسان المفكر القادر على التمييز والنظر من أصعب الصناعات التربوية، ولكنها في الوقت نفسه من أهم الصناعات. فرأس المال البشري هو المخزون الاستراتيجي لأي مؤسسة تتطلع لبناء مستقبل مشرف ومستدام، يستجيب لطموحات الحاضر، ويلبي توقعات الأجيال القادمة، وهذا هو المقصود من مفهوم الاستدامة  الذي نسعى إليه.

 

قرار وزاري رقم (50/أ) لسنة 2018 بإشهار جمعية (آفاق الخير الكويتية)

 قرر وزير الشؤون الاجتماعية والعمل:

- بعد الإطلاع على القانون رقم (24) لسنة 1962 في شأن الأندية وجمعيات النفع العام وتعديلاته.

- وعلى المرسوم رقم (50) لسنة 2017 في شأن وزارة الشؤون الاجتماعية.

- وعلى القرار الوزاري رقم (61) لسنة 2005 بشأن إصدار النظام الأساسي النموذجي لجمعيات النفع العام.

- وبناء على موافقة لجنة إشهار وتقييم وحل الجمعيات الأهلية، والخيرية، والمبرات، والفرق التطوعية، باجتماعها رقم (6) لسنة 2018م المؤرخ في 7/1/2018م.

- وعلى المذكرة المرفوعة من إدارة الجمعيات الخيرية والمبرات بتاريخ 17/4/2018.

- وعلى النظام الأساسي لجمعية (آفاق الخير الكويتية).

- وبناء على عرض وكيل الوزارة.

- وبناء على ما تقتضيه المصلحة العامة.

قرر:                  مادة (1)

تشهر جمعية (آفاق الخير الكويتية) لمدة غير محدودة، وينشر ملخص نظامها الأساسي في الجريدة الرسمية.

 

 

 

النظام الأساسي للـجمعية

      سُجلتْ جمعية (آفاق الخير الكويتية) بوزارة الشؤون الاجتماعية ومقرها دولة الكويت لمدة غير محدودة، وذلك بهدف إظهار دور دولة الكويت الإنساني في رفع المعاناة عن الشعوب التي تتعرض للمجاعات والأوبئة والكوارث الطبيعية، ودعم المشاريع الإنتاجية التنموية، ومشاريع الوقف الخيري، بعد أخذ موافقة الجهات المختصة ورعاية الأيتام والمشردين وتربيتهم تربية صالحة، وتوفير مراكز لإيوائهم وتعليمهم، والعناية بهم خارج دولة الكويت بعد الحصول على موافقة الجهات المختصة، ونشر الوسطية، والتحذير من التطرف والإرهاب، وإنشاء المساجد والمراكز والمؤسسات التعليمية، والاجتماعية والصحية، خارج دولة الكويت بعد الحصول على موافقة الجهات المختصة، وإعداد البحوث والدراسات ونشرها، وعقد المؤتمرات العلمية والدعوية بعد أخذ موافقة الجهات المختصة، والتنسيق مع الجهات والمنظمات الخيرية والإنسانية ذات الاهتمامات المشتركة، والتعاون معها لمزيد من التكامل وتشجيع المتطوعين للمشاركة في الأعمال الخيرية.

     ويدير شؤون الجمعية مجلس إدارة مكون من (9) أعضاء يتم اختيارهم بمعرفة الجمعية العمومية لمدة سنتين، قابلة للتجديد لمدة مماثلة، وتبدأ السنة المالية للجمعية في الأول من يناير من كل عام، وتنتهي في آخر ديسمبر فيما عدا السنة الأولى؛ فتبدأ من تاريخ شهرها وتنتهي في آخر ديسمبر من العام التالي.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك