رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: علاء بكر 6 يونيو، 2017 0 تعليق

التحذير مِن الأحاديث الضعيفة في الصيام

 

 

     مِن الأخطاء التي اعتاد عليها الناس -على خطورتها-: تناقل الأحاديث الضعيفة -بل والموضوعة- فيما بينهم، ولاسيما حول الصيام في رمضان، فيكثر منهم ترديد ذلك في المجالس والدروس، بل وعلى المنابر! مع أن العلماء بيَّنوا ونبهوا أنه لا تذكر هذه الأحاديث الضعيفة والموضوعة إلا مع بيان ضعفها والتحذير منها، ولاسيما إذا ترتبت عليها أحكام وأمور لا تؤخذ إلا مِن الأحاديث الصالحة للاحتجاج.

ومعلوم أن تمييز الصحيح مِن السقيم مِن الأحاديث مِن المطالب الشرعية؛ لما يترتب عليها مِن اعتقادات، وعبادات، وأعمال وآداب، وقد تضافرت جهود علماء الأمة جيلاً بعد جيلٍ على تتبع وتمحيص الصحيح مِن الضعيف مِن الأحاديث.

     والواجب على كل مسلم «لاسيما الدعاة» التثبُّت مِن صحة كل حديث قبْل نقله ونشره؛ فغالب الناس يتلقى وينقل كل الأحاديث التي يقرؤها أو يسمعها -دون تثبت- على أنها صحيحة، ويأخذ منها الأحكام والفوائد، ويحتج بها بعضهم على بعض، وهذا مِن شؤم ترك الاجتهاد في تحصيل العلم الصحيح النافع، وبذل الجهد في تتبع كلام العلماء في التمييز بيْن الصحيح والسقيم مِن الحديث.

     وقد جاء في الحديث المرفوع المتواتر الوعيد الشديد على الكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» (متفق عليه)، ونسبة الأحاديث الضعيفة والموضوعة إلى كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مِن ذلك.

فالواجب على كل مسلم «ولاسيما الصائم في رمضان» أن يتحرى ويتثبت مِن صحة كل ما ينسبه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولاسيما في مقام الدعوة إلى الله، والنصح والإرشاد؛ لئلا يعامل بنقيض ما أراد، فليس كل مريد للخير يبلغه!

     وهذا مما يؤكد حاجتنا إلى التصفية قبْل التربية، فننقي ديننا مما شابه عبْر قرون مِن البدع والأخطاء؛ بسبب انتشار الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وتقديم آراء الرجال على صحيح السُّنة، ولا شك أن تربية الأمة على الكتاب والسُّنة الصحيحة هي التربية السليمة التي تؤتي ثمارها الطيبة المرجوة.

وإن أخذ الناس بما لم يصح مِن السُّنة فيكون على حساب نشر السُّنة الصحيحة بينهم، ويفوِّت عليهم الاستفادة مِن الفوائد والأحكام الصحيحة النافعة التي تضمنتها الأحاديث الصحيحة، قال عبد الله بن المبارك -رحمه الله-: «في صحيح الحديث شغل عن سقيمه».

وسوف نذكر -إن شاء الله- في مقالنا القادم طرفًا مِن هذه الأحاديث التي لم تصح مع انتشارها بيْن الناس مِن باب التحذير منها.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك