المصطفى لازم الوتر حضراً وسفراً
- قد يترك الإنسان صلاة الوتر قائلاً: عندما أنهض للصبح أصليها، ولكن قد يغلب عليه النعاس والنوم فلا يستيقظ إلا بعد الأذان. وهناك حالتان: الأولى: يستيقظ بعد الأذان، ولكن قبل أن تشرق الشمس. الثانية: يستيقظ بعد الأذان، وبعد أن تشرق الشمس. فكيف يصلي الوتر في هاتين الحالتين، وهل يصلي؟
- الوتر سنّة مؤكدة، والنبي [ كان يلازم الوتر حضراً وسفراً، فما كان يدع الوتر في حضره ولا في سفره، وكان يرغِّب فيه بقوله [ : “أوتروا يا أهل القرآن”، وبقوله [: “من لم يوتر فليس منا”، فالوتر سنّة مؤكدة، فلا ينبغي لمسلم أن يتركه، بل ينبغي له أن يواظب عليه، وهو ليس بواجب كالفريضة، ولكنه من السنن المرغّب فيها، والنبي [ حافظ عليه، مما يدل على أهميته. ووقت الوتر بعد صلاة العشاء؛ لقوله [: “إن الله أمدكم بصلاة هي خير لكم من حمر النعم: الوتر ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر” والمسلم الذي لا يستطيع القيام آخر الليل ينبغي له أن يوتر أول الليل، ومن يطمع أن يقوم آخر الليل فليوتر آخر الليل. فمن كان يغلب على ظنه ثقل نومه وعدم استطاعته القيام فليوتر أول الليل. فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: أوصاني خليلي [ بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام. قالوا، لأن أبا هريرة كان يدرس الحديث والنبي [ أمره بالوتر خوفاً أن ينام ويترك الوتر. ولكن الوتر آخر الليل أفضل لمن قدر على ذلك، وإذا فاته الوتر وكان من عادته أن يوتر قبل الفجر لكنه غلب عليه النعاس وفاته الوقت فإنه يقضيه ما بين طلوع الشمس إلى صلاة الظهر شفعاً، أي أنه إن كان يوتر ثلاثاً قضاها أربعاً، وإن كان يوتر خمساً قضاها ستاً شفعاً لأن محل الوتر هو في الليل.
لاتوجد تعليقات