أخطاء تربوية نقـع فيهـا مع أبنائنا
الانخداع بدموع طفلك والانصياع لمطالبه حتى يهدأ من أكثر الأخطاء شيوعا بين الآباء، ومن أكثرها خطراً
التربية هي تنمية وجهد بشري نقوم به بأنفسنا ولأنفسنا؛ فيغير الله ما بأبنائنا من سلوكيات لا نقبلها
الضرب على الوجه والإفراط في القسوة عموما مع طفلك يقطعه عنك، فكن حكيماً حتى لا تفلت زمام الأمور من يدك
التربية السليمة من أهم حقوق الطفل على والديه؛ لكي تُبنى حياته ومستقبله على أسس ومبادئ صحيحة، ويُصبح إنساناً نافعاً لنفسه، ويجب أن تتسم هذه التربية بالحزم والجدية والمنطقية والثبات؛ فهي عملية تتطلب الشخص الحازم الذي يقول «لا» في الوقت المناسب، وكثيراً ما تؤرق الآباء كيفية التربية بطريقة سليمة وليست تلك بالمهمة السهلة؛ فأطفالنا هم زينة الحياة الدنيا ونعمة الرحمن وهبته لنا؛ فهم السعادة الحقيقية التي تتدفق على حياتنا، وبما أن التربية هي أساس تكوين الطفل وبقائه بين الأجيال القادمة مع أنه لا يوجد ما يُعرف بمحدد معين للتربية المثالية، لكن هناك بعض الأخطاء التربوية الشائعة في بيوتنا، يرتكبها الآباء مع أبنائهم بلا وعي سنعرضها عليكم حتى نتجنبها أثناء مسيرتنا مع أبنائنا في ميدان التربية بإذن الله..
- التدخل الدائم في كل التفاصيل في حياة أبنائنا يؤدي لطفل ضعيف الشخصية فاقد ثقته بنفسه، فاترك مساحة للحركة مع الإشراف عن بُعد.
- المن عليهم بأبوتك ونفقتك عليهم، وأمومتك وحملك لهم وإرضاعهم وتعبك عليهم، فهذه نعمة وهبكما الله إياها؛ فلا تمنن عليهم، ولكن لا يمنع تذكيرهم بأسلوب لا منّ فيه من باب الشكر لنعم الله عليهم.
- الاستهتار بمشاعر الأبناء أمام الأهل أو الأصدقاء أو وصفه بالغباء أو التحدث عن تأتأته عند النطق أو بوله في الفراش؛ مما يترك أثراً سلبياً على نفسية الطفل تؤدي إلى تفاقم المشكلة.

المراقبة والتفتيش
- المراقبة والتفتيش في ملابس الأبناء أو في حقيبتهم المدرسية؛ فالأفضل تربوياً هو إعطاؤهم مساحة للحرية ليتحركوا فيها بلا مراقبة من الوالدين حتى تعزز ثقتهم بأنفسهم وأيضاَ استئذانهم بالتفتيش؛ لأن التجسس يدمر العلاقة الوالدية، ويعدم الثقة بينهما.
- ضرب الأبناء والغضب والصراخ عليهم عند الخطأ غير المقصود، أو أمر لا يستحق الغضب، أو الانتقام والتشفي منهم بسبب ضغوط الحياة على الوالدين؛ فنجعل من أبنائنا متنفساً لنا من ضغوط الحياة.
كثرة الانتقادات
- كثرة الانتقادات لتصرفات أطفالنا اليومية وقفل باب الحوار مع الطفل منذ الصغر بحكم العادات والتقاليد الخطأ؛ مما يشعر الطفل بالتهميش؛ فالحوار والقصة الهادفة والاحتضان بديل للانتقاد لعدم قتل روح التجربة بداخلهم.
- السخرية من الأم أمام ابنها يجعله يميل للانطواء والخوف، والتوقف عن التفكير السليم، أو السخرية من أفكار الطفل على ما يقدمه من حلول أو إنتاج.
- الحماية الزائدة والمبالغة بالاهتمام تنتج شخصية مدللة متمردة غير ناضجة، لا تتسم بالطموح، ويصعب عليهم تحمل المسؤولية.
- إهمال التربية الجنسية لأبنائنا ومراقبة نموهم جسدياً بلا توضيح وتفسير للتغيرات التي تطرأ عليهم.
والإفراط في القسوة
- الضرب على الوجه والإفراط في القسوة عموما مع طفلك يقطعه عنك، فكن حكيماً حتى لا تفلت زمام الأمور من يدك.
- المبالغة في الأنشطة التعليمية التي يشترك فيها الطفل وعدم تمكينهم من العيش بطفولة بسيطة وطبيعية.
- الانخداع بدموع طفلك والانصياع لمطالبه حتى يهدأ من أكثر الأخطاء شيوعا بين الآباء، ومن أكثرها خطراً؛ لأنك تسلم لطفلك نقطة ضعفك ليستغلها وسيلة للضغط عليك وجعلك تحت إمرته لتنفيذ مطالبه ودلاله.
- الانشغال الدائم عن الأبناء وعدم الاهتمام بوضع نظام يلتزم به في البيت، كالاجتماع عند الطعام.
- عدم الاعتذار لأبنائنا عند الخطأ بحقهم؛ فيجهل الطفل فن الاعتذار أو المسامحة.
- تعلق أبنائنا بالإلكترونيات بدلاً من الأنشطة الحركية والرياضية.
- المقارنة أو التفضيل بين الأبناء؛ مما يشعل الغيرة والكراهية بينهم.
- عدم احترام أصدقاء أبنائنا وتجاهلهم، وعدم إقامة علاقة معهم لحماية أبنائنا.
- تعارض رأي الأبوين أمام الطفل له تأثير سلبي على الطفل وتكوين شخصيته.

سلوكيات إيجابية
مهمة التربية ليست تفصيل إنسان يناسب رغباتنا؛ فليس هناك مصمم للسلوك البشري، وليس لنا الاختيار لما نريد من سلوكيات إيجابية لزرعها في أبنائنا؛ فالتربية هي تنمية وجهد بشري نقوم به بأنفسنا ولأنفسنا؛ فيغير الله ما بأبنائنا من سلوكيات لا نقبلها؛ فلا يمكن حبس الأبناء عن المجتمع أو عزله عن أقرانه ومن حوله، فاحرصا على غرس حب الله وخشيته فيهم، ورقابتهم الذاتية منذ الصغر؛ فأبناؤنا أمانة فلا تفرطا فيها أو تتهاونا بها، وأعظم ما تورثاه لأطفالكما ليس المال والثروة بل عقيدة راسخة وقلوب مؤمنة بالله.
لاتوجد تعليقات