خشونة الركبة.. الأسباب وطــرق العـــلاج
خشونة الركبة مرض ينتج عن تأكل الغضاريف الناعمة التي تغطي سطح المفصل، بالتالي تؤدي إلى نعومة الحركة؛ حيث يحدث ضعف في تماسك هذه الغضاريف مما يؤدي إلى تشقق سطحها وتأكلها تدريجياً
تعد الركبة هي الجزء الأكثر بروزاً في جسم الإنسان، وتؤدي العديد من الوظائف المهمة والأنشطة الأكثر حيوية للإنسان، ومع التقدم في السن قد تصاب بخشونة في غضروف الركبة أو ليونة في العظام، كما تتعرض الركبة للعديد من التغيرات التي قد تؤدي إلى المزيد من الألم والالتهاب والتورم، وخشونة الركبة مرض ينتج عن تآكل الغضاريف الناعمة التي تغطي سطح المفصل، بالتالي تؤدي إلى نعومة الحركة؛ حيث يحدث ضعف في تماسك هذه الغضاريف؛ مما يؤدي إلى تشقق سطحها و تآكلها تدريجياً إلى أن تصبح العظمة خالية من الغضاريف التي تحميها.
وهناك بعض العوامل التي تتسبب في الإصابة بخشونة الركبة والمفاصل، وأحد أهم هذه العوامل كبر السن أو زيادة الوزن الذي يسبب ضغطاً كبيراً على الركبة والمفصل، وكذلك وجود حالة في الساقين تسمى تقوّس الساقين، وكذلك الإفراط في تناول اللحوم والبقوليات.
ما الخشونة؟
إن تسمية خشونة المفاصل هي تسمية عامة تصف الحال التي تبدو عليها المفاصل التي تتصف بالنعومة في الحالة الطبيعية، ولكن التسمية العلمية هي (الفصال العظمي) أو (داء المفاصل التنكسي) أو (داء المفاصل التآكلي).
كيف تنشأ الخشونة؟
يتكون المفصل أساساً من نهايات عظمية وغضروف، والغضروف هو مادة مرنة تغطي النهايات العظمية وتسهل حركتها وتمنع احتكاكها مع بعضها، وفي حالة خشونة المفاصل فإنه يتآكل الغضروف مع الزمن؛ مما يجعل سطوح النهايات العظمية مكشوفة وعرضة للاحتكاك وتنشأ بروزات عظمية، وهذا كله يسبب ألماً وانتفاخاً والتهاباً وعجزاً في الحركة، كما يوجد في المفصل ما يسمى بالغشاء الزلالي الذي يفرز السائل الزلالي الذي يقوم بتليين حركة المفصل ويسهل انزلاقه ويحميه من الصدمات، ويحتوي هذا السائل في تركيبه على نسبة عالية من حمض (الهيالورنيك)؛ مما يعطيه قواماً لزجاً ومرناً ليقوم بدوره بكفاءة.
وفي حالة الإصابة بخشونة المفصل فإن الالتهاب يصيب أيضاً الغشاء الزلالي؛ فيزداد إفراز السائل الزلالي، ولكن تقل نسبة حمض (الهيالورنيك)المسؤول عن لزوجته ومرونته؛ مما يفقده دوره ويتراكم السائل في المفصل مسبباً تورم المفصل.
وعادة ما يصيب مرض خشونة المفاصل مفاصل اليدين والقدمين والعمود الفقري، ولكن الإصابة الأكثر شيوعاً هي إصابة المفاصل التي تحمل أوزاناً كبيرة كمفاصل الركبتين والوركين.
نسبة انتشار الخشونة
يعد هذا المرض أكثر أمراض المفاصل انتشاراً في العالم، وتبلغ نسبة انتشاره أكثر من 10 % أي أن كل عشرة أشخاص يوجد بينهم واحد على الأقل مصاب بخشونة المفاصل، وتزداد نسبة انتشار هذا المرض مع التقدم بالعمر؛ حيث إن 30 % من الأشخاص ذوي الأعمار (45 -65 عاماً) يعانون المرض، بينما تصل نسبته إلى 70 % لدى الأشخاص الذين أعمارهم فوق 65 عاماً، وتقول الدراسات الحديثة: إن الرجال أكثر إصابة من النساء في عمر دون الخمسين عاماً، وقد يعود ذلك إلى الأعمال المجهدة التي يقومون بها في هذا العمر، لكن النساء أكثر إصابة في عمر فوق الخمسين عاماً، ويعود ذلك إلى انقطاع الدورة الشهرية في هذا العمر، بالتالي يقل إنتاج هرمون (الاستروجين) المسؤول عن حماية العظام والمفاصل.
أعراض خشونة المفاصل
-الألم: وهو العرض الرئيس، ويوصف عادة بأنه ألم حاد أو شعور بالحرقة، وهذا الألم يظهر ويختفي، ولكن إذا كان الألم مستمراً أو أثناء الليل فإن ذلك قد يكون مؤشراً على تقدم المرض.
-الصلابة: صلابة المفاصل قد تكون أكثر ما تلفت الانتباه عند الاستيقاظ في الصباح أو بعد فترة من الخمول.
-ضعف العضلات: العضلات التي تحيط بالمفصل قد تصبح أضعف، وكثيراً ما يحدث هذا في حالة خشونة مفاصل الركبتين.
-تشنجات وتقلصات: قد تحدث تشنجات في العضلات وتقلصات في الأوتار المرتبطة بالمفصل.
-الورم: عادة لا تسبب خشونة المفاصل ورماً شديداً، إنما تسبب ورماً خفيفاً، ولاسيما في الركبة.
-تشوه المفصل: تظهر المفاصل مشوهة، ولاسيما مع تطور المرض.
-نطاق محدود من الحركة أو فقدان القدرة على استخدام المفصل: مع تطور المرض قد يصبح الشخص غير قادر على طي أو ثني أو مد مفاصله، أو قد يصبح غير قادر على استخدامها على الإطلاق.
الطقطقة والفرقعة: قد تصدر أصوات طقطقة وفرقعة عند تحريك المفصل أو عند لمسه.
-اضطرابات في النوم: الألم وتيبس المفاصل قد يؤديان إلى اضطرابات في نوم المريض.
كيف يتم تشخيص خشونة المفاصل؟
يتم التشخيص بالاعتماد على ما يأتي: القصة المرضية للمريض والفحص السريري من قبل الطبيب، وفي حالة التهاب المفاصل (الروماتويدي) يتم إجراء تحاليل دموية لنفي الإصابات المفصلية الأخرى كالعامل الرثياني (RF)، كذلك يتم التشخيص من خلال إجراء تصوير بأشعة (x) للمفاصل المصابة للتأكد من صحة التشخيص؛ حيث يظهر في الصورة ضيق بالمسافة بين العظام بسبب تآكل الغضاريف، كما يتم إجراء الرنين المغناطيسي إذا كان هناك شك في وجود إصابات أخرى بالمفصل كوجود قطع في الغضروف الهلالي.
علاج خشونة المفاصل
هناك ثلاثة أنواع من العلاجات:
(1) العلاج الدوائي(2) العلاج الطبيعي(3) العلاج الجراحي
أولاً- العلاج الدوائي : في البداية يجب أن نعلم أنه لا يوجد دواء شاف لخشونة المفاصل، وإنما الأدوية جميعها هي فقط مسكنة للألم أو مخففة للالتهاب المرافق لخشونة المفاصل، أو تعمل على تأخير تطور المرض.
ثانياً- العلاج الطبيعي: إن عدم وجود أدوية شافية لخشونة المفاصل جعل الأنظار في الآونة الأخيرة تتوجه إلى استخدام العلاج البديل أو العلاج الطبيعي، وبالفعل أثبت هذا النوع من العلاج فعالية كبيرة في العديد من الحالات، ويستهدف هذا العلاج ما يأتي:
تسكين الألم، وتخفيف الصلابة، وتخفيف التورم، تحسين الحالة الوظيفية للمفصل، والعلاج الطبيعي يعالج الألم دون ألم، وقبل البدء بمعالجة المريض بهذا العلاج فإنه يجب الأخذ بعين الاعتبار ما يأتي:
العمل على إنقاص الوزن، تناول بعض الأغذية والمكملات المفيدة: كالمأكولات البحرية الحاوية على (الغلوكوزامين) و(الكوندروتين) أو المكملات الحاوية عليها، وكذلك الأغذية الحاوية على الفيتامين (c) والأوميغا (3) مفيدة في خشونة المفاصل، أما طرائق العلاج الطبيعي فهي عديدة، وقد تكفي طريقة واحدة أو يستخدم مزيج منها، على حسب رأي الطبيب المختص.
ثالثاً- العلاج الجراحي: يستخدم في حال لم ينفع العلاج الطبيعي والعلاجات الأخرى في معالجة مرض خشونة المفاصل، ولاسيما في المراحل المتطورة منه، أما أهم طرائق هذا العلاج فهي:
-جراحة المناظير: حيث يتم تنظيف المفصل وإزالة الأجزاء التالفة من الغضاريف وإصلاح التلف.
-جراحة الاستبدال: حيث يتم استبدال الغضاريف التالفة بغضاريف صناعية.
إرشادات لمريض خشونة الركبة
- تجنب الوقوف لفترات طويلة وصعود السلم وهبوطه بنهج متكرر؛ لأن هذا يؤدي إلى زيادة الضغط علي مفصل الركبة؛ مما يزيد من خشونة الركبة وآلام المرافق.
- تجنب ثني مفصل الركبة ما بعد تسعين درجة سواء بتثبيتها تحت الكرسي الذي تجلس عليه أو بالجلوس على كرسي منخفض أو بثنيها أثناء الصلاة، ولاسيما وضع قراءة صورة التشهد؛ حيث يجب أن تجلس على كرسي.
- تجنب بعض أوضاع الجلوس الخطأ؛ كوضع القرفصاء أو تربيع الساقين أو الجلوس على الأرض مع ثني الساق إلى أسفل الجسم.
- تجنب استخدام الدراجة الثابتة أو المتحركة؛ حيث إنها تؤدي إلى زيادة الاحتكاك بين المفاصل، وأيضاً حاول تجنب كل ما يؤدي إلى حدوث طرقعة في الركبة .
- كما يؤدي المشي بانتظام إلى تحسين الدورة الدموية لغضاريف الركبة وأنسجتها وتقوية العضلات، ولكن يجب أن يتم ذلك بدون حدوث إجهاد لمفصل الركبة، ويفضل المشي على سطح مستوي مثل أرضية النادي الناعمة والحديقة كما يفضل ارتداء الأحذية الرياضية أثناء المشي؛ فهي مهمة لأولئك الذين يعانوا من خشونة الركبة
- يساعد فقدان الوزن علي تخفيض الأحمال علي مفصل الركبة؛ لذلك يجب الحد من النشويات والدهون وتناول المزيد من الفواكه والخضروات وممارسة التمارين الرياضية .
- يمكنك استخدام عصا أثناء المشي لتقليل الضغط على الركبة وإذا كان لديك ركبة مصابة يمكنك مسك العصا في الاتجاه المعاكس؛ فمثلاً إذا كان لديك إصابة في الركبة اليمني، تمسك العصا في اليد اليسري.
- عند صعود السلم لفترات طويلة، ولتجنب الألم قم بالاستناد إلى جدار السلالم، واصعد درجة درجة واصعد بالساق السليمة أولاً.
- ممارسة تمارين لعلاج خشونة الركبة، من خلال الطبيب المختص.
الوقاية من خشونة المفاصل
كما يقولون: «غرسوا فأكلنا ونغرس فيأكلون»، فنحن نتعلم اليوم ليعيش أبناؤنا بصحة جيدة غدًا؛ هذه المقالة موجهة للجيل الحالي من الآباء للحفاظ على مفاصل أبنائهم من الأجيال القادمة؛ ذلك لأن عملية الحفاظ على المفاصل وحمايتها من الخشونة المستقبلية تبدأ منذ الولادة؛ حيث تقع المسؤولية على الوالدين بالكشف على مولودهما والتأكد من عدم وجود أي تشوهات خلقية بالمفاصل أو العظام حولها التي إذا تأخر علاجها أو أهملت تؤدي إلى خشونة مفاصل لاحقا .
ومن أهم هذه الأمثلة خلع الورك الولادي؛ حيث الكشف المبكر وعلاجه أصبح جدا سهل وضمن مقدرة الجميع، ومن الأمثلة أيضا القدم القحفاء المهمل علاجها، وهنا أود التأكيد على علاج هذه المشكلات حتى بدرجاتها البسيطة؛ لأنها تؤدي لخشونة مفاصل مبكرة في المستقبل.
لاتوجد تعليقات