أحسن الظن بربك
- ماذا يفعل من ابتلي بأمراض مزمنة لا يجد الطب لها علاجاً مع العلم بأنه صابر ومحتسب عند الله ولا يشكو لأحد، لكنه يجد في نفسه أحياناً بعض الضيق والألم، فبماذا تنصحونه؟
- الله جلَّ وعلا أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين، وربنا أرحم بعبده من والدته به، مرت امرأة في إحدى غزوات النبي [، فلما رأت ابنها عرفته فألصقته على صدرها فقال النبي [: «أترون هذه تلقي ولدها في النار؟» قالوا: لا يا رسول الله، قال: «والله، لله أرحم بعبده من هذه بولدها»، فالذي قدّر لك هذه الأمراض والأسقام هو رب العالمين أرحم بك من أمك الشفيقة عليك؛ فأحسن الظن بربك وتوكل عليه والتجئ إليه وناده كما ناداه عبده أيوب: {إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} (الأنبياء: 83)، فالله جلَّ وعلا جدير أن يجيب دعاءك أو يجعل ذلك مدخراً لك في دار كرامته تنال به الأجر والثواب: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُون} (البقرة: 156 - 157)، وفي الحديث: «لا يزال البلاء بالمؤمن حتى يخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه».
ثم يا أخي الطب مهما بلغ من التقدم والرقي لكن مع تقدمه ورقيه يقف أمام قدرة الله لا يستطيع أنيتقدّم ولا يتأخّر، قال الله تعالى: {وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (المنافقون: 11)، وقال تعالى: {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (الواقعة: 83 - 87)، البشر كل البشر لا يستطيعون تأجيل الموت ولا إرجاع الروح بعد خروجها، والطب معروف وله فضل، ونعمة من نعم الله لكنه في حدوده التي قدَّرها الله، والواجب الصبر على البلاء وسؤال الله العافية وبذل الأسباب المباحة النافعة.
لاتوجد تعليقات