الإعداد المبكر وفقه المعنى الحقيقي للعبادات المختلفة فيه – الهواري: السبيل لرمضان مميز
قال الله -تعالى-: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}(البقرة: 185)، مع هذه الأيَّام تتلفَّت قلوب المؤمنين المتَّقين، تنظر إشراقة شهر رمضان المبارك، لتزيح إشراقتُه الظلامَ الذي يحيط بالنَّاس في الأرض؛ فرمضان فرصة عظيمة للتغيير والتزكية، وموسم مهم للانطلاق نحو الإصلاح والتربية، ومن لم يتغير في رمضان فلن يتغير في غيره، إلا أن يتغمده الله برحمته، ومن لم يغير في رمضان فمتى يغير؟ وللوقوف على هذه المعاني وغيرها كان هذا الحوار مع الشيخ شريف الهواري عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية في مصر، وكان سؤالي له في البداية:
- كيف تنظر إلى رمضان هذا العام وسط هذه الأجواء التي تمر بها الأمة؟
- في الحقيقة الجميع يعاني وبعضهم يشعر بحالة من الإحباط أو اليأس، ورمضان فرصة ذهبية لخروج الأمة من هذه الأزمات التي تمر بها.
- كيف يكون ذلك؟
- إننا صمنا رمضانات كثيرة، ونصوم ونقوم ونحرص على السنة ونبذل من أوقاتنا وأموالنا في كل مرة، ولكن سرعان ما ننتكس ونعود كما كنا قبل رمضان، وهذا ديدن الكثير منا إلا من رحم ربي؛ ولذلك أقول: إن السبب الرئيس لهذا الأمر الخطير جدا، هو أننا لا نقدر رمضان كما ينبغي له؛ ولذلك دخلنا رمضانات كثيرة بصيام وقيام وقراءة للقران وحرص على السنة، كعادات عند بعضنا وتقليد وروتين بلا إحساس حقيقي أو تعظيم حقيقي، وبالتالي يكون الأداء خاليا من المضمون، وسرعان ما ننتكس؛ ولذلك من المهم أن نتساءل، هل نحن حقا نعظم رمضان كما كان الجيل الأول من الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- الذين كانوا يتمنون أن يكون العام كله رمضان، ويدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان؟ هؤلاء يفعلون ذلك؛ لأنهم علموا قيمة رمضان، يقول الله -سبحانه وتعالى-: {ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}؛ ولذلك مهم أن نقف مع هذه الآية، وأن ننظر في قلوبنا، وأن نفتش فيها جيدا، وأن نقول لها بصريح العبارة مالك في حالة من الغفلة والانشغال بأمور كثيرة اخرى؟ مالك لا تعظمي هذا الشهر العظيم؟
- هل هناك أسباب أخرى لعدم تعظيم رمضان؟
- لعل من الأسباب أيضا لعدم تعظيم رمضان أننا لم نرتق بعد لمستوى فهم حقيقة رمضان، وأنه هو المحطة الحولية التي نتزود منها بالطاقة والوقود وبقوة الدفع الذاتية التي نتحرك بها في بطن الحول لرمضان القادم.
رمضان هو المحطة الوحيدة التي هُيئت لها الأسباب لتجهيز الوقود الذي يكفينا طوال الحول، وحال الكثيرين منا مثل الهاتف، الذي أوشكت بطاريته عل النفاد، يبدو في الحقيقة أن التزود لديه لم يكن كما ينبغي؛ فقام بتحويل العبادات لعادات سريعة، بالتالي لن يستطيع أن يكمل الطريق، وعند الفتن والأحداث والضغوط سيهتز سريعا؛ لأنه ليس عنده مخزون استراتيجي من الإيمان، يجعله يعمل بكامل الجهد والطاقة، هذا المعنى في منتهى الخطورة؛ ولذلك من الخطورة بمكان أن يأتي رمضان ويمر ولا نأخذ التمويل الذي يكفينا طوال الحول.
- لماذا فرض علينا رمضان؟
- يقول الله -سبحانه-: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}، أتدري أن التقوى هي التي توصلك إلى الغاية التي من أجلها خلقت أصلا؟ كما بين الله في كتابه بوضوح وجلاء بقوله: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون}، إن أكبر كم من الطاعات والقربات يُجمع لك في رمضان، صيام وقيام، ومستحبات ونوافل، وتهجد وقراءة قرآن، وتفطير للصائمين وسنن، وأعمال من البر لا تحصى؛ وكل هذا يذكر بالغاية، وهي أنك ما خلقت إلا لعبادته -سبحانه وتعالى- بمعنى أبسط لو أننا علمنا الغاية التي من أجلها فرض رمضان، ما كان هذا حالنا مع رمضان. رمضان من أقصر الطرق لتحقيق هذه الغاية، ومن المفترض أن أخرج منه بتحقيق تقوى الله، والتقوى إن حققتها ستزول الهموم والأزمات، وتكون طوق نجاة لك في الدنيا والآخرة.
- كيف تكون التقوى سببا لإزالة الهموم والأزمات كما ذكرت؟
- أولا إذا حققت التقوى سيحبك الله -سبحانه وتعالى- يقول الله: {والله يحب المتقين}، ثم تكون معك المعية الخاصة يقول الله:
{إن الله مع الذين اتقوا}، ثم يتولاك -سبحانه وتعالى-؛ إذ يقول: {والله ولي المتقين}، وإذا تولاك -سبحانه وتعالى- من الذي له طاقة بحربك؟ وهو يقول: «من عادي لي وليا فقد آذنته بالحرب»، ويقول -سبحانه وتعالى-: {وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا}، ويقول: {وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون}.
قد يسأل سائل كيف أتعامل مع الدنيا وضغوطها؟ أقوله له: لا عليك إذا حققت التقوى، يقول -سبحانه وتعالى-: {ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا}، ويقول: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب}، ويقول -سبحانه-: {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا...}الآية، بل بالتقوى ستؤمن مستقبلك ومستقبل ذرتيك، يقول الله -سبحانه-: {وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا}، ويقول الله: {وكان أبوهما صالحا}؛ فحفظ الله كنزهما لتقوى أبيهما، بل إن التقوى تعطيك البصيرة؛ فتبصر مواطن الأقدام، وتبصر الواقع، وترتب الأولويات، وتفوّت الفرصة على الباطل؛ فلا يستطيع ان يُعمّي عليك، أو يقلب عليك الحقائق؛ لأنك تملك بصيرة، تملك نورا تبصر به، يقول الله: {يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا}، يقول ابن عباس -رضي الله عنهما-: «فرقانا تفرقون به بين الحق والباطل والسنة والبدعة»، والأثر العظيم للتقوى أنك ستتميز، وتكون أنموذجا فريدا مثاليا يؤثر أينما وضع.
- إذا ما السبيل لرمضان مميز بطعم جديد وروح جديدة؟
- إذا كنا ضيعنا رمضانات كثيرة جدا من قبل؛ فلابد من أن نتعرف على السبيل الصحيح، ولابد وأن نهتم بقضية التأهيل المبكر لأنفسنا حتى ننجح في رمضان.
- ما معنى التأهيل المبكر؟
- إن من أعظم ما يميز المدرسة النبوية التأهيل المبكر، حتى إن الله -سبحانه وتعالى- أهله تأهيلا مبكرا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا ذلك فيقول: «ألا إن لله في أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها«، حتى لا تعيش المواسم فتكون مفاجئة لك، وتتحول إلى عادات وأعراف؛ فبذلك لن تستفيد، وانظر إلى رسول الله وهو يقول: «ألا فتعرضوا لها»، هكذا كان صلى الله عليه وسلم؛ فيؤهل نفسه لرمضان في شعبان تأهيلا غير عادي، تقول أم سلمة -رضي الله عنها-: لم أر رسول الله استكمل صيام شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان، وعائشة -رضي الله عنها- تقول: «كان يصوم شعبان إلا قليلا»، «وكنا نقول: يصوم حتى لا يفطر»، هذا هو التأهيل المبكر الذي أقصده؛ فيبدأ بتأهيل النفس.
- هل هناك معان للتأهيل المبكر نذكر بها أنفسنا وقراءنا الكرام؟
- هناك معان عديدة، أولها التوبة الصادقة والنصوح، يقول الله: {وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون}، ويقول: {يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا}، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : «التوبة تجب ما قبلها»، وفي حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- قال، وإن كنا لنعد لرسول الله في المجلس الواحد مائة مرة: «رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم»، هذا في المجلس الواحد فقط، ويقول الله عن صفات المتقين: {وبالأسحار هم يستغفرون}.
وبعد التوبة لا ننسى الدعاء، والتضرع إلى الله -سبحانه وتعالى- والتأمل في معانيه بأن يبلغنا الله الشهر الكريم؛ فهذا معنى من معاني التأهيل، والإلحاح في الدعاء من معاني التأهيل المبكر؛ لأنك ترى أمام عينيك كم من الناس حرموا رمضان! قبضوا في بطن الحول، كم من الناس قبضها الله قبل رمضان بساعات! وأنا ما زلت أذكر أخا طبيبا ممن كانوا معنا في رمضان الماضي، كان منشغلا برمضان جدا ومن الدعاة إلى الله، وفي آخر يوم في شعبان كان يجهز درسا لأول ليلة من رمضان، ونام وطلب من والدته أن توقظه؛ فنام ومع قرب الأذان أتت أمه لإيقاظه؛ فأيقظته فانتبه ونظر لأمه وقال: لا إله إلا الله محمد رسول الله، ومات، مات قبل رمضان بدقائق، لذلك انتبه أنت الذي تحتاج لرمضان، ورمضان لا يحتاج إليك.
- هل من معان أخرى لإدراك رمضان مميز؟
- من أبلغ معاني التأهيل لرمضان أن تتعلم فقه رمضان، فرمضان مشروع العمر، ومشروع العمر يحتاج لدراسة جدوى تليق به؛ لأنك لو نجحت باغتنام رمضان ستوفق عند الله -عز وجل- نحتاج إلى أن نفهم فقه رمضان، وليس معنى ذلك تعلم أحكام الصيام فقط؛ فهذا جزء مهم من فقه رمضان.
- إذا ما معنى فقه رمضان؟
- أولا، أن تتعلم فقه النية في رمضان؛ فرمضان دورة تدريبية مكثفة على الاهتمام بنيتك وتهذيبها والوصول بها إلى الكمال والجمال، والنية تفرق بين العادة والعبادة، ونحن هنا نتكلم عن النية التي توصلك للإخلاص والقبول، وإلا فالعمل دون الإخلاص مردود.
فقه القيام
- ثانيا، فقه القيام؛ فقد يصلي العبد التراويح كاملة، ولكن ينتكس بعد رمضان؛ فلماذا حصل تراجع وانتكاسة؟ في الحقيقة؛ لأننا لم نتعلم فقه القيام.
- وهنا نسأل لماذا نصلي القيام؟ سيجيب بعضنا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»، وحديث: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»، وغير ذلك من أحاديث، والحقيقة أنك طالما كنت حريصا على السنة؛ فالسنة الحقيقية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يدع صلاة 11 ركعة في رمضان أو غير رمضان، والسنة لا تعتمد فقط على رمضان، ويقول[: «عليكم بقيام الليل؛ فإنه دأب الصالحين من قبلكم، فيه تكفير الذنوب ومنهاة عن الإثم، مطردة للداء من الجسد»، ويقول: «أحب الأعمال إلى الله أدومه وإن قل»، وفي الحديث: «من قام من الليل فأيقظ امرأته فصليا كتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات».
فقه السحور
- ثالثا فقه السحور، انظر كيف دُعي المسلم له؛ فقال صلى الله عليه وسلم: «تسحروا فإن في السحور بركة»، وقال: «إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين»، وعندما كان النبي صلى الله عليه وسلم يوقظ أنس رضي الله عنه للسحور، يقول: «هلمّ يا غلام إلى الغداء المبارك»؛ فيسميه صلى الله عليه وسلم بالغداء المبارك، وانظر إلى الفقه؛ حيث يقول: «لا زال الناس بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور»، إذا يوجد هدف وتوجيه وتربية؛ فيقول: «نعم سحور العبد المؤمن التمر».
فقه ترويض الجوارح
- رابعا فقه ترويض الجوارح؛ فرمضان مدرسة لترويض الجوارح، السمع، والبصر، واللسان، والبطن، والفرج، وسائر الجوارح بإمكانك أن تقوم بترويضها حتى تخرج من رمضان، وقد استقامت، والتزكية الحقيقية للنفس تكون في رمضان؛ حيث يكون الجو مهيئا لكي تزكي نفسك، ورسول الله[، يقول: «إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل فإن سابه.. الحديث»، وهذا ترويض للنفس وتأهيل للصيام، وفي الأثر «إذا كان يوم صومك؛ فليصم سمعك، وبصرك، ولسانك، ولا تك في يوم صومك، كيوم فطرك سواء»، وفي الحقيقة إذا روضت جوارحك في رمضان ستستريح بعد رمضان.
فقه الدعاء
- خامسا: فقه الدعاء؛ فرمضان من أعظم مواسم استجابة الدعاء؛ فهو فرصة ذهبية بأن توفق لدعوة مستجابة توصلك إلى ما تصبو إليه قد تغير من شأنك، وتحقق بها الإصلاح والتغيير، انظر إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «وللصائم دعوة لا ترد»، وقوله: «وللصائم حين فطره دعوة لا ترد»، وكذلك وقت النزول الإلهي «الثلث الأخير من الليل»، قالوا: يا رسول الله أي الدعاء أسمع، قال: «جوف الليل الآخر»، وأكثر ما تكون ساجدا في حياتك، يكون في شهر رمضان؛ حيث هناك كم كبير من السجود في رمضان، وفي الحديث: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد»، وفي الحديث: «إذا نودي للصلاة فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء»، وفي الحديث أيضا و«الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد»؛ لذلك ينبغي أن نتعلم فقه الدعاء لنغتنمه في شهر رمضان.
فقه اغتنام الفرص
- سادسا: فقه اغتنام الفرص؛ ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد درجات منبره؛ فقال: «آمين» ثم صعد الثانية؛ فقال: «آمين»، ثم صعد الثالثة؛ فقال: «آمين»؛ فقال أصحابه الكرام بعد الخطبة: يا رسول الله على ما أمنت؟ قال صلى الله عليه وسلم: «جاءني جبريل فقال لي: رغم أنف عبد أدرك والديه فلم يدخلاه الجنة فقلت: آمين؛ فلما ارتقى الدرجة الثانية؛ فقال: رغم أنف عبد ذكرتَ عنده فلم يصلِّ عليك؛ فقلت: آمين، ثم صعد الدرجة الثالثة؛ فجاءه جبريل فقال: رغم أنف عبد أدرك رمضان فلم يغفر له»، أي خاب وخسر، تخيل الدعاء من جبريل يؤمن عليه رسول الله بالخيبة والخسران، وقد قيل: «لا يوجد عاقل في الدنيا يقبل على نفسه أن يوصف بالخيبة والخسران»؛ ولذلك إن لم تغتنم رمضان وتخرج وقد غفر لك فهذه هي الخيبة والخسران، ومن رضي على نفسه بهذا الوصف ففي إيمانه دخن.
فقه النفقة
- سابعاً فقه النفقة، ينبغي أن يتعلم الإنسان في شهر رمضان كيف يروض نفسه على هذه الطاعة العظيمة؛ فالنفوس بطبعها شحيحة ولا سيما مع غلاء الأسعار والضغوط، فقد يسيطر الشح أحيانا؛ فرمضان فرصة لتعلم فقه النفقة؛ حيث كان رسول الله أجود من الريح المرسلة، وأجود ما يكون في رمضان، وهو القائل صلى الله عليه وسلم: «اتقوا النار ولو بشق تمرة»، ورمضان فرصة؛ لأن تروض نفسك على الصدقة في ظل أجواء مهيئة وقد تسلسلت الشياطين.
برنامج يومي
ولذلك من المهم أن نقوم بعمل برنامج يومي خلال رمضان للنفقة ولو على شيء يسير، كالتمرات التى يفطر بها صائم؛ فرب عمل صغير عظّمته النية، ورب عمل كبير حقّرته النية، وشهر مضان شهر زهد وليس شهر طعام وشراب وتنافس في الطعام، كما يفعل بعضهم، وفقه النفقة في رمضان يصنع جوا من التواصل المجتمعي، يسعد الفقراء والمساكين، ويصنع تكافلا اجتماعيا على أعلى مستوى؛ ولذلك نحتاج إلى الاهتمام بفقه النفقة في رمضان.
فقه الذكر
- ثامنا، فقه الذكر؛ فإن الإنسان طوال العام قد يتفلت لسانه عن الذكر، ومن المهم في رمضان أن يأخذ الإنسان عهدا على نفسه بهجر القيل والقال، والغيبة، والنميمة، واغتنام الفرصة بالذكر والتسبيح والتحميد والتكبير؛ فشهوة الكلام أقوى من شهوة الفرج، كما يقول بعضهم؛ فقد يصبر الإنسان بغير زواج سنين، ولا يصبر على السكوت يوما وحدا، ويقول الله -سبحانه وتعالى-: {ألا بذكر الله تطئمن القلوب}، والظروف في رمضان مهيئة لكي تروض لسانك؛ فيكون لسانك رطبا بذكر الله، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابة السيطرة على اللسان وترويضه؛ فالآثار التي تروى عنه عظيمة.
فقه القرآن
- وأخيراُ فقه الإقبال على القرآن، والحديث عن القرآن عظيم؛ فعن أبِى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده»، وعن عثمانَ بن عفانَ رضي الله عنه قال: قالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: «خَيركُم مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعلَّمهُ».
لاتوجد تعليقات