أهمية الخشوع في الصلاة
- الصلاة يتهاون بها كثير من الناس، فما الأسباب في نظركم؟ وما السبل التي يمكن اتباعها لإرجاع المسلمين إليها إن شاء الله -تعالى؟
- أسباب ذلك متعددة كثيرة، من أهمها وأعظمها اتباع الشهوات؛ ولهذا قرن الله -تبارك وتعالى- إضاعة الصلاة باتباع الشهوات، فقال -سبحانه-: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ}. ومن أسبابه أيضاً جهل الناس بحقيقة هذه الصلاة، جهلهم بأهميتها، جهلهم بفوائدها، جهلهم بفضائلها، جهلهم بثوابها، جهلهم بمرتبتها عند الله -عز وجل-، إلى غير ذلك من الأمور التي أوجبت للناس -لكثير منهم- الاستهانة بها. ومن أسبابها -أي: من أسباب التهاون بالصلاة- أن كثيراً من المصلين إذا صلوا إنما يصلونها -نسأل الله لنا ولهم العفو والعافية- كعمل روتيني، عمل جارحي، أي: عمل جوارح فقط لا عمل قلب، فلا تكاد تجد عندهم خضوعاً ولا خشوعاً ولا ذلا بين يدي الله -عز وجل-، ولا استحضاراً لما يقولون في صلاتهم، ولا استحضاراً لما يفعلون؛ فلهذا يخرجون من الصلاة لم يستفيدوا منها شيئاً، لم يحصل لقلوبهم نور، ولم يحصل لإيمانهم زيادة، ولم يحصل منهم ابتعاد عن الفحشاء والمنكر، كل هذا لأنهم يصلون صلاة جسد بلا روح، ولو أنهم أعطوا الصلاة حقها من الخشوع وحضور القلب والإنابة إلى الله وشعور الإنسان بأنه واقف بين يدي ربه فكان يحب هذه الصلاة ويألفها ويهوى قلبه إليها، ولهذا قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: «جعلت قرة عيني في الصلاة».
لاتوجد تعليقات