واحة الفرقان
من مشكاة النبوة
عن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله [ كان إذا أتى مريضا (أي: يزوره)، أو أُتي به، قال: «أذهب الباس، ربَّ الناس، اشفِ وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سَقَما».
وعنها - أيضا، رضي الله عنها - «أن رسول الله [ كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوِّذات، وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه، وأمسح بيده؛ رجاء بركتها».
الدر المنثور
خطب علي بن أبي طالب ] يومًا، فقال: «عباد الله الموتَ الموت! ليس من فوت، إن أقمتم أخذكم، وإن فررتم أدرككم، الموت معقود بنواصيكم، فالنَّجَا النَّجَا، والوَحَا الوحا! فإن وراءكم طالبا حثيثا وهو القبر، ألا وإن القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار، ألا وإنه يتكلم - بلسان الحال - كل يوم ثلاث كلمات: أنا بيت الظلمة، أنا بيت الوحشة، أنا بيت الديدان! ألا وإن وراء هذا اليوم يوما أشد منه، يشيب فيه الصغير، ويسكر فيه فيه الكبير، و{تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد}، ألا وإن وراء ذلك ما هو أشد: نار تسعّر، حرها شديد، وقعرها بعيد، وحَلْيُها حديد، وماؤها صديد». فبكى المسلمون بكاء شديدا.
معجم المعاني في صفة العين:
< البَرَج: عِظَم العينين وحسنهما من باطنٍ؛ فالرجل أبرج، والمرأة بَرْجاء.
< والنَّجَل: سعتهما وحسنهما؛ فالرجل أنجل، والمرأة نجلاء.
< والدَّعَج: شدة سوادهما في شدة بياضهما؛ فالرجل أدعج، والمرأة دعجاء.
< والحَوَر: قريب من الدَّعَج؛ فالرجل أحور، والمرأة حوراء، وقيل: ليس في بني آدم حَوَر، وإنما قيل للنساء؛ تشبيهًا.
< والعَيَن: قريب من النَّجَل؛ فالرجل أَعْيَن، والمرأة عيناء.
< والكَحَل: أن تكون نواحيهما سُودًا من غير تكحُّل؛ فالرجل أكحل، والمرأة كحلاء.
من الأوهام الشائعة
< خلط بعضهم بين «لا يجب» و«لا يجوز»، فيستعملون الأولى مكان الثانية، فيقولون - مثلا -: «لا يجب» أن تغتاب أخاك المسلم أو: «لا يجب» أن تهينه.
< والصواب: «لا يجوز»، فيهما جميعا، وفيما يشبههما من الكلام الذي يُراد به النهي؛ إذ إن مقتضى «لا يجب» هو الجواز؛ فيكون المعنى حينئذ: أن اغتيابك أخاك المسلم وإهانته غير واجبين، بل جائزان، وهذا ضد المراد.
ويمكن - أيضًا - أن يقال في المثالين المذكورين وشِبْههما: يجب ألا...؛ إذا أريد بالكلام النهي، كما مر آنفًا.
سحر البيان
قال البوصيري في «البردة»:
والنفس كالطفل إن تهمله شبّ على
حب الرضاع وإن تفطمه ينفطمِ
فاصرف هواها وحاذرْ أن تولّيه
إن الهوى ما تولَّى يُصْمِ أو يَصِمِ
وراعِها وهْي في الأعمال سائمةٌ
وإن هي استَحْلَتِ المرعى فلا تَسُمِ
كم حسَّنَتْ لذةً للمرء قاتلةً
من حيث لم يَدْرِ أن السم في الدَّسَمِ
واخشَ الدسائس من جوعٍ ومن شبعٍ
فربَّ مخمصةٍ شرٌّ من التُّخمِ
واستفرغ الدمع مِنَ عينٍ قَدْ امتلأت
مِنَ المحارمِ والزم حِمية الندمِ
وَخالفِ النفسَ والشيطانَ واعصمها
وإن هما مَحَّضاك النصحَ فاتّهمِ
ولا تُطعْ مِنْهُمَا خِصْمًا وَلَا حَكَمًا
فأنتَ تعرفُ كيدَ الخصمِ والحكَمِ
الإعلام عن الأعلام
معمر بن المثنى (110 - 209هـ):
هو معمر بن المثني، التيمي بالولاء، البصري، أبو عبيدة النحوي: من أئمة العلم بالأدب واللغة. مولده ووفاته بالبصرة. قال الجاحظ: لم يكن في الأرض أعلم بجميع العلوم منه. وكان أبو عبيدة إباضيا شعوبيا؛ قال ابن قتيبة: كان يبغض العرب وصنف في مثالبهم كتبا. ولما مات لم يحضر جنازته أحد؛ لشدة نقده معاصريه. وقد قيل: إنه كان - مع سعة علمه - ربما أنشد البيت فلم يقم وزنه، ويخطئ إذا قرأ القرآن نظرًا. من مصنفاته: «نقائض جرير والفرزدق»، «مجاز القرآن»، «العَقَقَة والبَرَرة».
ما قل ودل
< من ظَلَم وجد من يظلمه.
< من عدل على نفسه عدل عليه من فوقه.
< إذا نهيت عن شيء فابدأ بنفسك.
< إذا ادخرت فلا يكن كنزك إلا فعلك.
< لا تشاورنّ مشغولا وإن كان حازما، ولا جائعا وإن كان فَهِما، ولا مذعورا وإن كان ناصحا.
< إذا خاصمت فاعدل، وإذا قلت فاقتصد.
من طرائفهم!
يُحكى أن الحجّاج خرج يوما متنزهًا، فلما فرغ من نزهته صرف عنه أصحابَهُ وانفرد بنفسه، فإذا هو بشيخ من بني عِجْل، فقال له: من أين أيها الشيخ؟ قال: من هذه القرية، قال: كيف ترون عُمّالكم؟ قال: شر عمّال، يظلمون الناس، ويستحلون أموالهم. قال: فكيف قولك في الحجاج؟ قال: ذاك ما ولي العراق شرّ منه، قبّحه الله، وقبّح من استعمله! قال: أتعرف مَن أنا؟ قال: لا، قال: أنا الحجاج، قال: جُعِلْتُ فداك! أو تعرف مَن أنا؟ قال: لا، قال: فلان بن فلان، مجنون بني عجل، أُصْرع في كل يوم مرتين، هذه إحداهما؛ فضحك الحجاج وأمر له بصلة.
لاتوجد تعليقات