التدخين السلبي وخطره على الأسرة والمجتمع
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا ضرر ولا ضرار»، هذا حديث مشهور عند أهل العلم وقاعدة شرعية من جوامع كلم النبي -صلى الله عليه وسلم -؛ لأن الشريعة مبنية على جلب المصالح ودفع المفاسد، والمعنى الذي يدل عليه الحديث هو: أن الشخص ليس مطلوبا منه أن يضر نفسه، وليس مسموحا له كذلك بأن يضر غيره؛ لذلك فالتدخين بأنواعه كافة ضرر بالغ للشخص المدخن وللمجتمع من حوله.
والتدخين السلبي يعد نوعا من أنواع الضرر البالغ بالآخرين، فهو استنشاق دخان التبغ الذي يتناوله أشخاص آخرون، ويعد هذا النوع من الدخان غير المباشر من الملوثات الداخلية التي تشيع داخل المنزل وفي الأماكن المغلقة، وهو ما يجعله بمثابة الخطر الحقيقي على الصحة لهؤلاء الأشخاص الذين يدخنون والذين لا يدخنون، ويكون الأطفال الأكثر تضرراً جراء ذلك الدخان غير المباشر، والحقيقة المؤسفة أن المدخن يستنشق حوالي 15% فقط من محتويات السيجارة، بينما ينفث 85% من طرفها المحترق إلى الهواء ليستنشقها الآخرون (التدخين السلبي).
الآثار طويلة المدى
أثبتت العديد من الأدلة العلمية أن دخان التبغ غير المباشر يؤدي إلى العديد من الأمراض تمامًا مثل التدخين المباشر، بما في ذلك أمراض القلب والجهاز الدوري وسرطان الرئة وأمراض الجهاز التنفسي، وغيرها من الأمراض منها على سبيل المثال:
السرطان
زيادة خطر الإصابة به عموما؛ فباستعراض الأدلة المتراكمة على الصعيد العالمي، خلصت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان عام 2004 إلى أن (التدخين اللاإرادي) التعرض لدخان التبغ غير المباشر أو دخان التبغ البيئي يؤدي إلى إصابة الإنسان بالسرطان.
سرطان الرئة
أثبتت سلسلة من الدراسات - أجريت في الولايات المتحدة في الفترة من 1986-2003، وفي المملكة المتحدة في عام 1998، وفي أستراليا في عام 1997، فضلا عن العديد من الدراسات على المستوى الدولي في عام 2004- بالأدلة الدامغة تزايد المخاطرة النسبية بطريقة هائلة بين من يتعرضون لدخان التبغ السلبي.
سرطان الثدي
خلصت وكالة حماية البيئة بكاليفورنيا في عام 2005 إلى أن التدخين السلبي يزيد من احتمالية التعرض لخطر الإصابة بسرطان الثدي في المقام الأول بين النساء الأصغر سنًا في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث بنسبة 70%.
سرطان الخلايا الكلوية
توضح إحدى الدراسات الحديثة تزايد احتمالية التعرض لخطر الإصابة بسرطان الخلايا الكلوية بين غير المدخنين الذين يتعرضون للتدخين السلبي، سواء في المنزل أم أماكن العمل.
أمراض الأنف والأذن والحنجرة
احتمالية تعرض الأذن للإصابة بالعدوى.
أمراض الجهاز الدوري
احتمالية التعرض لأمراض القلب، وانخفاض معدل ضربات القلب المتغيرة، وارتفاع معدل ضربات القلب، كما أظهرت الدراسات المتعلقة بعلم انتشار الأمراض والأوبئة أن كلاً من التدخين السلبي والإيجابي يزيدان من خطر تصلب الشرايين.
مخاطر التدخين السلبي
(الحوامل والأجنة)
أشارت بيانات استرالية إلى أن حوالي 12% من السيدات يدخنون التبغ خلال أشهر الحمل. ويمكن للتدخين والتدخين السلبي أن يؤثرا تأثيرا خطيرا على الأجنة أثناء نموها.
- وتضم مخاطر الصحة التي تتعرض لها الأمهات أثناء الحمل ما يأتي:
- زيادة مخاطر الإجهاض وولادة أجنة ميتة.
- زيادة مخاطر الولادة قبل الأوان وقلة وزن الطفل عند الولادة.
- زيادة مخاطر الموت المفاجئ وغير المتوقع للأطفال.
- زيادة مخاطر التعقيدات أثناء الولادة.
- كما تتزايد احتمالات وضع الحوامل غير المدخنات لأطفال أخف في أوزانهم بدرجة أقل من الطبيعي إن كُنّ يتعرضن لدخان غير مباشر في المنزل في حال كان أزواجهن يدخنون.
مخاطر التدخين السلبي
على الأطفال
- الوفاة المفاجئة وغير المتوقعة لدى الأطفال.
- الإصابة بمجموعة من الأمراض التنفسية بما في ذلك التهاب الشعب الهوائية، والتهاب القصيبات والالتهاب الرئوي (في أول 18 شهراً).
- تزايد احتمالات الإصابة بأعراض الربو.
- تزايد احتمالات الإصابة بأعراض مثل: الكحة والبلغم والأزيز وضيق التنفس (في سن الدراسة).
مخاطر التدخين السلبي على الذين لم يدخنوا مطلقاً
- زيادة أخطار الإصابة بالقلب.
- جعل الدم أكثر «لزوجة» ومن ثم تزايد احتمالات الإصابة بالتجلط، وهو ما يزيد بالتالي من خطر الإصابة بمشكلات صحية عدة من بينها النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
- خفض مستويات الفيتامينات المضادة للأكسدة في الدم.
- تأثر طريقة تنظيم الأوعية الدموية لتدفق الدم.
-زيادة أخطار الإصابة بتصلب الشرايين.
- زيادة أخطار الإصابة بالسكتات الدماغية وسرطان الجيوب الأنفية وسرطان الحنجرة وسرطان الثدي وأعراض الجهاز التنفسي على المدى الطويل والمدى القصير وفقدان وظائف الرئة ومرض الانسداد الرئوي المزمن.
أهمية التخلي عن التدخين السلبي
إن لم يكن بوسع الشخص المدخن أن يتخلى عن التدخين في سبيل الحفاظ على صحته، فقد يكون السعي للحفاظ على صحة أفراد أسرته أو باقي أفراد المنزل من الدوافع القوية.
خفض أضرار التدخين السلبي
- عدم التدخين في المنزل.
- التأكد من عدم قيام الزوار بالتدخين داخل المنزل.
- تجنب التدخين في السيارة.
- عدم التدخين في أي مكان مغلق.
- محاولة تجنب أخذ الأطفال إلى الأماكن التي يميل فيها الأشخاص إلى التدخين.
- ضمان توفير الأشخاص الذين يعتنون بالأطفال بيئة خالية من الدخان.
لاتوجد تعليقات